اسرار المكالمة الهاتفية بين المالكي واردوغان كشف سياسي بارز تفاصيل الحديث الذي دار بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونظيره التركي رجب طيب اردوغان الذي اسفر عن تصعيد غير مسبوق بين بغداد وانقرة مؤخرا. وقال المصدر، الذي تتحفظ "المدى" عن ذكر اسمه، ان رئيس الوزراء العراقي وعملا بالاعراف الدولية بين رؤساء الدول اتصل مطلع الشهر الحالي بنظيره التركي رجب طيب اردوغان للاطمئنان على وضعه الصحي بعد خضوعه لتداخل جراحي في القلب تكلل بالنجاح. ويضيف المصدر الوثيق الاطلاع ان اردوغان واجه المالكي بشيء من الاستفزاز
عندما قال له "ومن قال لك اني مريض حتى تتصل للاطمئنان على صحتي"، مشيرا الى ان "المالكي حاول تجاوز الموقف المحرج الذي وضعه فيه اردوغان بالقول اننا نعتبرك اخا كبيرا تهمنا صحتكم والاطمئنان عليها".وبحسب السياسي، المقرب من اوساط رئيس الوزراء نوري المالكي، فان "اردوغان رد على نظيره العراقي بالقول ان سلوكه الاخير ضد قادة السنة في العراق اشد ايلاما له من ازمته القلبية وان على المالكي اعادة النظر في علاقته مع شركائه في الحكومة والبلد لتهدأة مخاوف انقرة التي تراقب تطورات الاوضاع بشكل يومي مع اصدقائه السنة والشيعة والاكراد".ويروي المصدر لـ "المدى" بان "الحوار بين المالكي واردوغان تطور الى شد وتبادل كلام حاد بين الجانبين رغم علاقتهما الوثيقة والحميمة التي يعرفها الجميع"، ويلفت الى ان "المالكي لوح لاردوغان بضرورة الحفاظ على مصالح واستثمارات بلده في العراق والتي تقترب من 20 مليار دولار وانها ستتعرض لضربة موجعة اذا ما استمرت تركيا بتدخلها السافر فما كان من اردوغان الا ان يجيب بانه لا تهمه الاموال بقدر اهتمامه بالوقوف الى جانب ظلامة الشعوب بعيدا عن التصنيفات الطائفية".كتلتا الكربولي والنجيفي بديلاًعن العراقية شرط ابعاد المطلك قال مصدر حكومي رفيع، امس، ان رئيس الوزراء نوري المالكي امهل وزراء القائمة العراقية اسبوعا واحدا للعودة الى جلسات الحكومة، وانه يعد العدة لتشكيل حكومة اغلبية من بعض مكونات العراقية.واوضح المصدر، رفض ان يتم الكشف عن اسمه، بعد دقائق من انتهاء اجتماع العراقية امس ان "المالكي امهل العراقية اسبوعا واحدا فقط لتحديد موقفها من العودة الى مجلس الوزراء"، مشيرا الى "وجود انقسامات حادة داخل العراقية حال دون اتخاذها موقفا واضحا من مقاطعة الحكومة لذلك فانهم لم يعلنوا الانسحاب واعادوا الحديث عن تعليق المشاركة من دون الاشارة الى الانسحاب من التشكيلة الحكومية او عدمه". وكشف المصدر لـ "المدى" عن ان "رئيس الوزراء نوري المالكي بات مقتنعا بالتحول لخيار حكومة الاغلبية بعد ابداء اطراف من العراقية استعدادها للمشاركة باعلان انشقاقهم من القائمة الام"، ويضيف ان "كتلتي الحل برئاسة جمال الكربولي وعراقيون التي يتزعمها اسامة النجيفي باتت اكثر مكونات العراقية قربا من المالكي وان الاخير على تواصل مستمر مع زعماء الكتلتين".ويؤكد المصدر ان "الكربولي طالب باستبعاد صالح المطلك نائب رئيس الوزراء الحالي ومنح منصبه لكتلة الحل كشرط لمشاركتها في حكومة الاغلبية"، ويلفت الى ان "المالكي سينتظر اجتماعا حاسما ستعقده العراقية في غضون ايام لتحديد موقفها من البقاء او الانسحاب من الحكومة للمضي بمشروعه بمن تبقى من العراقية وبقية حلفائه.
عيون الملا عبود
نشر في: 29 يناير, 2012: 10:50 م