اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أسواق "الخردة الأميركية" ستغلق مع آخر قطعة مخزونة!

أسواق "الخردة الأميركية" ستغلق مع آخر قطعة مخزونة!

نشر في: 31 يناير, 2012: 07:04 م

 بغداد/ فرات إبراهيم– وائل نعمةيعترض كثيرون على عمل أمانة بغداد برصف المساحات الفارغة المملوءة بالتراب والأنقاض تحت جسور العاصمة ، أو في حملاتها المتواصلة لرفع التجاوزات والعشوائيات في الساحات العامة والأسواق...لم يكن وجه المعارضة الوقوف ضد التنظيم أو ضد الجمال ،
 بل الأمر يتعلق بأبواب رزق واسعة تضم آلاف العاطلين عن العمل مهددة بالقطع ، فئات عمرية مختلفة تحصد في نهاية مشوار دراسة يمتد لعشرين عاما مترا من طاولة حديدية صدئة تحت شمس تموز وبرد كانون ...الأسواق العشوائية لا تضم عاطلين فقط، فطلاب الجامعات والمدارس لهم حصة من خردة "الجيش الأجنبي " بينما هم  ينتمون الى بلد تمتد حضارته ستة آلاف عام ويصدر من جوفه الجنوبي  كل يوم مليوني برميل نفط ...وتستمر الأرقام بالملايين لتظهر أكثـر من 3 ملايين عاطل عن العمل، وفقا لتقديرات وزارة التخطيط العراقية التي أكدت مؤخرا في تصريح للمدى أن البطالة في البلاد وصلت إلى 11% ، ومعدل الفقر يصل إلى ما يقارب الثمانية مليون فرد ، كما جاء في أرقام أظهرتها بعثة الأمم المتحدة الأخيرة الى العراق التي أكدت أن معدل الفقر في العراق 30%.rnشباب يستجدون المتبضعين!يفترش شباب الأرصفة في كل مكان من العراق من اجل لقمة العيش يستجدون رضا المتبضعين وقبولهم على مواد مستهلكة ، في الرابعة فجرا تتوقف سيارات نقل (نفايات المعسكرات الأجنبية المنسحبة) من قبل متعهدي نقل هذه (الخردة) ليتم المزاد عليها من قبل الباعة وآخرين متجمهرين حول المكان الذي يقع بالقرب من سوق الباب الشرقي تحت أسوأ الظروف لا لشيء سوى للحصول على نصيبهم من الخردة القادمة من المعسكرات. في أحيان كثيرة - حسب قول العاملين - السعر الذي يطلب بـ"كومة " الخردة  لا يقوى على دفعه مشتر واحد، فيصار الى اتفاق بين عدد من الشباب لجمع المبلغ المطلوب وتوزيع (البالة) بالتساوي لبيعها، ومابين قبول هذا الطرف وذاك على تلك البيعة التي لا يعرف محتواها احد من الباعة أو المقاولين أو باعة الخردة أنفسهم ، ويتم فرز المواد وإعادة بيعها على متبضعي سوق (الخردة) الذي يلاقي إقبالا من قبل الكثيرين لأنهم يجدون فيه بعض  الحاجيات  الرخيصة المتينة الصنع.البائع يجهل بضاعته! يستقطب السوق ومنذ بواكير الصباح  عدد من المهندسين وأصحاب الورش المختصة عسى أن يتمكنوا من إيجاد (صيدة) لا يعرف قيمة ثمنها البائع المسكين!هذا ما أكده احد بائعي تلك المواد حينما تحدثنا معه عن سوق بيع الخردوات ، وعندما وجدنا مستغربين من حجم  بضاعة وأنواعها المختلفة في هذا المكان ، أضاف قائلا " إن بعض الأشياء التي تتوافر في هذا السوق لا يعرف عنها هو وزملاءه شيئا، وحينما يسألون أصحاب الشأن القاصدون لتلك البضاعة لا يعطون كلاما واضحا عن طبيعة هذه الأدوات او ذلك الجهاز، لهذا وكما يقول محدثنا بان اغلب المواد تباع بأبخس الأسعار .بينما يذكر زميله في السوق  (قصي نوري) بأنه يعمل هنا منذ عام 2008  وانه جاء إلى هذه المهنة بسبب العوز وقلت الإمكانات، وأضاف  : لم أجد عملا آخر ورفضته ، قدمت عددا من "الفايلات " المحشوة بالمستمسكات منذ أن ولدت إلى أن تخرجت من الجامعة ولم تنفعني . واكتشف قصي بعد أن انفق ما جمعه خلال أشهر على "التاكسيات " واستنساخ المستمسكات الرسمية بان الوظائف قد وزعت مسبقا على "موظفي الواسطة" ولم يعد مكانا للخريج الذي لا يملك حزام ظهر ! وقال : تقدمت بطلبات كثيرة لتعييني في سلك الشرطة او الجيش وعلى الرغم من صغر عمري إلا أن التعيينات ذهبت للأقارب والأحباب وغالبية المتعينين على هذا السلك هم من كبار العمر الذين لديهم معارف في تلك الدوائر وكان من المفروض أن تشمل التعيينات في هذا الظرف الصعب شباباً يمتلكون القوة الجسدية والقدرة على تحمل أعباء الواجب ولكن الذي حصل هو أني وجدت نفسي كما الآخرين نمتهن مهن بيع الخردة في هذا السوق ومعي الكثير من الأصدقاء في هذا السوق من أصحاب الشهادات الدراسية . وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد قدم وعدا على خلفية التظاهرات التي خرجت في شباط من العام الماضي، وطالبت بإطلاق التعيينات على تخصيص درجات وظيفية أوسع، ووصلت الى أكثر من الـ200 ألف وظيفة ، ولكن تدريجيا وبعد فتور حمى التظاهرات تقلصت الوظائف في موازنة 2012 إلى 58 ألف درجة فقط ، على الرغم من أن الدرجات التي أعلن عنها مسبقا لم تتحقق حسب وصف الكثير من النواب الحلفاء لكتلة رئيس الوزراء والذين اتهموا الأخير بأنه تنصل عن وعوده التي ذكرها خلال المرحلة المئوية لتقييم عمل الوزارات. خردة الجيش المنسحب وبسؤالنا عن الأشياء التي تجد إقبالاً لدى المتبضعين قال احدهم بان اغلب ما موجود هو من خردة القوات الأميركية، حيث يقوم تجار الخردة بشرائها من المعسكرات وبيعها لهم وان اغلب تلك الأدوات هي عبارة عن أدوات كهربائية وعطور ومساحيق، واكد ان اغلب ما موجود يختلف كليا عما كان في هذا السوق منذ سنوات، حيث عرف تجار الخردة الأشياء المهمة وأصبحوا يعزلونها، حيث كانت تتوفر أجهز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram