TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: لماذا لايتدخلون ؟

كتابة على الحيطان: لماذا لايتدخلون ؟

نشر في: 30 يناير, 2012: 09:43 م

 عامر القيسيلوكنت بدل أوردوغان التركي أو سليماني الايراني أو رئيس جزر الواق واق  لما ترددت لحظة عن دس أنفي بوقاحة ودون تردد في الشأن العراقي .. فالساحة والحمد لله تعج بأحصنة طروادة المسلحة منها علنا والمستترة خلف العملية السياسية المهلهلة  أولا ،والأبواب مشرعة على مصاريعها للجميع لكي يصبحوا أولياء علينا نحن الشعب "القاصر" الذي يحتاج الى من يدلّه الى طريق الحياة الكريمة والمحترمة ثانيا!
منذ انطلاق هذه العملية وقوانا السياسية تستقوي بالخارج على الداخل للحصول على مكاسب ومغانم بروح غير رياضية على الاطلاق ، وتتبادل هذه القوى الاتهامات فيما بينها بخصوص تلك الاستقواءات ، وفي كل رأس أزمة تنشط حركة الطيران لدينا الى عواصم قريبة وبعيدة والمسافرون بالجملة قادة كتل ومستشارين وحمالي صكوك . ليس هذا التوصيف قاسيا فهذا بالضبط ما يقوله البعض للآخر في مسيرة سياسية تتوالد فيها الازمات بل وتختلق اختلاقا دون أن نتقدم خطوات جوهرية وحقيقية الى الأمام .ان القوى والدول التي تبيح لنفسها حق التدخل السافر أو من خلال أدواتها المكشوفة ، فلا شيء يمكن ان يحدث تحت جنح الظلام دون أن تكشفه القوى المتضادة له في المصالح ،انما تفعل ذلك بكل أريحية لأن أمامها منطقة  سياسية رخوة ومنخفضة قابلة لاستقبال الآخرين لان هناك من يفتح الآبواب والشبابيك معا ، والحجج واهية وكثيرة وهناك من ينظّرلها ويضعها في سياق السياسات الاستراتيجة التي تخدم المصلحة الوطنية !!في غير الاستقواءات المعيبة التي تنتهجها معظم الكتل المشاركة في العملية السياسية فان خطابنا السياسي مبعثر ومشتت وغير متوازن تتلاعب به الاجندات الطائفية والقومية بل وحتى الارتباطات المشبوهة . خطابنا السياسي والوطني  غير الموحد والخاضع للمعايير المزدوجة دفع الآخرين وتحديدا تركيا وايران الى استلهام التأريخ للتصارع على ارضنا بأيادينا انفسها تحت واجهة مساعدة الشعب العراقي في البداية ثم ابتدأت تتضح شيئا فشيئا خطابات التدخل المباشر  واعلان الوصاية ، تصريحات أردوغان وسليماني الأخيرة نموذجا ، وهي تصريحات كشفت مواقف الكثير من القوى بما في ذلك الحكومة ، فالصمت على اردوغان قابله هجوم على سليماني والهجوم على الأخير قابله صمت على أردوغان ، واتخذت طبيعة الاستنكارات السياسية والرسمية بعدا طائفيا وشخصيا الى حد كبير ، استنكارات تعاملت مع التدخلات الفضة لايران وتركيا بخطاب هلامي عام يتحدث عن تدخلات عامة كأنها حدثت وتحدث على كوكب المريخ ، وردود افعال رسمية تشبه الخطابات الرسمية للانظمة العربية من طراز ، ندين ونشجب ونستنكر دون البحث عن خطوات ملموسة لافهام الآخرين باننا ليس الفناء الخلفي لبلدانهم !! والأنكى من كل ذلك ان بعض وزاراتنا وفي عشية تصريحات التدخل ، فضلا عن القصف المتواصل لقرى كردستان الحدودية ، تعقد الاتفاقات الاقتصادية والتجارية فيما يحل نوابنا وسيا سيونا ضيوفا على انقرة وطهران كما لو ان تلك التدخلات الصريحة لاتمس كرامتهم الوطنية بل والشخصية باعتبارهم قادة للعملية السياسية في البلاد .النكتة السمجة هي اننا نشمر عن سواعدنا لنعلن بصراحة ووضوح باننا نقف بقوة ضد التدخلات الخارجية في الشأن السوري !!ولله في خلقه شؤون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram