□ ترجمة عبد الخالق عليبعد شهر من مغادرة آخر القوات الاميركية العراق، بدأت وزارة الخارجية الأميركية ببرنامج استخدام اسطول صغير من طائرات المراقبة المسيرة (بدون طيار) من اجل المساعدة في حماية السفارة و قنصليات الولايات المتحدة والاميركان العاملين في العراق،
مما أثار غضب بعض كبار المسؤولين العراقيين معتبرين ذلك تجاوزا على السيادة العراقية.ذكر قسم الامن الدبلوماسي في وزارة الخارجية ان هذا البرنامج تم اعداده للشركات التي ترغب بالتعاقد من اجل ادارته، كما انه ينذر بتوسيع عمليات الطائرات المسيّرة تحت سيطرة الذراع الدبلوماسي للحكومة الاميركية. يقول المتعاقدون الاميركان انهم علموا بان وزارة الخارجية تنظر في استخدام طائرات المراقبة غير المسلحة في المستقبل في بعض البلدان ذات "التهديد الكبير" مثل اندونيسيا وباكستان وافغانستان بعد ان تغادرها القوات الاميركية خلال العامين القادمين. الا ان مسؤولي وزارة الخارجية يؤكون عدم اتخاذ اية قرارات بشأن استخدام هذه الطائرات في دول اخرى غير العراق. الطائرات المسيّرة هي آخر جهود وزارة الخارجية في تولي واجباتها في العراق والتي اعتاد الجيش الاميركي القيام بها. يتواجد اليوم حوالي خمسة الاف من المتعاقدين الامنيين الاهليين لحماية كادر السفارة الاميركية في بغداد البالغ عددهم احد عشر الف شخص والذين يتنقلون بعجلات عسكرية مسلحة. فعندما يتنقل منتسبو السفارة في انحاء البلاد، تحوم فوق قوافلهم طائرات الهليكوبتر لغرض توفير الدعم في حالة تعرضهم لهجوم ما. وغالبا ما يكون هناك اثنان من المتعاقدين المسلحين على جانبي الهليكوبتر. بدأت وزارة الخارجية باستخدام بعض هذه الطائرات في العام الماضي على سبيل التجربة، ثم راحت تكثف استخدامها بعد مغادرة القوات الاميركية العراق مستصحبة معها طائراتها المسيّرة الخاصة بها.يقول مسؤولون عراقيون ان على الولايات المتحدة – التي ستبدأ باستلام عروض ادارة عمليات الطائرات المسيّرة في العراق على مدى السنوات الخمسة القادمة – استحصال موافقة رسمية من الحكومة العراقية لغرض استخدام هذه الطائرات، وان هذه الموافقة قد لا تكون منطقية مع وجود التوترات السياسية بين البلدين، فالسياسيون العراقيون اليوم، بعد ان رحلت القوات الاميركية، يشجبون الولايات المتحدة في محاولة لتحشيد دعم اتباعهم. من جانبه ذكر احد كبار المسؤولين الاميركان ان المفاوضات كانت جارية لاستحصال تخويل من اجل تفعيل العمليات الحالية للطائرات المسيّرة، الا ان علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، وفالح الفياض مستشار الامن الوطني العراقي، وعدنان الاسدي وكيل وزارة الداخلية، قالوا ان الاميركان لم يستشيروهم في ذلك. واكد الاسدي انه يعارض برنامج الطائرات المسيّرة قائلا " السماء سماؤنا وليست سماء الولايات المتحدة ". كثف البنتاغون و وكالة المخابرات الاميركية استخدام الطائرات المسيّرة من نوع "بريديتر" و "ريبر" من اجل ضرب المسلحين في مناطق مثل باكستان واليمن والصومال. يقول المسؤولون الاميركان ان الولايات المتحدة قامت مؤخرا بتوسيع قواعد الطائرات المسيرة في اثيوبيا وسيشيل وفي موقع سري في شبه الجزيرة العربية. على عكس ذلك، فان طائرات وزارة الخارجية لا تحمل اسلحة بل ان الغاية منها توفير بيانات وصور لمناطق الخطر المحتملة مثل الاحتجاجات او اغلاق الطرق، وتقديمها لرجال الامن على الارض. كما انها اصغر حجما بكثير من الطائرات المسلحة، و يبلغ طول جناحها 18 انجا بالمقارنة مع جناح بريديتر البالغ طوله 55 قدما. تمتلك وزارة الخارجية اكثر من عشرين طائرة مسيّرة في العراق الا ان العديد منها يستخدم كأجزاء احتياطية كما يقول المسؤولون الاميركان. تقوم سفارة الولايات المتحدة في بغداد باحالة كافة المسائل المتعلقة بالطائرات المسيّرة الى وزارة الخارجية في واشنطن. من جانبها اكدت وزارة الخارجية وجود البرنامج واطلقت على هذه الاجهزة اسم مركبات جوية بدون طيار، لكنها رفضت اعطاء اية تفاصيل اخرى. وقالت في تصريح لم يشر تحديدا الى العراق " الوزارة لديها برنامج الطائرات المسيّرة الا ان هذه الطائرات غير مسلحة ولا يمكن تسليحها". عندما كان الجيش الأميركي لا يزال في العراق، كانت هناك مناطيد بيضاء ذات مجسّات تحوم فوق الكثير من المدن العراقية و تزود الاميركان بقدرات مراقبة افضل مما تقوم به عشرات الطائرات المسلحة وغير المسلحة التي يستخدمها الجيش. الا ان هذه المناطيد هبطت نهاية العام الماضي عند اكتمال انسحاب القوات. من اجل ذلك، بدأت وزارة الخارجية بتطوير عمليات الطائرات المسيّرة الخاصة بها. ■ عن: نيويورك تايمز
دوريات الطائرات المسيّرة الأميركية تثير غضب العراقيين

نشر في: 30 يناير, 2012: 09:15 م









