TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن:"فريق" بس بالاسم

العمود الثامن:"فريق" بس بالاسم

نشر في: 27 يناير, 2012: 11:25 م

 علي حسين شكرا للفريق قاسم عطا ومعه رجال  دولة القانون لأنهم لم يخيبوا ظننا، فقد كشفوا وبسرعة ــ لم نتوقعها ــ عن طبيعتهم والطريقة التي يحكمونا بها، ففي أول اختبار حقيقي للواء السابق عطا بعد ترقيته إلى رتبة فريق اثبت لنا بالدليل القاطع أننا لا زلنا نعيش عصر الصحاف بجدارة.القصة باختصار ــ لمن لم يتابع ــ تتلخص في أن طائرة مروحية أمريكية هبطت قرب نهر دجلة، وحسب بيان شرطة بغداد فان المروحية  الأميركية هبطت بشكل اضطراري وإن هناك مروحية أخرى هبطت وحملتها.
وبعد نهاية بيان شرطة بغداد شعر الفريق عطا بأن الشرطة ربما  قد تجاوزوا الشفافية التي تروج لها الحكومة وحاولوا أن يخدعوا هذا الشعب المسكين فصوروا له أن  طائرة أمريكية  تجرأت على السيادة وحلقت في الأجواء العراقية التي تحميها مئات الرادرات الجوية، خصوصا  ان حكومتنا ومقربيها لم يسمحوا لطائرة بايدن أن تدخل الأجواء العراقية دون موافقة خطية من السيد عباس البياتي، وطبقا لتسريبات مقربة من الفريق عطا فان الأمر  لا يتعدى هبوط مركبة فضائية جاءت من المريخ لتطلع على ابرز انجازات الحكومة وأيضا لتستعين ببعض العقول السياسية التي أثبتت بالممارسة الفعلية أنها خسارة في شعب جاحد وناكر للجميل مثل العراقيين، وان شعوبا تسكن المريخ والمشتري مستعدة أن تضحي بالغالي والنفيس لتحصل على عدد من السياسيين شرط  ألاّ تخلو القائمة من محمد سعدون الصيهود وحيدر الملا، وأن  السيد عطا قد تدخل بنفسه لإقناع طاقم  المركبة بان العراقيين لن يغمض لهم جفن دون ان تتكحل عيونهم بطلة سياسيينا الأشاوس. السيد عطا وفي بيانه الذي نفى فيه هبوط الطائرة تصرف مع خبر الطائرة الأمريكية  بطريقة طبيعية جدا من وجهة نظره، لأنه باختصار لا يزال يعيش في حقبة طرد المحتل ومع بيانات رئيس الوزراء التي قال فيها بالحرف الواحد "ان لا وجود لأي جندي أمريكي في العراق،  وأيضا مع الحملة الوطنية التي يقودها محافظ بغداد في اعتقال كل أجنبي تسول  له نفسه المرور من تحت شباك بيته في "الشالجية". لهذا السبب تحديدا يمكن فهم قول عطا بأن الأنباء التي تتحدث عن طائرة هبطت وسط بغداد لا أساس لها من الصحة لان الفريق عطا وحده يملك حق إعلان مثل هكذا أخبار،   ولم تمض لحظات حتى جاءت الطامة الكبرى فقد أعلنت السفارة الأمريكية وفي بيان لها من ان "المروحية التي اضطرت إلى الهبوط قرب نهر دجلة بسبب عطل فني كانت تجري طلعة روتينية في سماء بغداد".  للاسف اكتشفت أنني شخص حالم حينما اعتقدت أن بعض المسؤولين حين يفشلوا في تحقيق نتائج مرضية سوف تتم إقالتهم  او محاسبتهم على أخطاء ارتكبوها وتسببت في كوارث، وتوهمت أننا كمواطنين نعيش عصر دولة القانون حيث الحكومة ملتزمة بالشفافية فيما يتعلق بأمن الناس. لكن للأسف كل ما يصدر عن الجهات المعنية عقب كل حادثة هو عبارات مقتضبة تتحدث بشكل متعجل وغامض عن الشفافية والنزاهة وهي كلمات فقدت معناها من كثرة الاستعمال الحكومي على نحو جعل الناس نهبا للقلق والفزع. إن نص الفيلم الذي يعرضه علينا الناطق كل يوم  لم يتغير،  وان ما يخرج من تصريحات لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصريحات، وهكذا، دوائر وحلقات لا تنتهي من الخطب والبيانات واللقطات، الكاذب منها والمزيف، وطالما تدار المؤتمرات الصحفية  وفقا لمواقف قديمة لم تتطور، وطالما موازين القوى على الأرض كما هي، فإن انتظار نتائج أفضل تتعلق  بالسيادة  يعد ضربا من العبث والأحلام المستحيلة، وهي نوع من الخدع السينمائية، قد تأخذ عقل المشاهد لكنها لا تعطيه شيئا ملموسا، هكذا يتحول موضوع خطير ومصيري في حياة العراقيين واعني به السيادة على كامل الأراضي والأجواء العراقية  إلى مجرد مهرجان غير منظم لتصريحات تفتقر إلى العقلانية والموضوعية.كل يوم اتحسر على شعب  لا يجد  الحقيقة  والصدق في تصريحات المسؤولين والسياسيين ولا يخرج شاهرا سيف الإقالة والطرد في وجوهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram