TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: دولة ديمقراطية ولكن!

كردستانيات: دولة ديمقراطية ولكن!

نشر في: 27 يناير, 2012: 06:43 م

 وديع غزوان لم أفهم كثيراً المعنى الذي أرادته و زيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عندما قالت في جلسة أسئلة وأجوبة مع موظفي الوزارة تناولت فيه موضوع الأزمة في العراق : " إن الولايات المتحدة ستقوم بكل ما يمكنها للمساعدة "لكن العراق في نهاية الأمر دولة ديمقراطية الآن لكن عليه أن يتصرف كدولة ديمقراطية ،وهذا يتطلب حلولا وسطى".
 ومع أن ما شهده العراق بعد 2003 بفضل صبر وتضحيات أبنائه وبتدخل العامل الخارجي، ليس بالقليل قياساً على ما كان عليه  تجسد في عدد من المظاهر التي من بينها تعدد الأحزاب وانتشار وتنوع وسائل الإعلام وانبثاق منظمات المجتمع المدني، إلا أن ما رافق ذلك من إجراءات وفعاليات  لم يسمح للوليد الديمقراطي أن ينمو بشكل صحيح وتوفير الأجواء النقية للحيلولة دون خنقه أو على الأقل تشويهه بالصورة التي نراها الآن.. صورة  مشوهة بدأت ملامحها تتعمق تدريجياً بتعمد أحزاب سياسية الهيمنة والاستحواذ على المشهد السياسي  وتجيير العملية الانتخابية لصالحها على حساب الشخصيات والتيارات الديمقراطية التي تعمد هذا البعض إقصاءها ، خاصة وإنها الوحيدة التي لاتمتلك  الإمكانات المادية التي تتيح لها منافسة متكافئة مع الآخرين  ، كما أنها تكاد تكون الوحيدة التي  منعتها أخلاقياتها من استغلال إمكانات الدولة في العمل السياسي. ولا ندري إن كان ذلك غائباً  ذلك عن تقارير السفارة الأميركية في بغداد التي نفترض أنها تمتلك من الإمكانات ما يؤهلها لقراءة ما يحصل في العراق بموضوعية، أم أنها تتعمد تزويق المعطيات التي أدت إلى ما نحن عليه من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية ، يتحمل المواطن حمل أعبائها الثقيلة. من المعروف إن الديمقراطية، ياسيدة كلينتون، مجموعة قيم تسعى الأحزاب والمؤسسات البرلمانية والحكومية تعميقها في المجتمع، من خلال جملة أنشطة وفعاليات وسلوكيات، تعزز لدى الأفراد قناعتهم بالنموذج الديمقراطي الجديد، غير أن ما حصل في العراق غير ذلك، حيث أنتجت المحاصصات  نموذجاً هجيناً ترى فيه الملايين تئنّ وتصرخ وتشكو وتطالب بالحد الأدنى من حقوقها وتدفع فواتير صراعات لاناقة فيها ولاجمل، مقابل مجاميع من الأحزاب تختلف وتتصارع لنيل أكثر ما يمكن من المكاسب. بالتأكيد إن القوى السياسية النافذة تتحمل، كلاً حسب مواقعها، وزر هذا التشويه للعملية السياسية ، ونحسب أنها غير غافلة عنه، بل تجد فيه المناخ المناسب للمزيد من الامتيازات على حساب تطلعات الغالبية العظمى من المواطنين، وهذا المناخ ليس من الديمقراطية ومبادئها في شيء، بل يتناقض مع أبسطها. ربما أرادت السيدة كلينتون أن تقول إن في العراق  دستور اً وقوانين تدعو إلى احترام الحريات ، غير أن هذا وحده لايكفي إذا لم يتجسد بفعل أو كما قالت وزيرة الخارجية " إنه ينبغي أن يتصرف كدولة ديمقراطية " . لا أريد هنا أن أسقط ثقافتي المبنية على الشك من كل ما هو أميركي ، لكن الحقيقة التي ينبغي أن تعرفها الإدارة الأميركية إن كل عراقي يعتبرها مسؤولة بحدود معينة عن الذي آلت إليه الأمور ، وهو مؤمن بأن تصويب مسار العملية السياسية يتطلب تغييراً كبيراً  كالذي نادت به في تظاهراتها وليس حلولاً وسطية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram