 دهوك / المدى  لوّح مدير عام الشؤون الايزيدية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كردستان أمس الأربعاء، بمقاضاة محكمة السليمانية وأحد المحامين لعدم اعترافهم بشهادة الايزيديين أمام المحكمة، واصفا ذلك بـ "السابقة في غاية الخطورة" وتؤثر سلباً على واقع التعايش السلمي بين الأديان في الإقليم.
وقال خيري بوزاني، أمس "اثر اطلاعنا في بعض وسائل الإعلام على وجود خصومة بين شركة ألمانية وأخرى كردستانية في مدينة السليمانية، تبين أن محكمة السليمانية قد أسقطت الدعوى لصالح الشركة الكردستانية بحجة اعتماد نظيرتها الألمانية في شكواها على شهادة الايزيديين".. وتابع بالقول "وقد استغربنا من أن محامي الشركة الكردستانية ومحكمة السليمانية لم يعترفا بشهادة الايزيديين، على اعتبار أنهم غير مؤمنين".وكانت شركة فيب (FIP) الألمانية قد أصدرت بيانا حول عملها في كردستان، خاطبت فيه الرئاسات في حكومتي بغداد وأربيل ووزارتي الخارجية الألمانية والعراقية والبعثات الدبلوماسية الألمانية في بغداد واربيل فضلا عن منظمات حقوقية دولية وجهات حزبية كردستانية. واشارت (فيب) إلى تعثر تسلمها مستحقاتها المالية بعد ان حكمت محكمة السليمانية لصالح شركة (نبز) في السليمانية، بعد ادعاء محامي شركة نبز ان "جميع الشهود (الذين استخدمتهم الشركة الألمانية في المنازعة القضائية) هم من الإخوة الايزيديين فلا نعرف كيف حلفتهم المحكمة الموقرة ولاسيما ان القرآن والكتب السماوية الاخرى لا تدخل في عقيدتهم وديانتهم، وذلك فان شهادتهم لم ترتق إلى مستوى شهادات تصلح للإثبات".وأفاد بوزاني بأننا "نرى أن هذا يعد سابقة في غاية الخطورة ويؤثر سلباً على واقع التعايش السلمي بين الأديان في إقليم كردستان، فضلا عن انه يعد قفزا خطرا على مبادئ حقوق الإنسان والأعراف الدولية".. وتابع بالقول "لذلك سوف نقوم وبشكل جدي ومهني وعقلاني بمتابعة القضية بمنحاها الاصولي والقانوني والبحث عن الأسس القانونية التي استندت إليها المحكمة في قرارها أو أنها كانت مجرد اجتهادات شخصية من القاضي ومحاميه، وأن ثبت لنا ذلك سوف نقوم بالملاحقة القانونية ومقاضاتهم أمام القضاء الكردستاني".ودعا "جميع الأطراف الايزيدية إلى التحلي بالصبر وعدم إطلاق أحكام مسبقة، لان هناك قنوات قانونية في إقليم كردستان كفيلة بإعادة الحقوق لأصحابها".. معتبرا ان "هذا الأمر لا يمثل الرأي الرسمي لأي طرف، بل يمثل رأي محامي إحدى الشركات، وقاض من قضاة إحدى المحاكم في إقليم كردستان".وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، لان جميع نصوصها الدينية تتلى باللغة الكردية في مناسباتهم وطقوسهم الدينية. ووفق إحصائيات غير رسمية يقدر عدد الايزيديين بنحو نصف مليون نسمة في العراق، ويقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك.