بغداد/ المدىلقاء هو الأول من نوعه سيكون بين التيار الصدري ومن يصفهم بالمنشقين عنه "عصائب اهل الحق" بعد قطيعة دامت أكثر من اربع سنوات، خطوة قلل من اهميتها مقتدى الصدر، نافيا ان يكون هذا اللقاء بمثابة المصالحة بين الطرفين بعد تصعيد إعلامي شنه على أنصاره السابقين.
الصدر عاد ليلمح في بيان تلقت (المدى) نسخة منه امكانية عودة العصائب اليه، بعد ان اعترف بتوبتهم ولو انه وصفها بالخجولة فهو بانتظار أخرى حقيقة وإذا ما حدثت فإنهم وحسب البيان "سيعودون الى كهف حوزتهم وأحضان الصدر".زعيم التيار يقيم في الأيام المقبلة مهرجانا اعتبره لـ"النصر والتحرير"، طلب حضوره أنصار العصائب، وما كان بالصدر إلا الموافقة، غير انه اشترط عدم الإشارة إليهم بالقول " وسأقبل حضورهم من دون شيء يدل عليهم وعلى عنوانهم وبدون أذى منهم وعليهم".وكان مصدر مقرب من العصائب فضل عدم ذكر اسمه قال لـ(المدى) "ان حوارات تجري بين الطرفين على مستوى الخط الثالث من اجل الصلح"، متوقعا في الوقت نفسه ان يعود اتباع العصائب الى الصدريين باعتبار ان مرجعيتهم واحدة".وحسب معلومات شبه مؤكدة لـ(المدى)، فان الطرفين يلتزمان الصمت في الوقت الحالي ويرفضان التعليق على الخلافات التي بينهما وبانتظار ما ستؤول اليه الامور" اذ يتحفظ عدد من النواب الصدريين على ذلك ويقولون لـ(المدى) "ان القضية خاصة بزعيم التيار الصدري وليس لنا التصريح بها حتى لا تتأزم العلاقات أكثر مما عليه الوضع في الوقت الحالي"، موضحين "ان الصدر صاحب القرار الأول والأخير بالمصالحة مع العصائب او ابقاء القطيعة".يشار الى أن عصائب أهل الحق من المجاميع المسلحة التي تبنت حركة مقاومة القوات الأمريكية في العراق والتي يقودها قيس الخزعلي ، وقد ابدت بعد الانسحاب الامريكي استعدادها للدخول في العملية السياسية.وتصاعدت حدة الخلافات بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وعصائب أهل الحق، فقد اعتبر الصدر في (27 كانون الأول 2011)، العصائب بأنهم مجموعة قتلة ولا دين لهم، مؤكداً أن هؤلاء هم عشاق الكراسي ومن تبعهم فهو منهم.فيما رأت العصائب، في (28 كانون الأول 2011)، تلك الاتهامات "تسقيطاً سياسياً"، داعية إلى التعامل بالأدلة وعدم إطلاق الاتهامات جزافاً.ويرفض الصدريون اشراك العصائب في المؤتمر الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية جلال طالباني لحل الازمة السياسية، و أكد النائب عن كتلة الأحرار جواد الشهيلي، ان ضم عصائب اهل الحق للمصالحة الوطنية لن يؤثر في دور التيار الصدري في العملية السياسية.وقال الشهيلي، في تصريح سابق ان "مشاركة العصائب بالعملية السياسية جاءت بفعل مؤتمرات المصالحة الوطنية التي دعت اليها الحكومة بعد انسحاب القوات الامريكية من البلاد، وهذا لن يضعف دور التيار الصدري اطلاقا في العملية السياسية"، موضحا ان "التيار معروف بمواقفه الرافضة للمحتل الامريكي ومقاومته له وهو الذي دعم العملية السياسية".واعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة عامر الخزاعي، عن دعم عصائب اهل الحق للعملية السياسية في البلد، بعد اتفاق جرى خلال لقائه مسؤول مكتبها السياسي.واكد الشهيلي ان "المرجعيات الدينية قالت كلمتها الفصل بانه لا يجوز اضعاف دور التيار الصدري او استهدافه".واعلن مقرب من عصائب اهل الحق، الخميس، ان افراد العصائب قاوموا "الاحتلال" الامريكي، وايديهم ليست ملطخة بدماء العراقيين، مؤكدا ان انضمامهم الى العملية السياسية من ايجابيات المرحلة الحالية. وقال الوسيط السابق بين الحكومة وعصائب اهل الحق سلام المالكي في تصريحات سابقة إن "المشاركة لابد ان تكون شيئاً جيداً لان مقاومة الاحتلال انتهت وهؤلاء ايديهم غير ملطخة بالدماء، وشيء طبيعي ان يشاركوا ابناء البلد بالعملية السياسية، لأننا في المرحلة المقبلة يجب ان نحتوي جميع المكونات سواء كانت سياسية ام عسكرية".واضاف ان "العراق للجميع والجميع لهم الحق بالمشاركة".وتابع ان "المشاركة من المؤكد ستكون ايجابية لان احتواء الشباب والطاقات الاخرى وكل الآراء ضروري لتمشية العملية السياسية بالشكل الصحيح".
الصدر يقبل توبة "خجولة" للعصائب.. وينتظر أخرى حقيقية

نشر في: 28 يناير, 2012: 09:15 م









