TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :أزمة سوريا وتصريحات مسؤوليها

في الحدث :أزمة سوريا وتصريحات مسؤوليها

نشر في: 29 يناير, 2012: 09:53 م

 حازم مبيضين في نبرة متحدية لموقف الجامعة العربية التي جمدت عمل مراقبيها, ولمجلس الأمن الدولي الذي يبحث في الوقت الراهن ما تمر به بلاد الشام, أعلن وزير الداخلية السوري أن أجهزة وزارته ماضية في تطهير البلاد من رجس المارقين والخارجين على القانون, وشدد أن بلاده ستبقى قوية بعزيمة أبنائها ودماء شهدائها, وستواصل النضال لإحقاق الحق وإعادة الأمن والأمان الذي كانت تعيشه, متهماً مجموعات بالعمل على إرهاب وقتل المواطنين الأبرياء,
وسلبهم ممتلكاتهم وزعزعة أمنهم, ومتوعداً بأن كل هذا الاجرام لن يثني أفراد قوى الأمن الداخلي, عن التفاني بأداء واجبهم المقدس, بالتصدي لهذه المجموعات وإرساء مناخ الأمن والأمان, وهو هنا يؤكد مجدداً ما كانت السلطات السورية أعلنته مراراً, بأنها تقاتل مجموعات إرهابية تسعى لزرع الفوضى, تنفيذاً لمؤامرة خارجية, ويعني ذلك أن قراءة السلطات لحركة الاحتجاج, هو أنها لا تمثل شيئاً في الشارع السوري, وأن المواطنين السوريين بمختلف أطيافهم كانوا يعيشون في نعيم وبحبوحة, ولا هم لهم غير تأييد النظام والتسبيح بفضائله.  ونحن هنا بإزاء لغة خشبية متشنجة بدأت في تونس, وانتقلت إلى القاهرة وطرابلس وصنعاء, وهي لغة تستند إلى فهم مفاده أن قدر سوريا أن تواجه المؤامرة تلو الأخرى من قبل أعداء الأمة العربية, ( وهم هنا أميركا وإسرائيل وعملاؤهم ) , لكن ذلك لن يفت في عضدها, وهي ستبقى قوية منيعة بعزيمة أبنائها ودماء شهدائها, وأن السوريين المعروفين بوعيهم واتساع بصيرتهم ولحمتهم الوطنية, أدركوا حدود المؤامرة وأبعادها, وأهدافها الرامية للنيل من صلابة وطنهم وعزيمته, ولمزيد من التفاصيل والتأكيد على المؤامرة الخارجية, قالت أجهزة الإعلام الرسمية إن سوريا تعتبر تعليق عمل بعثة المراقبين العرب, محاولة للتأثير على مجلس الامن الدولي, وتكثيف الضغط من أجل تدخل خارجي, وتشجيع الجماعات المسلحة على زيادة العنف.تأتي هذه التصريحات, في وقت تتواتر فيه الأنباء عن تزايد حدة العنف, وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي يتبادل فيها الطرفان النار من فوق رؤوس المواطنين الأبرياء العزل, وتصل أصداؤها إلى ضواحي العاصمة السورية, وتتوالى عمليات الانشقاق عن الجيش, ويتحدث نشطاء عن سيطرة المتمردين على عدة بلدات في ريف دمشق, ويتبادلون اطلاق النار مع قوات الجيش, الذي يبدو مصمماً على سحق التمرد وعدم تكرار ما حدث في الزبداني, حين انسحب الجيش النظامي من المدينة, ويواصل المتمردون هجماتهم ضد المنشآت الاقتصادية والأمنية الحكومية, ويعلن الإعلام الرسمي يومياً عن سقوط المزيد من الجنود قتلى, وتتناثر جثث المغدورين في الشوارع, وتتجذر الفتنة الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن الواحد, على خلفية تحريض واضح يمارسه الجميع , ويطلب المجلس الوطني المعارض حماية مجلس الأمن, ويدعو القوات الدولية إلى فرض حظر جوي على سوريا,  وبما يعني أن السلطات السورية تواصل اعتمادها الحل الأمني, متجاهلة مطالب المحتجين, ومصممة على أن ما يحدث, هو فقط نتيجة المؤامرة الخارجية.ليس لعاقل أن ينكر أن هناك مروحة من التدخلات الخارجية, تمتد من العواصم الغربية الفاعلة, إلى عواصم إقليمية من دول الجوار, ولا تنتهي بقطر التي تقود مواقف الجامعة العربية المناوئة للنظام السوري, وليس لهذا العاقل أن ينكر أن هذه التدخلات تتم لصالح الفريقين المتصارعين, فموسكو وبكين وطهران وبيروت تؤيد موقف النظام, وتقدم له كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي, فيما بقية دول العالم تشد أزر المعارضين وإن بوتائر أقل من ما يتلقاه النظام, ويعني ذلك أن سوريا باتت لعبة بأيدي تلك القوى, وأن المتضرر الوحيد من كل هذا هو المواطن, مع أن الجميع ( نظاماً ومعارضة ) يدركون أن الحل الأمثل يتمثل في الحوار الداخلي البناء والأمين, وليس بالاستقواء بالخارج الذي يفتش عن مصالحه, قبل مصلحة الشعب السوري الذي لا يستحق كل هذه المعاناة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram