TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > على من نطلق رصاص الحملة؟

على من نطلق رصاص الحملة؟

نشر في: 28 يناير, 2012: 07:05 م

لينا مظلوم قيام الكاتب و الشاعر عبد الخالق كيطان و مجموعة من مثقفي ومبدعي العراق بإنشاء جمعية بغداد الفتاة يبدو إنجازاً جميلاً يضاف إلى باقة(ورد) الإنجازات الثقافية والإبداعية على مواقع التواصل الاجتماعي التي أثبتت قوّة فاعيلتها خلال العام الماضي على الساحة العربية..لكن هل يقتصر الخبر على هذه الخطوة، خصوصا وإن تطورات الأحداث السياسية في العراق أعادت إلى السطح بقوة (آفة) الطائفية
 التي ظلت تمارس دورها الخبيث في تهديد وحدة العراق على مدى 50 عاما.. من هنا بزغت فكرة بغداد الفتاة بإطلاق الحملة الوطنية لمناهضة الطائفية-نحو عراق مدني و متسامح- حملة أثارت حماسة جماعية للالتفاف حولها..و طرحت جدلا سوف يُلقي أحجاراً-لا حجراً واحداً- بنهي ركود هذا المستنقع الكريه بعد أن عجزت عن معالجته سياسة المصالح و احتكار السلطة و القوى الدينية.. لتضيف أزمة إلى الوضع المعقد أصلا في العراق.هذه الحملة بكل أهدافها النبيلة تفرض فتح(الجرح) كي يتم تطهيره جذريا من كل التقيحات تمهيدا لمرحلة الالتئام الكلّي –كما تقر الأعراف الطبية-،هنا يطرح السؤال نفسه..من الهدف الذي توجه إليه هذه الحملة؟.. الشارع العراقي على اختلاف مستوياته العمرية و الثقافية يبدو، من تحمّل ما لم تتحمله أي شعوب المنطقة،منهكا في السعي إلى توفير حياة مستقرة و كريمة لن يحققها- على أرض الواقع- سوى التماسك الاجتماعي و العرقي من خلال احترام التعددية و التنوع..و أن التجمع تحت راية وحدة المواطنة العراقية و ليس دعوات إراقة بحور الدماء،هو بارقة الأمل الوحيدة في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية و الأمنية. الشارع العراقي بدأ يعبر فعلا عن هذه الرغبة الواعية في أسلوب تظاهرات سلمية راقية –رغم محاولات بعض الجهات إقحام نفسها على هذه التحركات الشعبية.المنطق إذاً يفترض التوجه بهذه الحملة لمخاطبة الشرائح السياسية وكل من يتحمل مسؤولية صنع القرار في العراق..كل طرف منهم يلهث نحو مصالحه الشخصية سعيدا بحالة (اللامبالاة)تجاه مصلحة العراق و شعبه..لذا كان بديهياً أن يفشلوا في تحقيق دولة المواطنة بعد أن جرفتهم المصالح نحو توجهات و قوى مناقضة تماما لهدف الحملة.اندلاع تظاهرات 25شباط يؤكد ضمن المطالب المشروعة التي رفعها الشعب عجز-أو عدم رغبة- القرار السياسي العراقي الحالي عن توفير مقومات العملية السياسية الديمقراطية التي تذيب القوميات و الأعراق تحت مظلة التوحد، مما يفرض ضرورة التوجه إلى حلول و إصلاحات جادة و حازمة.. منها الضغط على القوى السياسية الحاكمة و تدعيم المنظمات المدنية و التكتلات السياسية الليبرالية و القوى العلمانية-إذا كانت الحكومة الحالية بصدد تجربة ديمقراطية حقيقية-.. فالعراق كان قبل حوالي 50 عاما فقط يتمتع بأعرق تجربة تعددية حزبية بين الدول العربية جمعت كل التوجهات الفكرية و السياسية..تفعيل هذه القوى و دعمها للمشاركة بقوة في العملية السياسية والمدنية سيخنق الطائفية و هي القائمة أصلا على دكتاتورية التحزب لعقيدة أو عرق على حساب الآخر.إذا كانت الحكومة السياسية الحالية حادة في بتر(آفة) الطائفية عليها أن تقدم للمواطن الدليل الملموس.. و لو وصل الأمر إلى صيغة قرارات تصل إلى قوة القانون، أو حتى مواد تضاف إلى الدستور العراقي،تجرّم كل الدعاوى الطائفية و ممارساتها، لعل الحكومة بذلك تعيد جزءاً من شعبيتها المفقودة بدلا من ملاحقة المعارضين لسياساتها.العامل الخارجي أيضا ملف أساسي ثبت تورطه في ضخ سموم لتأجيج الطائفية..الإمدادات سواء بالأموال المتدفقة أو التواجد الفعلي عبر ميليشيات مدرّبة انهمرت على العراق منذ سنين..حتى أصبحت أرضه مسرحا للتصفية الدموية بين التيارات الدينية و العرقية المتنازعة إقليمياً.. للأسف لم تكتف هذه التدخلات و الأطماع في فرض نفسها فقط على العملية السياسية داخل العراق..إنما امتد تأثيرها إلى قرارات العراق الدولية.أخيراً بعد يأس و إحباط الشارع العراقي من قدرة ساسته أو حتى جذب اهتمامهم إليه، كان بديهيا أن يتطلع إلى علماء و مفكري و مثقفي ومبدعي العراق، لتقديم مبادرة جادة و صارمة تهدف إلى محاربة(آفة) الطائفية و هي العائق الأساسي أمام وضع العملية السياسية في العراق على الطريق الصحيح.. العراق ينتظر بشوق..و نحن في لهفة إلى تقديم المزيد.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكاتبة عراقية مقيمة في القاهرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram