علاء حسن في لقاء تلفزيوني ، ورداً على سؤال افتراضي حول المكان الذي يفضل فيه قضاء إجازته والشخصية السياسية التي سيصطحبها معه ، اعترض رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي على أن يرافقه احد السياسيين في إجازته، وقال انه ينتظر انتهاء امتحانات الدراسة الابتدائية ليقضي إجازته، وحددها بيومين في قضاء طويريج، وما ذكره المالكي في اللقاء، انه يواصل عمله من دون تمتعه بعطلة أو إجازة، لان مسؤولياته، تتطلب العمل بشكل مستمر على مدار أربع وعشرين ساعة.
الرؤساء والمسؤولون في الدول الأخرى ومنها العربية، يتمتعون بإجازات طويلة، ومنهم من يقضيها بممارسة هواية الصيد بالصقور والتجوال في الصحراء بسيارات حديثة جدا بمطاردة الغزلان، وآخر يتوجه إلى منتجعات سويسرا، للحصول على المزيد من الهدوء والاسترخاء، وحتى الرئيس الأميركي في إجازته، يذهب إلى منتجع كامب ديفيد للعب الغولف مع عائلته، ويركب الزورق مع زوجته لصيد السمك، بعيدا عن أنظار الخصوم وحتى عناصر رجال الأمن المكلفين بمسؤولية الحفاظ على أمنه الشخصي ، ومثل هذا الترف لاوجود له في العراق، لأن البلاد غارقة بالمشاكل وتفكير المسؤول السابق بتنفيذ رغبته في السفر إلى الخارج ، تصطدم بقلقه ومخاوفه من احتمالات تنفيذ انقلاب عسكري وإذاعة البيان رقم واحد من الإذاعة الرسمية الوحيدة، وبهذا الأسلوب حصلت الانقلابات ودفع العراقيون الثمن باهظا، لأنهم لم يتعرفوا بعد على الديمقراطية.العراق يعيش أزمة سياسية بسبب اتساع الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة، والاتهامات توجه لرئيسها المالكي بمزاعم انه يخترق الدستور، وأقسم الرجل خلال اللقاء التلفزيوني انه متمسك بجميع المواد الدستورية، وأمام ذلك يجب أن يتخلى الآخرون عن إطلاق الاتهامات جزافا من اجل أن يتمتع رئيس الحكومة بإجازته في طويريج، ومن المتوقع أن تواجهه هناك مشاكل من نوع اخر، فهو فسيكون بين ابناء مدينته، ولهؤلاء مطالب واحتياجات تتعلق بتوفير فرص العمل للشباب العاطلين، وتحسين الخدمات، وتطوير المدينة بشكل تصبح فيه تستحق وعن جدارة لقب مسقط رأس أكبر مسؤول في الحكومة المنتخبة.قضاء طويريج مثل غيره من المدن العراقية الأخرى يضم "كراج النقل والسوك المسكف وشارع على الشط يسمى الكورنيش، فضلا عن بناية كانت مخصصة لنادي المعلمين والموظفين ربما تحولت إلى مقر لأحد الأحزاب أو لوحدة عسكرية " وهذه المظاهر تكاد تكون مشتركة في معظم المدن والنواحي في محافظات وسط وجنوبي العراق، وقضاء طويريج ليست فيه بحيرات أو ملاعب للغولف والهوكي وكرة السلة، ومتنزهات واسعة بإمكانها أن توفر الراحة والاسترخاء لمن يزورها، ومادمت المدينة ستتشرف بزيارة المالكي المرتقبة لقضاء إجازة يومين فقط، وهي بحسب ضوابط وتعليمات الجيش العراقي السابق عبارة عن ورقة "عدم تعرض" بتوقيع آمر السرية أو الفصيل تسمح لحاملها النزول إلى البلدة ، وتلزمه بالالتحاق بوحدته العسكرية بعد نفاد المدة ، وإجازة رئيس الحكومة هي الأخرى ورقة "عدم تعرض" وعلى أهالي قضاء طويريج أن يدركوا هذا الأمر، وعليهم تأجيل طرح مطالبهم لحين احتواء الأزمة السياسية.
نص ردن: إلى طويريج
نشر في: 27 يناير, 2012: 09:01 م