علاء حسن ناطق ابو الغاز يعرفه معظم اهالي مدينة الثورة الصدر حاليا ، فهو بعربته وحماره وبخدمته اصبح مشهورا في المدينة ، فضلا عن امتلاكه مواصفات ومواهب لاتتوفر لدى غيره ، ومنها مثلا انه يستفيد من المطر ليحصل على فرصة الاستحمام الموسمي ، وعلاقته بحماره تعتمد الرأي المتبادل بين الطرفين ، فهو في اغلب الاحيان يمنح الحمار فرصة قيادة العربة من دون صدور ايعازات بالمسير والتوجه نحو اليمين او اليسار وكذلك التوقف الاضطراري .
في احد الايام واثناء نوبة غضب شديدة ، انهال ناطق على حماره بالضرب الشديد المبرح ، لرفضه الدخول الى منزل صاحبه ، المشهد اثار استغراب واستجان احد رجال الحي من جيران ناطق ، وعندما سأله عن سبب ضربه الحمار اجابه :" معاند مايريد يدخل " فاجابه الرجل :" عمي ذاك بيتكم والزمال يعرفه احسن منك " ، فعلل ناطق سبب تفوق حماره بمعرفة موقع المنزل لضعف بصره وانتشار الظلام ، وانعدام الانارة في الدربونة .بعد ذلك الحادث التاريخي الذي انتشر بين الاهالي ، اقتنع ناطق بقدرات حماره العقلية فجعله مرشدا ودليلا في عمله وسلوكه ، ونتيجة هذا الاذعان، كاد الحمار ان يكون سببا في اعتقال ناطق ، لاطلاقه النهيق عند مروره امام جدارية كانت تحمل صورة رئيس النظام السابق ، الامر الذي اثار تساؤلات الرفاق ، انذاك ، فتعرض ناطق للاستجواب من قبل مسؤول المنظمة الحزبية ، فرد على الاسئلة بقوله : " اسألوا الزمال " متعهدا بانه سوف يمنع حماره من النهيق بقرب الجداريات ، وسيجنده لخدمة الحزب بتزويد المنظمة بقنينة غاز مجانا في كل اسبوع ، وابدى استعداده للتطوع وحمل السلاح دفاعا عن الثورة وابنائها ، يقصد مدينة صدام انذاك ، فرفض طلبه بالحصول على رشاشة كلاشنكوف "نص اخمص" ، لانه مشكوك بولائه ، ولايمتلك مؤهلات ليكون مؤيدا او نصيرا للحزب القائد . اضطر ناطق لترك عمله والمكوث في المنزل لمدة اسبوع كامل ليزيح من عقل الحمار فكرة النهيق امام الجاريات المنتشرة في الشوارع العامة ، فامضى الايام السبعة متفرغا لشرب "العرك الفل " والاستماع " لبكرات " يقصد كاسيتات تسجيل اغاني المطرب الراحل سعدي الحلي ، وبعد قناعته بانتهاء عملية غسل دماغ الحمار ، حقق ناطق انجازا وطنيا بمنع نهيق حماره ، فواصل عمله بمزاج رائق ، مرددا " يامدلولة شبقى بعمري غير الالم والحسرة ". ومضت الايام وتخلص ناطق وحماره من المساءلة، وتحرر من رقابة الرفاق اعضاء المنظمة الحزبية ، وفي ازمة شح الغاز حصل ارتفاع في دخله اليومي ، فقرر الاستعانة بالمفرد المختوم بدلا عن الفل ، متفرغا لعمله منذ الصباح وحتى المساء ، وحينما يتحدث بالسياسة يستخدم قاموسه الشخصي في نقل تصريحات رؤساء الدول والقادة السياسيين :" اوباما خابر نجاد ، وحلف بالعباس ابو فاضل، اذا سديت مضيق هرمز اسويها سودة مصخمة عليك وعلى ايران " والمشكلة التي يعانيها ناطق هذه الايام ، تتمثل بان حماره ، يطلق نهيقه عند سماعه زعيق سيارات تقطع الطريق بسرعة ، واحد ركابها يوجه نداء متكررا :" اطبك على صفحة بارك الله بيك ". فيحتار الرجل في تفسير توجيه النداء له ام لحماره .
نص ردن :أبــو الغــاز
نشر في: 30 يناير, 2012: 09:00 م