بغداد/ المدىكثيرا ما يتوقف الإنسان أمام زوج يحب زوجته بجنون ... ويغفر لها الخطيئة الأولى ... ثم الثانية ... فهل يمكن أن يغفر لها الثالثة ؟.. وهل يكون هذا الحب طبيعيا أم مرضيا يحتاج صاحبه إلى من ينبهه إلى أن كل شيء جائز في عالم المحبين ما عدا المساس بالشرف ... باختصار هذه قصة (ز) التي سمعتها منه ... (ز) زوج هربت زوجته من بيت الزوجية مرتين ... ولكن لا يزال يبحث عنها بدموعه ... القصة نقدمها لكم على لسان الزوج ...
يقول (ز) بدأت قصتي منذ عشرة شهور ... كنت أعمل موظفا في وزارة الري ... بدأت حياتي بشكل طبيعي مثل أي شاب يسعى إلى تكوين نفسه حتى يتمكن من العثور على الفتاة المناسبة التي يقترن بها ... وعندما توفر المال بيدي تكلمت مع خالي الذي كان يرعاني طوال حياتي لوفاة والدي في الحرب الإيرانية ... عن مسألة زواجي ... فطمأنني بأن له صديق محترم عنده فتاة جميلة يرغب والدها في تزويجها من إنسان طيب وشريف يحافظ عليها ... فوافقت على الفور وذهبت معه إلى أسرة العروس لرؤية الفتاة ... وعندما رأيتها أعجبت بها بشدة ... وشعرت وكأنني اعرفها منذ فترة طويلة ... وخفق قلبي لأول مرة ... وشعرت بأن نصف ديني سيكتمل بزواجي بها!... تحدثت معها في هذا اللقاء القصير ... وتم عقد قراني عليها بعد أسبوع ومرت فترة تجهيز عش الزوجية بسرعة ولكن طوال الفترة لم أر خطيبتي على انفراد إلا مرة أو مرتين بسبب تقاليد أسرة زوجتي ووالدها المتزمت !.. وتزوجنا ... كانت علاقتي بزوجتي على أفضل ما يكون، لم تحدث بيننا أية مشكلة ... ولكن بعد مرور أسبوعين فقط على زواجنا ... ذهبت لأصلي صلاة الفجر في مسجد قريب من بيتنا ... وعندما عدت كانت المفاجأة الغريبة التي لم تخطر على بال احد ... زوجتي غير موجودة بغرفة نومها ... بحثت عنها في كل غرف البيت فلم أجدها واكتشفت أنها غادرت المنزل !... جن جنوني فلا يوجد بيني وبينها إلا كل الحب والاحترام ... ثم أني عندما خرجت كانت نائمة بجواري ... فماذا حدث وأين ذهبت ؟ سألت الجيران ربما يكون شاهدها احدهم ولكن الإجابة كانت مخيبة للآمال ... فهرولت للشارع أبحث عن زوجتي في كل مكان والقلق والخوف يعتصرني وأخذت انتقل من مكان لآخر ومن شارع إلى شارع حتى أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة صباحا !.. وكنت أصبت بالتعب والإرهاق من كثرة البحث فقمت بالاتصال بأهل زوجتي وأخبرتهم بما حدث وسألتهم عنها ... لكنهم لم يفِدوني بشيء وكأنهم يقولون لي ... اذهب وحدك وابحث عنها ! فقد كنت أتعلق بالأمل الأخير بأن تكون زوجتي رحلت إلى بيت اهلها ولكن بعد فشلي في العثور عليها او التوصل لمكانها ... ذهبت الى مركز الشرطة وسجلت شكوى بفقدانها ... ويواصل (ز) كلامه قائلا : لقد مرت الأيام عليّ بطيئة ومملة ... القلق يقتلني والشك يعذبني وبعد مرور عشرة أيام على غياب زوجتي اتصل بي والد زوجتي واخبرني بأن زوجتي في منزل عمتها .. وعندما حاولت الاستفسار منه عن سبب ذهابها إلى هناك ... ادعى انه لا يعرف شيئا ... ذهبت على الفور لإحضار زوجتي ... لم أتكلم معها في الطريق ... وعندما عدنا للمنزل ضربتها لكي اعرف أين كانت ولماذا غادرت المنزل بهذا الشكل وفي هذا الوقت من الليل ؟ ... فلم تجب... فقط كل ما قالته أنها شعرت بالضيق والاشتياق لعمتها لذلك غادرت المنزل فجرا !... فكرت في هذه اللحظة ... أن أطلق زوجتي واخلص من هذا العار ... وقبل أن أنفذ ما عزمت عليه ذهبت إلى شيخ الجامع وسألته عن حالتي ... فأقنعني بان اصبر فربما تكون أخطأت وندمت ... سامحها .. وفعلا سامحتها ... ولكن بعد مرور شهر على عودتها للمنزل ، دعاني صديق لي لحفلة زفاف ابنه وعندما أخبرت زوجتي بهذه الدعوة فوجئت بها ترفض المجيء معي لحضور حفل الزفاف حاولت بشتى الطرق إقناعها لكنها رفضت وظلت بالمنزل ... فذهبت لحفل الزفاف بمفردي ...وعندما عدت وجدت زوجتي في المنزل وفي أجمل صورة وأمضينا ليلتنا ونحن في قمة السعادة .. وعندما أذن لصلاة الفجر هممت بمغادرة المنزل لأداء صلاة الفجر .. لم أكن اعلم أن هذه المرة هي الأخيرة التي سأرى فيها زوجتي لم تراودني فكرة الشك في اختفائها ... فلم أتخيل أنها تمتلك الجرأة ما يدفعها للهروب من المنزل مرة أخرى ولكن ما حدث كان اغرب من الخيال ... للمرة الثانية وفي الوقت نفسه تقريبا عندما عدت من المسجد لم أجد زوجتي ... سألت أهلها وأقاربها وكانت كل الإجابات تأتي بالسلب ... فلا احد يعلم عنها شيئا ... فما كان مني الا أن اذهب إلى مركز الشرطة مرة ثانية وابلغهم باختفاء زوجتي ... وحتى الآن لا اعلم أين ذهبت ... فقد مر على غيابها شهور ولا اعلم أين ذهبت !... ويبقى زوجها يبحث عنها ... وتبقى هذه السطور الأخيرة ... هي آخر ما تبقى من هذه القصة الغريبة!
عندما استيقظ لم يجدها.. أين ذهبت زوجته؟
نشر في: 29 يناير, 2012: 07:58 م