بغداد/ المدىهل يمكن أن تدب الحياة فجأة في عروق الماضي؟ فيخرج إلى الحياة قويا، فتيا، بعد سنوات من دفنه ويلتقي العزاء فيه! السؤال طرحته (أ) بعيون تنزف دمعا، وقلب يقطر خوفا، وجسد يرتجف رعبا وفزعا وهي تروي قصتها أمام المحكمة بعد أن فجر زوجها مفاجأته ، وجعل من دفاعه أمام القاضي وثيقة إدانة لزوجته . وهناك دليل مثير على أنها امرأة لها ماضٍٍٍٍٍٍٍ ولم تكن فوق مستوى الشبهات! قالت (أ) للقاضي ...
بعد أن مسحت دموعها: حينما تقدم (م) للزواج بي رفضت في البداية ... لم يكن يحمل مؤهلات فتى أحلام امرأة مثلي يتسابق عليها الرجال للتزوج بها ... ويتعارك من اجلها المعجبون ... وينظم في جمالها العشاق شعرا ونثرا .. ولكن (م) ظل يلح على أسرتي ويطرق أبوابنا ليل ونهار ، ويوفد وسطاءه وأقرباءه لإقناعي بالجلوس معه ولو مرة واحدة .. وتحت ضغط المحاولات وافقت على لقائه ، حتى انزع منه الورقة الأخيرة التي يتبجح بها ... جلست معه ساعة كاملة ... استمعت إليه ولكلماته .. كانت من هذا النوع من الرجال الذين يحركون عقل المرأة مثلما يحرك رجال آخرون قلوب النساء ... فالمرأة لا تكون على هذا القدر الهائل من الصدق والصراحة الا حينما تعقد اجتماعا طارئا مع نفسها دون أن يكون بينهما ثالث ... انطبقت كل مقاييس العقل على (م) .. فهو الرجل الذي يمكنه توفير الأمن والسعادة لامرأته ... وأدركت في تلك (الخلوة) التاريخية أن الوسامة الحقيقة في الرجل هي وسامة أخلاقه ... وأناقته هي مشاعره المهذبة ... والكلمة الحلوة التي يلاعب بها الرجل قلوب النساء أفضل منها مئات المرات السلوك الايجابي... فالكلمة قد تكذب أو تجامل أو تحمل اكثر من معنى ... لكن السلوك الايجابي واضح وصريح ولا يحمل غير النتيجة العملية ... نعم اخترت (م) بعقلي بعد أن خذلني قلبي وورّطني ودفعني إلى مسير الدموع مرات ومرات ... اخترت (م) ودافعت عن اختياري بشراسة وقمت بأكبر عملية قمع باعتقال قلبي باعتباره خطرا على أمنه العاطفي حتى يتم لقائي الأخير بـ(م) "عذرا من اقتباس تصريحات الفريق قاسم عطا التي يكررها في كل لقاء صحفي "وبالفعل التقيت به ... اشترطت عليه ان نتصارح بماضينا قبل الزواج ! لكنه رفض بإصرار وهمس لي قائلا بالحرف الواحد ، أمامنا أيام وسنوات جميلة تستدعي اهتمامنا أكثر من ماضٍٍٍٍٍٍٍٍ ولى ورحل ... وتزوجنا ... عشنا سنوات رائعة من السعادة والحب الذي ولد من رحم العشرة والمودة والرحمة ... ونجح عقلي في الوساطة بيني وبين قلبي فتوهج الحب واشتعل في حياتنا دفئا ونورا !... وبعد خمسة عشر عاما ماتت أمي ... وبعد انتهاء مراسيم الفاتحة ذهبت مع زوجي إلى بيت أهلي القديم نجمع الأشياء الثمينة ... ونبيع الأثاث القديم قبل أن يتسلم المشتري مفتاح البيت الذي بعناه بمبلغ مغر ... وفجأة ووسط أشيائي القديمة التي كانت في محفظة للأوراق ... عثر زوجي على رسالة كان حبيبي الأول قد أرسلها لي قبل زفافي إلى (م) بأيام ... وكان حبيبا مراوغا ... وخادعا ، وساعده قلبي على كل جرائم النصب العاطفي التي ارتكبها في حقي ... ففي الرسالة كانت سطورا جريئة يصف بها جسمي... ضايقت زوجي وأخرجته من أعصابه... ضربني وركلني وشتمني ... احتملت وتحاملت ... لكن زوجي حمل حقيبته من عش الزوجية ورحل وبدأ يسيء لسيرتي وشرفي أمام أقربائي وأصدقائي ... وحينما طلبت الطلاق ... بدأ يساومني على التنازل عن جميع حقوقي الشرعية تكفيرا لي عن ذنوب الماضي ... فأي ذنب اقترفته حتى يحرمني من هذه الحقوق... وهو الذي رفض أن يسمع شيئا عن الماضي قبل زواجنا!.. وهنا جاء رد الزوج بعد الانتهاء من كلام زوجته وقال للقاضي ... كل ما قالته زوجتي صحيح .. لكنها لم تفصح عن سطور الرسالة ... فالسطور كانت تحمل اعترافا من حبيبها بأنها جعلت من حياته نعيما مع كل قبلة حب ... بل كان يذكرها بالعناق الأخير والقبلة الساخنة تحت الصرة !.. والسيقان المرتعشة ... والملابس الداخلية التي يحبها ... ويحلفها بان ترجع إلى عشه وترفض الزواج من هذا الخطيب (الأقرع) ... نعم .. كان يقصدني ..أنا بوصفي (الأقرع) ويذكر زوجتي في لحظات الفراش الساخنة والحب الملتهب ... لقد عاشت معي على خداع لم أتصوره ... ولم أتوقعه ... إن كل كلمات الرسالة جعلتني لا أنام حتى الآن !.. فإذا كانت السطور صريحة إلى هذا الحد ، فإن ما خفي كان أعظم !... لهذا لن أطلقها حتى لو تنازلت عن حقوقها ... فانا أريد تعويضا عما لحق بي من أضرار مادية!... تعويض لا يقل عن 5 ملايين دينار وهي امرأة ثرية ! وهنا هبت الزوجة من مقعدها ثم قالت للقاضي وهي تغالب دموعها ... أنا آسفة على حبي لهذا الرجل ... آسفة على أني أصدرت الى قلبي يوما من الأيام أمراً باعتقال كل مشاعري وقمع كل أحاسيسي من اجله ... ومستعدة لدفع هذا التعويض ... وحسبي الله ونعم الوكيل ..! ولا تزال أوراق الدعوى لم تحسم لحد الآن ... ولم يتم التفريق لتدخل الأهل والأقارب لحل الأمور المتعلقة وديا ! دون كشف أسرار الماضي الساخنة!
زوج مكسور الجناح!!
نشر في: 29 يناير, 2012: 08:01 م