TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: الماكي وأردوغان وصراع المذاهب السياسي

في الحدث: الماكي وأردوغان وصراع المذاهب السياسي

نشر في: 25 يناير, 2012: 09:42 م

 حازم مبيضيننؤكد مع السيد نوري المالكي أن تصريحات رئيس الوزراء التركي المتعلقة بالخلافات بين الساسة العراقيين, تعتبر بكل المقاييس تدخلاً في شؤون العراق الداخلية، مثلما نشد على يديه وهو يعلن أن المواطنين العراقيين سنة وشيعة يعتزون بانتمائهم الى وطنهم ودولتهم، ولا يحتاجون لمن يدافع عن بعضهم ضد البعض الآخر، لكننا نجد أنفسنا مجبرين على تذكيره أن تركيا ليست الوحيدة التي تقترف هذا الخطأ على قاعدة مذهبية,
وأن الساسة العراقيين هم من يشجع ذلك, بمعزل عن المشاعر الشعبية, التي نؤكد أنها ظلت بعيدة عن التخندق الطائفي, إلى أن تبنى الساسة ذلك, وفرضوه من خلال صراعاتهم على مواطنيهم, فأطلقوا التعصب الطائفي من عقاله, في ما بدا رداً على طائفية صدام, التي كانت قمعية ووحشية, ولا تصلح في عراق اليوم, الذي انطلقت فيه مسيرة الديمقراطية مسلحةً بدماء آلاف الشهداء, ولا مجال للعودة عنها, أو التراجع في تطبيقها.كنا حذرنا على الدوام من أن الصراع الطائفي, إذا قدر له أن يحكم العلاقات بين دول هذه المنطقة, فإنه سيلحق أفدح الأضرار بشعوبها, بمن فيهم الشعب التركي, ونحن مع وجهة نظر السيد المالكي بأن أنقرا تنحاز لفريق عراقي على أساس طائفي, لكننا نتوجه إليه بالسؤال عن موقفه من الساسة العراقيين, الذين يحجون إلى طهران بحثاً عن جواب لأي سؤال يطرح في الساحة السياسية العراقية, كما نتوجه إليه بالسؤال عن موقفه تجاه ساسة أعضاء في المجلس النيابي محسوبين عليه, انبروا للدفاع عن تصريحات العميد سليماني, قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني, وقال فيها إن العراق يقع تحت وصاية السياسة الإيرانية, وكان النفس الطائفي واضحاً في تصريحاته, وفي ردود الساسة العراقيين المحسوبين على المالكي عليها. ليست هناك شكوك في أن التخندق الطائفي بدأ بالتسلل إلى مواقف المواطن العراقي, الذي ربط الساسة بين مصالحه اليومية الحياتية وبين انتمائه الطائفي, ونحب أن نشير إلى أن الغربال لا يغطي نور الشمس, وليست هناك شكوك بأن موقف أردوغان طائفي بامتياز, وأنه لا يمتلك الحق بقوله إن بلاده لن تقف صامتةً في حال اندلاع عنف طائفي في العراق, وبما يعني أنها ستنصر طائفةً ضد الأخرى, وهو بذلك ينقل ذلك الصراع إذا اندلع, إلى ساحة مواجهة شاملة في المنطقة, باستثارته إيران التي لن تتوانى عن نصرة شيعة العراق, فيما لو قام أردوغان بنصرة سنته, لمجرد أن هناك حدوداً مشتركة بين البلدين, لكننا نقف معه وهو يدعو مختلف الكتل السياسية والدينية العراقية, إلى الإصغاء لضمائرهم, للحيلولة دون أن يتحول التوتر الطائفي في بلادهم إلى نزاع بين الإخوة أبناء الوطن الواحد وأصحاب المصير المشترك. لسنا مع تصعيد حالة التوتر بين تركيا والعراق, ولسنا مع اللغة المتداولة في بغداد وأنقرا حيال ما يجري حالياً, فلتركيا دور تلعبه غير الاشتراك في نزاع طائفي, وغير الترويج بأن الرئيس المالكي لا يتحدث كرجل دولة، وإنما كزعيم أحد التنظيمات, أو القول بأنه يجري وراء عراق يهيمن عليه مذهب واحد، وأنه يشعر بالانزعاج من السياسة التركية المدافعة عن وحدة العراق, ففي العراق نفسه من يقول بذلك, غير أنه هنا يظل في إطار التنافس على السلطة, وهو تنافس مشروع دون الضرب تحت الحزام, ولسنا مع أن يصعد العراقيون لهجتهم ضد جيرانهم الأتراك القادرين على إزعاجهم بأكثر من وسيلة, ففي بلاد الرافدين ما يكفيها من المشاكل ويفيض عن قدرتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram