علي حسيناتصلت بالسفير الإيراني.. قال لي السفير الإيراني.. ارفض التحدث مع السفير الإيراني.. جملٌ وعبارات أشبه بدخان يريد من خلاله البعض أن يعمي أبصارنا عن الحقيقة الناصعة.. وهي أن القائمة العراقية في مأزق حقيقي كنا نتمنى أن تعبره بأقل الخسائر، وفي السياسة لا يكون التمني كل شيء، بالامس قرأنا تصريحاً مثيراً بشرنا فيه إياد علاوي "أن السفير الإيراني في بغداد ابلغ العراقية بأن لقاءه معه سيعقد بعد عودته من طهران"،
ولأنني لا أجيد اللغة التي يتحدث بها بعض قادة العراقية فقد رحت ابحث كيف رفض قبل أيام احد عظماء العراقية "حسين الشعلان" اي حديث عن قصة اللقاء المفترض بين السفير الإيراني وعلاوي قائلا "ردا على تصريحات صحافية أدلى السفير الإيراني ببغداد حسن دانائي قال فيها بان زعيم قائمة العراقية إياد علاوي وجه دعوة لإجراء لقاء معه، الحقيقة هي إن الدكتور اياد علاوي كان قد رفض العشرات من دعوات الحكومة الإيرانية لزيارة طهران وليست له أية نية لزيارتها مستقبلا". وبصرف النظر عن الكلام الثقيل حول المصالح والمتغيرات السياسية فان ما جرى ويجري خلال الأيام الماضية يبدو عبثيا ومضحكا بامتياز، وهو جزء من تهريج سياسي يحاول البعض إعادة إنتاجه بعبوات أنيقة ومسلفنة مع عبارة جميلة تقول إن "المصالح السياسية والمسائل المعقدة تفرض تحديات جديدة" كما سيعلن عن ذلك حتما الناطق الرسمي للقائمة حيدر الملا، ودعك من التسريبات التي ستصدر عن بعض المقربين من علاوي حيث سيقولون لنا حتما بان اللقاء انتهى بان وضع الطرفين على حافة الصدام الذي قد يؤدي إلى هجر وخصام على طريقة الأفلام العربية القديمة، لان الكثير مما يعرض اليوم علينا أكثر من مرة وتابعنا أحداثه التي تدفع إلى الملل والقرف. وإذا كان من الممكن التغاضي عن محاولات علاوي تصوير الأمر على انه لا يتعدى كونه نوعا من البرستيج، فإن ما لا يمكن فهمه على الإطلاق أن يتحدث البعض بان السيد علاوي سيطلب من السفير أن ترفع إيران يدها عن العراق، ومع احترامي للمتفائلين فان ما يجري هو نوع من الرداءة السياسية ومرحلة متقدمة من الركاكة التي تجعل رئيس كتلة سياسية مثل علاوي ينتظر ان يعود السفير الإيراني ليجلسا معا ويحاولا أن يجدا حلا للاشتباك السياسي في العراق.وإذا كنا لا نلوم السفير الإيراني في توجيه ما يراه من رسائل، إلا أننا لا نستطيع أن نخفي دهشتنا من تعامل البعض مع السفير الإيراني باعتباره الحاكم الفعلي للعراق، ومن ثم فان انتظاره على باب السفارة والتقاط صور تذكارية معه والادعاء بان علاوي سيبحث داخل السفارة عن "المخاوف الحقيقية فيما يتعلق بالموقف الإيراني والتدخلات الإيرانية في العراق" إنما هو نوع من الضحك على عقول الناس.لعل من الغريب جدا هذا الاندفاع العاطفي الجديد من قادة العراقية مع السفير الإيراني، ومحير حقا هذا الحماس غير المبرر لوضع البيض كله في سلة السفير "دانائي" واعتباره مبعوث العناية الإلهية الذي سيقف إلى جانب القائمة العراقية ويسعى لتخليصها من أزمتها، للأسف اليوم يحاول بعض الساسة أن يتجاوز مرحلة الهرولة باتجاه دول الجوار إلى التسول علنا وعلى أبواب السفارات، وممارسة مرحلة متقدمة وغير مسبوقة من التعري أمام كل ما يمت بصلة إلى دول الجوار. كنت أتمنى لو أن السادة أعضاء جمعية "بالروح بالدم نفديك يا دول الجوار"، التفتوا قليلا إلى معاناة العراقيين ,وتوقفوا عن سرقة أموالهم وخيراتهم وأحلامهم ومستقبلهم، بدلا من هذا الهتاف المجاني لدول لا تريد للعراق أن يبقى كبيرا وعزيزا.
العمود الثامن: علاوي يحييكم من السفارة الإيرانية
نشر في: 30 يناير, 2012: 11:42 م