اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > (الودّ) فـي بابل تضيّّف الشاعر أحمد عبد الحسين

(الودّ) فـي بابل تضيّّف الشاعر أحمد عبد الحسين

نشر في: 28 يناير, 2012: 07:01 م

بابل ـ المدى أقيمتْ في قاعة "الودّ" للثقافة والفنون في محافظة بابل، يوم أمس الأول، الجمعة، أمسية للشاعر والإعلامي أحمد عبد الحسين للتحدث عن تجربته الإبداعية، حضرها حشد غفير من المثقفين والأدباء والفنانين غصت بهم القاعة.
قدم للجلسة الشاعر صلاح حسن الذي افتتحها بسرد سيرة الشاعر الثقافية المحتفى به ، متحدثاً عن تنقله بين منافيه الثلاثة، الإيرانيّ والعربي والكنديّ،  مشيراً أيضا إلى انتقال الضيف من العمل في جريدة الصباح إلى جريدة المدى، مؤخراً بعد تعرضه إلى ضغوط عرفها جميع المتابعين لمسيرة (عبد الحسين) الإعلامية، بسبب أعمدته التي كان يصرخ بها ضد الظلم الذي لحق بالمجتمع جراء السياسات الخاطئة وتسليطه الضوء على هذه الإشكاليات التي تضمنتها العملية السياسية، ما حدا بالقائمين على المؤسسة التي كان يعمل بها إلى إقالته.تحدث بعدها الشاعر الضيف مرحباً بالحضور، شاكراً القائمين على هذا النشاط الثقافي، مبيـّناً بأننا في أمس الحاجة لهذا التواصل وجهاً لوجه مع المتلقي لكي يكون على دراية بحياة المبدع والظروف التي يعيشها، موضحاً أن هذه الجلسة ليست الأولى له في بابل التي سبق وان احتضنته في أمسيات عدة.قرأ بعدها عدداً من نصوصه الشعرية، مبتدءا هذه القراءات بقصيدة (كربلاء الوقت)، يقول في مقطع فيها:أليس مكذوباً عليه من يصمتُ بين يديْ صديقٍ يحدّثه عن القرآن، ثمّ يلتفتُ فإذا الكلامُ قديمٌ والصديقُ انتهبتْه سيوفُ هواءٍ بعيدٍ، وقرآنُه مفتوحٌ من الأمسِ على سورةٍ محرّفةٍ أوّلُها الآنَ وآخرُها فاتَ الأوانُ. (مهجورُ الحاضرِ أنا أرملُ اللحظةِ يتيمُ الأزمنةِ كلِّها لي كربلاء، وكربلائي لا تنقضي بسهمٍ مثلّثٍ ونارٍ تأكلُ الخيامَ كربلائي ـ الوقتُ، ماضيةٌ في حضورها وتتشبّه بالمستحيلِ إنها كمثلِ ياقوتةِ اليأسِ تجدّد نفسها في كل آن. في كلِّ آنٍ فواتُ أوان).قرأ بعدها قصيدة (زهرة سوداء) وفيها: (ماذا سيقالُ في الروح أبلغُ مما قاله سكران:(الروح خنثى)، لكنّي تهيأَ لي، في جلسة خمر، أن الخطأ الحيَّ الذي يخالط وجودي له نحوُ ارتباطٍ بالنسيان، نسيانِ ذلك المغزى الشاق، المعنى المبدّد في دعابة فيثاغورس: (العـالمُ عـددٌ ونـغمٌ). وتذكرتُ أن في قوّة المصطلح تأجيلاً أبدياً للمعنى، بمقدار ما في كلمة الفجر من ليلٍ ونهار، فصرت أطلبُ الروحَ بنقيضها، والجسدَ بلطائفه المخبوءةِ فيه، وقلتُ: فلينمْ من لم يرَ زجاجَ الزجـاجةِ، أما أنا فقدْ رأيتُ الروحَ - القنديلَ الذي من رآه لم ينمْ. وقلتُ: يا ربّ ليكنْ لي أربابٌ على قدرِ خطاياي...).تحدث بعدها (عبد الحسين) عن سني غربته، قائلاً: (قضيت في إيران سنة ونصف، حين كان الوصول إلى إيران لا يتم إلا بعد رحلة هروب أواخر الثمانينيات، تشبعت هناك بالتجربة الدينية ودرست فيها الفقه، الفقه الذي كنت قد عرفته عن كثب، لانحداري من عائلة دينية، أب شيخ وجد شيخ معمم، نهلت من كتبهم الكثير وهو ما ترونه واضحاً في قصائدي).عرج بعدها إلى رحلته الثانية إلى سوريا ولبنان، مكانان يقول بأنهما منحاه ما كان يطمح إليه من حرية، بعد هروبه من نظام مغلق، العراق، وآخر أكثر انغلاقاً، إيران، بسبب سياسة البلد الدينية، وفيهما (سوريا ولبنان) كان لدي الكثير من الوقت الذي استثمرته في القراءة المركزة في الفلسفة والأدب، وقد منحتني هذه البلدان، القدرة على الرؤية من زوايا مختلفة وتلمس آفاق الحضارات المتواشجة بين الشرق والغرب، كما بدأت فيها تجربتي في العمل الصحفي، وتمكنت من توسيع رقعة معارفي، مشيراً إلى أن للجغرافية تأثيراً واضحاً عند الشاعر، وبالأخص أن هذا المنفى، منفى دافئ، بعكس المنافي الباردة التي تُحاصر فيها بانعدام تواصلك مع الآخرين بوساطة لغتك الأم.ألقى بعدها عدداً من قصائده القصار ثم اختتم حديثه عن منفاه الأخير، تورنتو الكندية، التي وصلها العام 2000، وكيف انه كان مؤمناً بسقوط النظام المباد، بالرغم من هذا التصور كان شبه مستحيل آنذاك، يقول: (بقيت مؤمناً بهذا، حتى أنني لم استحصل على جنسية البلد الذي أقمت فيه، كندا، لقناعتي بأنني عائد لا محالة إلى وطني، العراق الذي قررت العودة إليه بعد سقوط الديكتاتورية، وهو ما حصل بداية العام 2005، عدت للموت في بلدي).قرأ بعدها عدداً آخر من قصائده، بينها قصيدة (8 شباط):(كتبتُ إلى الزعيمِ: رأسُ مَنْ أسمعه يُطحنُ بمطرقةٍ؟ وفي لياليَّ وأيامي أنينُ معدانٍ يتنازعونَ كأسَ السمِّ وراءَ القصب. كتبتُ إليه: أخي إن البدوَ الذين وكلتَهم على منابعِ الفراتِ أثقلوها سمّاً إن عمالك خلطوا بريدك ببريد العصاةِ وإن عقربينِ كبيرينِ تحتَ جلدك يلتهمانِ الليلَ والنهار. ولما أنْ وصلَ بريدي، كان رأسُ الزعيمِ أخي يُطحنُ بمطرقةٍ، وكانَ جيشٌ جبانٌ وراءَ القصب يفتكُ بالمعدان).فتح بعدها مقدم الجلسة الشاعر صلاح حسن باب المداخلات، التي شارك فيها شعراء وكتـّاب وأكاديميون، بينهم (ناهض الخياط، والدكتور سلام حربه، والدكتور حسن لطيف، والدكتور محمد عودة، والدكتور باقر جاسم، ورياض الغريب، وسلام مكي، والدكتور باسم الأعسم صاحب دار الود).مداخلات أثنى فيها المشاركون على تجربة الضيف الإبداعية، وجرأته الصحفية، مشيرين إل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram