 يوسف فعلانتشرت شرارة الشغب في مدرجات ملاعبنا كالنار في الهشيم التي التهمت حممها الأخضر واليابس في الملاعب وصبت جم غضبها على الحكام الذين تحملوا مشقة كبيرة لإكمال عدد من  مباريات دوري النخبة ، مضاف اليها مشاكسات اللاعبين وتجاوزات الملاكات التدريبية التي لا ترحم بمشاهد يندب لها الجبين وتلفظها سوح الرياضة ولا تقرها مبادئها السامية، وشغب الملاعب لم يستثن ملعبا من نار التجاوزات سواء في بغداد ام كردستان أم الجنوب بما يعني انها تحولت من  حالة الى ظاهرة الموسم الحالي الذي يعد من اقوى المواسم من الناحية الفنية .
 وأزاء تفاقم تلك الظاهرة لابد لاتحاد الكرة ان يستجمع قواه ويقف بشجاعة وبعزيمة لا تلين للقضاء على  الشغب باتخاذ القرارات الرادعة من دون مورابة للحفاظ على هيبة الملاعب وجمالية المباريات وسلامة الجمهور لان  حالات الشغب وصلت الى حد لا يمكن السكوت عليها او غضّ النظر عنها .ولا نريد المغالاة ونقول ان ملاعبنا وحدها تحتضن تلك الظاهرة ،وانما اغلب ملاعب العالم واكثرها تطوراً في كرة القدم وفي المجمتعات المتحضرة تحدث فيها حالات مماثلة من محاولات الاعتداء على اللاعبين او الاساءة بالالفاظ والهتافات ضد الحكام لان الجميع يبحث عن الفوز للفريق الذي يشجعه حد النخاع، ومنها ما يحدث في ملاعب انكلترا والمانيا وايطاليا وكذلك في الملاعب العربية في مصر وتونس والسودان والجزائر والسعودية وغيرها .وهذا المشهد الدراماتيكي يتطلب من اتحاد الكرة اصدار حزمة من العقوبات الرادعة بحق الاندية التي يتمادى جمهورها بتصرفات المشاغبين او يسعى لاثارتها بين المدرجات من خلال التهديد والوعيد للحكام او الفرق الزائرة ، لتعويض اخفاقهم الفني في المباريات او التأثير على قرارات الحكام اثناء المباراة ، وادخال الرعب لدى المنافسين، ومن تلك القرارات خصم نقاط محددة من رصيده ، وتغريمه العقوبات المادية الباهظة او انزاله الى درجة ادنى ، وغيرها من القرارات الحازمة التي تجعل من النادي يفكر مرات قبل ان تسول نفس جمهوره باحداث الشغب ،  لانه كلما كان الاتحاد قويا لا تأخذه بالحق لومة لائم لا يعرف المجاملات فان مصير احداث الشغب سيكون الى الانهيار ولا تجد من يستسيغ ذلك في الملاعب.هذه الاجراءات الوقائية لابد ان تحتضنها لجنة تشكل في الاتحاد تسمى لجنة مكافحة الشغب تتكون من اعضاء الاتحاد ولجنة الحكام والاكاديميين لاجل ان تكون ملاعبنا مستقرة لا تضم المندسين الذين يسعون الى تفريغ شحنات الغضب وارهاصات الاوضاع السائدة في سوح الملاعب ،  ولا ضير ان تأخذ  اللجنة على عاتقها اصدار كراس تعريفي ينبذ العنف في الملاعب ويدعو الى التكاتف ومحبة الجميع يوزع اثناء المباريات لتحفيز المشجعين على التشجيع النظيف والابتعاد عن اثارة الفتن في مدرجات الملاعب ، وهذا الامر لا يرهق الاتحاد ماديا لاسيما اذا تكفلت به الشركات الراعية للاتحاد.ووفق تلك المعطيات فان تصدي اتحاد الكرة مهمة القضاء على الشغب في غاية الاهمية لتكون ملاعبنا حاضنة للمحبة والتشجيع الجميل لتقديم اللاعبين اقصى مالديهم اثناء المباريات ، والكرة الان في ملعب الاتحاد الذي عليه ان يعمل بجد الى ان تكون منافسات الدوري مقبرة الشغب بدلا من التعامل معها باستحياء خوفاً من زعل الآخرين .