TOP

جريدة المدى > محليات > السياسة والتجارة تتفقان على تشويه المدن بالصور والإعلانات

السياسة والتجارة تتفقان على تشويه المدن بالصور والإعلانات

نشر في: 29 يناير, 2012: 10:04 م

 بغداد / المدى بالرغم من عدم توفر إحصائية عن حجم تجارة الإعلانات ومردوداتها الاقتصادية في العراق، إلا أن واجهات المباني والممتلكات العامة والخاصة التي شوهتها الإعلانات واللافتات والمنشورات التجارية والسياسية بشكل عشوائي تكشف عن رواج هذه التجارة.
التاجر سليم محمد لا يكترث للكلفة المالية لنحو المئات من الإعلانات الورقية لشركة تركية أصبح وكيلا لها منذ نحو سنة، بحسب ما ذكر لوكالة "إيلاف". وقال: بمجرد تكليف اثنين من الفتيان وبمبالغ بسيطة جدا، ستنتشر الكثير من الملصقات في الشوارع المجاورة التي تروج للمنتج التركي، بعدما ألصقت في الحيطان وأماكن وقوف المركبات، والأعمدة الكهربائية وصناديق شبكات الكهرباء المعدنية. ولا تخلو مراكز المدن العراقية اليوم من الإعلانات التجارية والشعارات السياسية وصور السياسيين والنواب، وكلها أساليب لتسويق بضاعة أو برنامج سياسي بحسب مصمم الإعلانات محمد القيسي.اقتصاد وسياسةوتشير تجربة القيسي في التصميم إلى أن اغلب الذين يضعون الإعلانات هم في المحصلة يهدفون إلى تحقيق مصالح اقتصادية ومكاسب سياسية عن طريق الترويج لبضاعتهم وشعاراتهم عبر إعلانات الطرق المجانية غير المكلفة. وأكثر أنواع الإعلان انتشارا في أسواق العراق هي الإعلانات الضوئية و"الفلكس". وبحسب القيسي فإن تكلُفة الإعلان في السنة الواحدة على أسطح البنايات أو جدرانها يصل إلى نحو 200 دولار، مشيرا إلى انه في اغلب دول العالم المتحضر فإن هكذا إعلانات تدر على البلاد الكثير من الأموال عن طريق الضرائب، وهناك شركات متخصصة تتولى عمليات تصميم وطباعة الإعلانات، وهو ما يوفر الآلاف من فرص العمل. وأضاف إن "من حق الجميع الدعاية لنفسه لكن في الكثير من الأحيان يحتوي الإعلان على مضمون لا يتطابق مع الواقع"، منوها بأنه "مثلما يضع التاجر مواصفات تدل على الجودة العالية في الإعلان لكسب المستهلك، فان الكثير من السياسيين يقصدون ورشته الطباعية بغية كتابة لافتات وصور وإعلانات اغلبها وعود وإغراءات للمواطن بغية كسب صوته". وبعد العام 2003، صدر دليل بغداد الدولي الإعلاني من قبل شركة قطاع خاص والذي يضم أكثر من 50 ألف إعلان.غياب الإحصائياتوبحسب حسن حامد من غرفة تجارة كربلاء فإن العراق لا تتوفر فيه إحصائية عن حجم تجارة الإعلان ومردوداته الاقتصادية. وتعم أغلب مدن العراق ظاهرة الملصقات التي تزدحم بصور السياسيين والنواب والمرشحين أيام الانتخابات وتظل لفترة طويلة لا تزيلها إلا الرياح وعوامل التعرية. وينطبق الأمر نفسه على الإعلانات التجارية للمحال والمتاجر التي تلصق على الحيطان بطريقة يصعب معها إزالتها. وبحسب المصمم سعد القريشي فانه قبل العام 2003 كانت هناك رقابة شديدة على المصانع، ولم يكن بالإمكان طباعة إعلان أو ملصق من دون أخذ موافقة الجهات المعنية، لاسيما الأمنية منها. وفي شارع الرشيد في بغداد تتنوع الإعلانات التي تغطي الجدران والأعمدة وواجهات المحال، حيث تختلط صور قديمة لنواب وسياسيين بإعلانات عن منتجات شعر جديدة، وأخرى عن منتجات شركات عراقية وأجنبية، كما يلفت الانتباه ملصقات لأدوية ومواد تنظيف ومراهم للشعر والجسم.الملصقاتوعلى امتداد الطريق تلمح الملصقات التي ثبتت على وجه السرعة، حيث تتزاحم مع بعضها وتربك المواطن لكثافتها، وبينها دعايات لدورات باللغة الانكليزية ودعوات للقبول في جامعات أوروبية وهندية وأوكرانية، إضافة إلى دورات في الحاسوب وتعلم اللغة الانكليزية، والرياضيات والعلوم المختلفة. وفي أحد الشوارع الجانبية بين شارعي أبي نؤاس والسعدون يلفت انتباهك، إعلان لقارئة كف تنبئك بالمستقبل إذ يحث الإعلان على زيارتها لأنها ستقول لك الحقيقة كاملة. ويشير الفنان رؤوف حسين إلى انحدار الذوق الفني العام في المدن لاسيما العاصمة بغداد حيث يشترك النواب والتجار والسياسيون على حد سواء في تخريب الذوق العام، وتقبيح البيئة المحيطة. فيما تؤكد الطالبة لمياء قاسم من جامعة بغداد إن هذه الإعلانات اخترقت حتى الجامعات والمعاهد، مضيفة "على الرغم من أنها ممنوعة لكنها تنتشر بين المؤسسات والمعاهد الحكومية والخاصة انتشار النار في الهشيم"، بحسب ما ذكرت.الكتابات العشوائيةوالى جانب الإعلانات والملصقات فقد انتشرت الكتابات العشوائية في الشارع‏ التي تحمل في معانيها في بعض الأحيان كلمات نابية ومباشرة. ويشير سليم كامل في بغداد الجديدة إلى الكثير من الشعارات السياسية وبينها شعارات طائفية، خطت على الحيطان منذ سنوات وما زالت على الرغم أن الزمن عرى بعض ملامحها. ويتابع: كثيرون يجدون في الجدران ونُصُب الشوارع العامة وسيلة ناجعة لبث أفكارهم وتسويق مصالحهم، حيث يستغلون الخلوة ما بين الليل وحتى الفجر‏، لقلة انتشار الوجود الأمني وانحسار حركة الناس حيث يجدون الفرصة مواتية لإشهار دعايات تجارية أو شعارات سياسية. وفي الأعوام منذ 2003، نجحت الجماعات المسلحة في بغداد وديالى ومدن أخرى في الجنوب في تسخير الجدران وواجهات البنايات إلى وسيلة دعاية لأفكارهم حيث تستخدم الأصباغ والألوان التي يصعب إزالتها لنشر أفكار سياسية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram