لو خيرتِ في انتقاء جنسكِ، فما هو اختياركِ؟لو أعطيت كل امرأة على الأرض ابتداء من دول تعطي الحق للرجل أن يترك زوجته تموت جوعاً لمجرد أنها لم تلبِِِِِِِِِِ احتياجه الجنسي إلى دول تستمتع فيها المرأة بحقوقها قانونيا تماماً كما الرجل.. لو أعطيت هؤلاء النساء فرصة وحرية التحول إلى ذكور دون محاولة تبرير خياراتهن ودون محاسبة.. كم من النساء سيخترن حقاً أن يحتفظن بتاء التأنيث في هويتهن...
الإجابة على هذا السؤال ليست هدف موضوعنا وإنما لوضع الأصبع على المعاناة الحقيقية التي تعيشها المرأة والتي تدفعها إلى كره طبيعة ودور خصها الله بهما بتميز... هذه المقدمة كانت لموضوع طرحته واحدة من الفضائيات التي تعنى بقضايا المرأة العربية، والتي أدارت دفة نقاشاتها على محور سؤال واحد " لو خيرت في انتقاء جنسك، فما الذي كنتِِ ستختارينه؟".  وعلى ما يبدو فقد أثبتت دراسة حديثة أن أغلب النساء يفضلن لو خلقن رجالاً، وأكدت الدراسة نفسها أن الرجال يعتزون لأنهم خلقوا رجالاً... أن أكبر معاناة تعانيها المرأة في أنها لا تعطى قدرها الحقيقي في المجتمع، وأصعب شيء على المرأة أنه لا ينظر إليها بعين التقدير كما ينظر إلى الرجل، هذا ما أكدته الخبيرة الاجتماعية نهلة محمود، مشيرة إلى أن هذا الأمر لم يأت في مراحل متقدمة من عمرها، بل نراه منذ طفولتها، فنظرة المجتمع على سبيل المثال لامرأتين إحداهما ولدت ذكراً، والأخرى أنثى نظرة متباينة. لذا فنظرة المجتمع للمرأة تبدأ منذ ولادتها وتستمر حتى زواجها، المرأة لا تستطيع الشعور بأن قيمتها مساوية للرجل، وتلفت إلى أن هذا ما تجده دائما عندما تكون أخت فهي لا تعامل كما أخوها، وعندما تكون زوجة لا يتعامل معها المجتمع كما يعامل زوجها، فهي دائما ما تشعر بدونية بسبب العقلية السائدة.  من جهتها أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة وداد الحيدري: في مجتمعنا العراقي، الرجال لهم امتيازات كثيرة لا تتمتع بها النساء، منها لا على الحصر قدرة المبادرة، فإذا أراد الرجل التعبير عن إعجابه بامرأة يبادر في ذلك، في حين أن المرأة لا تستطيع، لذلك الرجل يرفض التخلي عن هذا الامتياز الذي يمنحه الحرية (حرية الاختيار)، فهو يبادر إلى العلاقات، ويبادر إلى الزواج، ويبادر في أخذ القرارات كما يشاء، ولكن المرأة حتى لو وصلت إلى أعلى المستويات من الحرية لن تستطيع المبادرة...