TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :أبــو الغــاز

نص ردن :أبــو الغــاز

نشر في: 30 يناير, 2012: 09:00 م

 علاء حسن ناطق ابو الغاز يعرفه معظم اهالي مدينة الثورة الصدر حاليا ، فهو بعربته وحماره وبخدمته اصبح مشهورا  في المدينة ، فضلا عن امتلاكه مواصفات ومواهب لاتتوفر لدى غيره ، ومنها مثلا انه يستفيد من المطر ليحصل على فرصة  الاستحمام الموسمي ، وعلاقته بحماره تعتمد الرأي المتبادل بين الطرفين ، فهو في اغلب الاحيان يمنح الحمار فرصة قيادة العربة من دون صدور ايعازات بالمسير والتوجه  نحو اليمين او اليسار وكذلك التوقف الاضطراري .
في احد الايام واثناء نوبة غضب شديدة ، انهال ناطق على حماره بالضرب الشديد المبرح ، لرفضه الدخول الى منزل صاحبه ، المشهد اثار استغراب واستجان احد رجال الحي من جيران ناطق ، وعندما سأله عن سبب ضربه الحمار اجابه :" معاند مايريد يدخل " فاجابه الرجل :"  عمي ذاك بيتكم  والزمال يعرفه احسن منك " ، فعلل ناطق سبب  تفوق حماره بمعرفة موقع المنزل لضعف بصره وانتشار الظلام ، وانعدام الانارة في الدربونة .بعد ذلك الحادث التاريخي الذي انتشر بين الاهالي ، اقتنع ناطق بقدرات حماره العقلية فجعله مرشدا ودليلا في عمله وسلوكه ، ونتيجة هذا الاذعان،  كاد الحمار ان يكون سببا في اعتقال ناطق ، لاطلاقه النهيق عند مروره امام جدارية كانت تحمل صورة رئيس النظام السابق ، الامر الذي اثار تساؤلات الرفاق ، انذاك ، فتعرض ناطق للاستجواب من قبل مسؤول المنظمة الحزبية ، فرد على الاسئلة بقوله : " اسألوا الزمال " متعهدا بانه سوف يمنع حماره من النهيق  بقرب الجداريات ، وسيجنده لخدمة الحزب بتزويد المنظمة بقنينة غاز مجانا في كل اسبوع ، وابدى استعداده للتطوع وحمل السلاح دفاعا عن الثورة وابنائها ، يقصد مدينة صدام انذاك ، فرفض طلبه بالحصول على رشاشة كلاشنكوف "نص اخمص" ، لانه مشكوك بولائه ، ولايمتلك مؤهلات ليكون مؤيدا او نصيرا للحزب القائد . اضطر ناطق لترك عمله والمكوث في المنزل لمدة اسبوع كامل ليزيح من عقل الحمار فكرة النهيق امام الجاريات المنتشرة في الشوارع العامة ، فامضى الايام السبعة متفرغا لشرب "العرك الفل " والاستماع " لبكرات " يقصد كاسيتات تسجيل اغاني المطرب الراحل سعدي الحلي ، وبعد قناعته بانتهاء عملية غسل دماغ الحمار ، حقق ناطق انجازا وطنيا بمنع نهيق حماره ، فواصل عمله بمزاج رائق ، مرددا " يامدلولة شبقى بعمري غير الالم والحسرة ". ومضت الايام وتخلص ناطق وحماره من المساءلة،  وتحرر من رقابة الرفاق اعضاء المنظمة الحزبية ، وفي ازمة شح الغاز حصل ارتفاع في دخله اليومي ، فقرر الاستعانة بالمفرد المختوم بدلا عن الفل ، متفرغا لعمله منذ الصباح وحتى المساء ،  وحينما يتحدث بالسياسة يستخدم قاموسه الشخصي في نقل تصريحات رؤساء الدول والقادة السياسيين  :" اوباما خابر نجاد ، وحلف  بالعباس ابو فاضل،  اذا سديت مضيق هرمز اسويها سودة مصخمة عليك وعلى ايران " والمشكلة التي يعانيها ناطق هذه الايام ،  تتمثل بان حماره ،  يطلق نهيقه عند سماعه زعيق سيارات تقطع الطريق بسرعة ، واحد ركابها يوجه نداء متكررا :" اطبك على صفحة بارك  الله بيك ". فيحتار الرجل في تفسير  توجيه النداء له ام لحماره .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram