TOP

جريدة المدى > محليات > الكلاب السائبة خطر يهدّد الأطفال والكبار على حدّ سواء فـي الموصل

الكلاب السائبة خطر يهدّد الأطفال والكبار على حدّ سواء فـي الموصل

نشر في: 27 يناير, 2012: 08:59 م

الموصل / نوزت شمدينلم تستطع أم محمود أن تفعل شيئاَ إزاء قنبلة النباح التي انفجرت فجأة في باحة منزلها بمنطقة وادي حجر جنوب الموصل، ظلت جامدة وسط كومة الملابس التي كانت تغسلها، فيما كان الكلب المسعور يندفع بشراسة، ليغرس أنيابه في رقبتها وأنحاء أخرى من جسدها.
"أيقظني الألم في المستشفى"، تقول أم محمود في حديثها لـ"المدى"، وتضيف "كان معي اثنتان من بناتي وأحد أولادي الصغار"، شاكرة العناية الإلهية التي أنقذتها مع باقي أفراد أسرتها. إلا أنها ظلت متحيرة من وقوع الحادث الذي كاد أن يودي بحياتها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، متسائلة كيف تمكن الكلب من دخول منزلها بالرغم من انه يقع في حي شعبي مكتظ، وكان الوقت منتصف النهار. حوادث أخرى مماثلة، وقعت في أنحاء متفرقة من مدينة الموصل خلال الشهر الجاري، إذ أصيب العديد من الأطفال بجروح، وبات الأهالي في المدينة يعيشون قلقاً بالغاً من أن تتحول الهجمات إلى ظاهرة، لاسيما أن الكلاب السائبة منتشرة في كل مكان من حولهم، في الشوارع والأسواق، ولا أحد يعرف من سيكون هدفها التالي.الجهات الصحية الرقابية خلال الأعوام التسعة الماضية، حاولت إيجاد حلول لمشكلة الكلاب السائبة، غير أن تلك الحلول كانت تصطدم دائما بالوضع الأمني القائم في مدينة الموصل، وقال مصدر من تلك الجهات لـ"المدى": "حاولنا استخدام الخراطيش لقتل تلك الحيوانات التي تشكل خطراً على الإنسان، غير أن الجهات الأمنية منعتنا عن ذلك، لكي لا يستفيد الخارجون على القانون من الأمر ويرتكبون جرائم بحجة قتل الكلاب السائبة".وتابع بالقول: "استخدام السموم غير مجد، وربما تكون له مخاطر على الصحة العامة، لذا فإن الأمر يتوقف الآن على ما يمكن إن تقدمه الجهات الأمنية من مساعدة للقضاء على الكلاب السائبة". ويرى الطبيب البيطري محمد كامل احمد، أن سكوت الحكومة المحلية والجهات الرقابية عن الأمر سيؤدي إلى تكرار الحوادث، مضيفا "بالرغم من أنها أصبحت ظاهرة بالفعل، وكل يوم تسجل المستشفيات حوادث نتيجة هجمات لكلاب شرسة"، وفي الغالب يكون الضحايا من الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدارس، بحسب ما ذكر. وأشار في حديث لـ"المدى" إلى أن مجلس محافظة بغداد نظم حملة للقضاء على الكلاب السائبة، وخصص أرقام هواتف لتلقي شكاوى المواطنين بهذا الشأن، داعيا مجلس محافظة نينوى إلى تنفيذ حملة واتخاذ إجراءات مماثلة، "خاصة وأن الأمر يتعلق بالمجتمع بأسره، وليس مجرد فئة معينة أو مكان محدود".ويعتقد البعض من أهالي الموصل، إن إهمال الجهات الرقابية، والتصحر الذي يحاصر المدينة ويزحف باتجاهها خصوصاً من الجنوب والغرب، والنفايات المتراكمة، هي أسباب استفحال ظاهرة الكلاب السائبة وهجماتها المسعورة ضد المواطنين، والحل كما يرون، هو بتشكيل فرق خاصة بإشراف الجهات الأمنية من الجيش والشرطة، للقضاء على الكلاب السائبة، داخل مدينة الموصل، وكذلك في الاقضية والنواحي المحيطة بها.المواطن حمد الله بهيج من سكان حي الكرامة، ذكر لـ"المدى" أن قائممقامية قضاء الموصل كانت قد أصدرت قراراً بمنع دخول المواشي إلى مدينة الموصل، وحددت غرامة تصل إلى مليون دينار على المخالفين، "غير أنها لم تتخذ إجراءات إزاء الكلاب السائبة التي تهاجم المواطنين وتفتك بهم كل يوم"، متسائلا إذا ما كان ضرر المواشي يتساوى بضرر الكلاب المسعورة. أما المواطن موفق نجم فقد عدد لـ"المدى" بعضا من الحوادث التي تسببت بها الكلاب السائبة في مناطق داخل مدينة الموصل وهي أحياء النبي يونس والكوير ووادي حجر والكرامة والنهروان، وجميعها مناطق شعبية.وأضاف أن الأهالي لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأمر، وضرب الكلاب بالحجارة لم يعد أمراً كافياً.وانتقد نجم ظاهرة إطلاق العيارات في المناسبات وفي المقابل عدم اتخاذ إجراءات جدية لمكافحة الكلاب السابئة، موجها كلامه إلى الأجهزة الأمنية قائلا: "يطلق الجميع النار من أسلحتهم بمناسبة فوز المنتخب الوطني بكرة القدم، حتى أن أبرياء يذهبون ضحايا لتلك الفرحة، ولا نجد من يحاسب على تلك الفعلة غير المنضبطة، بينما لا أحد يفكر بإطلاق النار على كلب سائب يهدد حياة الناس".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram