علي النعيميأقف اليوم مذهولاً أمام وقاحة الشغب وتلك الفوضى التي عمّت ملاعبنا مؤخراً، كما أجد نفسي عاجزاً وأنا استجمع مفردات كلماتي، كي اصف قصة ''المشاغبون '' الذين تصدروا المشهد الرياضي بأمتياز وسط تقاعس السلطات المكلفة على حماية الملاعب، ولكم ان تتخيلوا ما شاهدناه ؟
مشاغب يقفز هنا وآخر ينط على دكة التدريب، ومراهقون يعتلون اسوار الملعب، ولاعبون همّوا بضرب احد المشجعين، وآخر ثمل يصفع نجماً دولياً بعد نهاية المباراة، ومدرب يقتحم الملعب لغرض إيقاف المباراة، ومجموعة من اللاعبين يقتحمون المدرجات كقوات الكوماندس والتدخل السريع، هيئة إدارية لنادٍ تنفي وآخرى تؤكد، وصحفي يحاجج مراقب المباراة وتصريحات نارية لاذعة تصدر هنا وهناك منددة بهذا الانفلات الامني الذي اجتاح ملاعبنا، وصوت اللاسكي يعلو من على بُعد عشرات الامتار يستغيث بالمدد والعون ولقلة عددهم وعديدهم. الأدهى ان لجان العقوبات نائمة تغط في قيلولة الغفلة وان فاقت فهي لا تفعل شيئاً حتى تنتظر التقاريرالسرية من ارض الحدث والمختومة بشمع التوصيات الشخصية، فوضى عارمة اجتاحت ملاعبنا والحلول لن تردع احدهم وفق قاعدة (انت الخصم والحكم) في لجان الاتحاد الفرعية، وكل ناد لديه بوق يدافع عنه بشراسة في دوحة الاتحاد وأروقته الواسعة وحتى باتوا كالصقور يحومون على القرار لحظة الجد وتبدأ محركاتهم تدور صوب (فيتو) المعطل للعقوبات، كأنهم يستميتون في الدافع عن الشغب لكن بثوب الاندية، ثم تتبعها جلسة واحدة كفيلة بتمييع اقوى قرار ضد أي ناد او لاعب ومكالمة هاتفية تستطيع تأخير البت فيه. ذالكم هو مشهدنا الرياضي الذي نعايش فصوله كل يوم، حتى بدأنا نقنع أنفسنا من دون التركيز على وسائل الاعلام وبرامج المحطة الناقلة للمباراة بأن في كل دور من ادواره توجد مصيبة، وفي كل جولة هناك صولة، اما من احد المدربين على الحكام او العكس من الجماهير ضد أحد اللاعبين لكن الأنكى في كل هذه الحكاية، ان يتحول أحد اللاعببن الى صقر كاسر يفرد ريشه بتبختر ويبرز مخالبه على عشه الذي آواه ورباه وكأنه يطبق القوانين بقوة اليد واللكمات وقوة الاكواع في الردع وعلى طريقة (الفتوة) في الافلام المصرية وهنا نكون قد دخلنا في المحظور الممنوع.نقولها هنا بقوة وبصوت جهوري: بئس تلك الرياضة ان كانت اخلاقها تدين بهكذا افعال لا تمت بصلة الى اعراف الرياضة ومفاهيمها، ولا أحد يزايد عليها وكذلك لا أحد يفرض سند العقوبة على ان يصرفه صاحبها متى ما يشاء ويفصلها كما تحلو له بداعي المشاركة الاولمبية او الاستحقاق المونديالي، لأنه يجب على المسيىء والمخطىء ان يرعويا عن خطيئتهما حتى لو كانت آمال المنتخب بالتأهل إلى كأس العالم معلقة برقبة احدهم. كفانا سكوتاً على الباطل وتأجيل البت بالعقوبات الى حين، لقد استغنت منتخباتنا الوطنية عن اعمدتها في السابق وبقرارات اتحادية نارية بداعي العقوبة والحرمان والكل كان يعلم مكانة ناظم شاكر ورعد حمودي وفلاح حسن واحمد راضي وآخرين في المنتخبات لكن بدلاً من إن ننهي المباراة بالتحية والعناق حوّلناها إلى رياضة التشابك والعراك.. فيا عجبي!
رأيك وأنت حر: بئس تلك الرياضة
نشر في: 31 يناير, 2012: 06:21 م