المدى الثقافي ضيف ملتقى الخميس الإبداعي في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الناقد التشكيلي صلاح عباس للحديث عن تجربته المكتظة باللوحة واللون والرمز عبر ثلاثة عقود ، قدم الجلسة الشاعر محمود النمر مشيرا إلى أهمية هذا المبدع الذي يتعامل مع أصعب الفنون رقة وإيحاء  قائلا :  لقد مارس فن رسم اللوحة واستدرج الفكرة أو كما يسميها الشاعر فوزي كريم (اللحظة الشعرية) حيث العلاقة السرية بين التشكيل واللحظة الشعرية،
 وهو حبل سري ممتد في ملامسة بؤرة الإبداع ،الشعر كما يقول الشاعر نزار قباني الرسم بالكلمات واللوحة هي قصيدة مرسومة باللون والضوء ،الناقد صلاح عباس سليل حضارات مازالت شواهدها باقية الجنائن المعلقة – مسلة حمورابي – وأسد بابل – ومازال هذا الرجل البابلي يحمل هذا الإرث الحضاري ، ويجيد حركة الفعل المؤثر فهو الآن رئيس تحرير مجلة - تشكيل -  العراقية ،ومتابع للحركة التشكيلية  العراقية العربية والعالمية .بهذه  الكلمات  ابتدأ مقدم الجلسة الشاعر محمود النمر الترحاب بالمحتفى به .ثم تحدث صلاح عباس عن محطاته الأولى وعن جهده النقدي في رصد الواقع التشكيلي والحراك الثقافي في حركة الفن العراقي عندما كان ينشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية وكيف كانت الحركة في عام 1992 حيث كان الوضع   العراقي سيئا  بما فيه  الوضع الثقافي وقد حقق حضورا مرموقا على صعيد الفن العراقي المعاصر .ورد الناقد صلاح حسن عن سؤال مقدم الجلسة عن فلسفة اللون وأوضح: أن اللون هو حرف ولكن أي حرف يبقى طليقا ،هو حرف وحده حين تكون محمولات الرموز عليه كثيرة ولكنه يبقى وحيدا ، الحرف يبقى إلى ما يجاوره من أحرف ، وكذلك اللون يحتاج إلى ما  يختلط معه حتى يبدو ناصعا ومؤثرا ومهما ، اللون وحده شيء لا يطاق ، اللون هو الحياة والحياة تحتاج الى حسن تجاور مابين الاشياء ،وحسن التجاور ينتج صيغاً من الجمال وكذلك ينتج صيغاً من الفصول والمقولات ، اللون هو لغة إنسانية شاملة .  واسترسل في الحديث عن الإنسان والرمز قائلا :  في الدراسات الحديثة  تظهر أن  الإنسان هو عبارة عن جهاز إرسال واستقبال بحد ذاته ،أي حركة فيها مدلولات رمزية ،  الرمز في الفن التشكيلي يأخذ أبعادا مختلفة ،وأنا لا اعتقد ان هناك أشياء عفوية كل الأشياء تمتلك قصدية ثانية .  وتضمنت الجلسة شهادات من قبل الحضور ومنهم  الفنان التشكيلي قاسم العزاوي ، والأديب عبد الرحمن اطيمش والناقد الموسيقي ستار الناصر  والفنان كفاح عباس والفنان شكر باجلان ، وكان مسك الختام لألفريد سمعان الأمين العام لاتحاد الأدباء العراقيين  الذي سلم المحتفى به لوح الإبداع لملتقى الخميس الإبداعي وباقة ورد من الشاعر عدنان الفضلي.