TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رأيك وأنت حـر :نعم.. إنهم أصحاء

رأيك وأنت حـر :نعم.. إنهم أصحاء

نشر في: 28 يناير, 2012: 07:17 م

 سعـد المشعل اتحاد الأولمبياد الخاص العراقي، الذي يُعنى بمهام عدة من بينها رياضات التخلف العقلي والمنغولي، وضع في أولوياته، بل وفي مقدمة اهتماماته العناية والرعاية بهذه الشريحة وهو ما يعد  قمة العطاء الإنساني، فهي رسالة سامية تمنحهم كل الدعم الإنساني الذي يعكس مدى التراحم الذي يميز المجتمعات العربية عموماً والمجتمع العراقي بشكل خاص.
وقد انطلق رئيس وأعضاء وجميع الملاكات التدريبية والإدارية في الاتحاد والمتطوعون الآخرون للعمل مع اشخاص لهم عالمهم الخاص، أحبوهم وتحابوا كلهم وشاركوهم الطعام والسهر والسمر والحديث وعلموهم مسك الكرة وتبادلها،وتسديدها والسباحة وألعاب القوى والألعاب الأخرى فكانت تجربة رائعة يقول عنها المدربون والنجوم إنها بصمة فخر واعتزاز في حياتهم لأنها تطوع للعمل في بناء الحياة لمن يحتاج المساعدة فيها.غير اني أود الحديث هنا عن المتطوعين، الذين حدثني عنهم سعد عبد ياسين رئيس الاتحاد خلال لقائي به مؤخرا في دمشق، حيث يهبون كل شيء، وقتهم وجهدهم واهتمامهم وفي بعض الأحيان حتى أموالهم من دون التفكير بالمقابل.. فالأولمبياد الخاص لا يمكنه أن يحقق أهدافه من دون المتطوعين، فهم أحد الدعائم الأساسية لحركة الأولمبياد الخاص الذي يُعد جسراً يمر منه المعوق ذهنياً للتواصل مع المجتمع ولفتح صفحة جديدة ولتفجير الطاقات الكامنة داخله من أجل التعبير عن ذاته وإتاحة الفرصة له للاشتراك في الألعاب.إن العمل الرياضي في هذا الاتحاد هو عمل إنساني صحي ونفسي يمثل النبل والرقي والتحضر الصحيح، وقد نجح مدربو فرق الاولمبياد الخاص في صنع المجموعة التي ستخوض منافسات الأولمبياد الدولي وهم مازالوا يعملون حيث اكدوا حرصهم على الاستمرار في هذا النوع من الخدمة الاجتماعية التطوعية برغم الإرهاق والضغط اللذين يشكلهما هذا العمل.نقول: إن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا لابد وأن تأخذ دورها في الحياة الكريمة وان يصار الى منحها الفرصة الكاملة للتعبير عن نفسها من خلال اتاحة الفرص امامها للمشاركة في المنافسات الرياضية مثلما حدث في دورة الألعاب الآسيوية الاخيرة في قطر أواخر العام الماضي يوم رفض رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية الكابتن رعد حمودي تسميتهم بالمعاقين ووصفهم بأنهم الأصحاء فأحسن وصفهم لأنهم حققوا نجاحات باهرة وحثهم على بذل المزيد من الجهد لتحقيق المزيد من النتائج الجيدة  مؤكداً لهم أن الميداليات التي تحققت جمعت بين الإنجاز الرياضي وصلابة الإرادة وإيمان ومحبة هؤلاء الأبطال لبلدهم وشعبهم وكذلك مشاركاتهم في بطولة بيروت الدولية التي اختتمت قبل أيام ‏و كان شعارهم (دعني أفوز إن لم أستطع فدعني أكون شجاعاً في المحاولة) وبهذا الشعار تمكن الاتحاد العراقي للاولمبياد الخاص بلاعبيه المعاقين ذهنيا  أن يسلكوا درب النجاح وتحدي الذات أولاً ثم الآخرين الذين لا يؤمنون بإمكانياتهم ثانياً، واستطاعوا أن يسجلوا  حضوراً فاعلاً ومؤثراً في المحافل الدولية، التي جعلت الاهتمام بالطفل المعاق ذهنياً جزءاً لا يتجزأ من منظومة متكاملة من اهتمامها الشامل بالأطفال المحرومين.إن ما حدث في حياة هؤلاء الابطال كان تغييراً جذرياً كبيراً ساعدهم على أن ينطلقوا محملين بالأمل وبالرغبة الصادقة في الحياة بعد أن شعر الأسوياء بهم وقدموا لهم يد العون والمساعدة لانتشالهم من براثن الإهمال وغياهب النسيان.وليس من شك في ان هذه الدورات التي يشارك فيها العديد من الدول هي فرصة ثمينة لان نجعل وجوه هذه الفئة مكتسية بألوان الفرح الإنساني الذي غاب عنهم لسنوات طوال.‏ تحية لأسرة تطوعت لبناء ألعاب عــدة بالأولمبياد الخاص العراقي فنجحت وحققت النجومية الحقيقية في ماضٍ متألقٍ وحاضرٍ ومستقبلٍ تتكامل فيه معالم الحضارة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram