اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > هواء في شبك: (صكر بعيج)

هواء في شبك: (صكر بعيج)

نشر في: 5 أكتوبر, 2009: 07:47 م

عبد الله السكوتيجلس يفتش في كتبه القديمة علّه يلتقي صديقه العتيد (احميّد الفهد)، وهو بين امل ويأس وبين تقلبات الماضي والطبيعة وقسوة مايحيط بـحميّد الفهد من رفوف وسطور قديمة جعلت من شهر البرد (الازرك) داءً قديما في مفاصله التي اتعبها الهور،
ليعود ثانية وجها مليئا بشقوق البردي وعذاب الاقطاع الذي ترك على جسده آثار السياط (والليطة) التي كانت تسحب من فراش مصنوع من القصب (الباريه) حادة كنصل السيف، يحاط بها جسد احميّد الفهد عاريا لتسحب ثانية فتخلف شقوقا متعددة ، لالشيء الا لانه اخذ شيئا من( الشلب) زرعه هو.سألني  عن ماذا تبحث؟ اجبته عن عذابات الآخرين لاترجمها اقوالا علّها تهز ضمائر  نامت ، قصة او حكاية يا (احميّد الفهد) كي اتنشق رائحة الظلم الكريهة التي رأيتها وتذوقت طعمها، تريد حكاية اذن؟ هززت رأسي نعم، بدأ احميّد الفهد: كان رجل يعيش في عشائرنا اسمه (بعيج) قام بتربية صقر صغير ودربه على الصيد حتى سفت قوادم اجنحته ، اخذه معه، وبدلا من ان يصطاد له طيرا او غزالا كغيره من الصقور، جلب له افعى كبيرة رماها على غنمه ففتكت بها.وماذا تريد يا احميّد الفهد بهذه الحكاية؟، فاجاب (لكل سالفة رباط، ورباط سالفتنه هاي الحياية والعكارب الجابونه اياها اصكور بعيج ) كنا نتأمل التغيير ودفعنا من اجل ذلك الكثير واذا به يأتينا بمنغصات حتى توزعت بين موت وفساد وسرقة ووو....، نحن الآن في مأزق حقيقي مع هذه التي تسمونها ديمقراطية ، وعقّب احميّد (بوية شمالهه هاي الناس ما تعرف تختار؟) ، فأجبته على مضض ان تجربة الأربع سنوات الماضية مع الأسف دلّلت على أن الناس لا تعرف أن تختار ، ماذا تقول انت وأنت المجرب وقد عاصرت حقبتين عجّت بظلم الاقطاع مع وجود الأحزاب ، وحقبة ديكتاتورية اخرى أحرقت الأخضر واليابس؟  تراجع الى الخلف وأسند ظهره الى الجدار الطيني وراقب (الرازونة)- بوية خاف يسمعونه قلت له :- لا فهذه الناحية غير مهمة لهم ، فهم لا يقرأون ولا يكتبون ولا يسمعون ، تكال الشتائم لهم بالأطنان  وهم لا يرون في ذلك عيباً .أجابني :- مثل أمريكا؟- نعم ، مثل أمريكا ( يسبّون الريّس ويصفكَونله من يحتل دولة ثانية )اعتدل ثانية وقال :- السالفة بيهه (إنّ)- نعم ، بيهه ألف (إنَّ) - جا كَول يقشمورنّه بهاي الديمقراطية؟- كلا ليست المسألة هكذا ، ولكننا لنسا من التطور لكي نفهم حقوقنا وندافع عنها ، تصورنا ان الديمقراطية اعتداء على املاك الناس والدولة وبكاء وضحك بحرّية ومشاكسة في الطريق.  - انت وين أخذتني؟ نرجع لسالفة بعيج ، انت افتهمتهه؟- نعم ، فهمتها ، (بعيج) واضح والافاعي واضحة . غادرني يختفي بين السطور ، بحثتُ وبحثتُ بلا طائل ، طرحتُ الكتاب جانباً على أن ألتقيه في الليلة الآتية ، أردتُ الخلود الى النوم بعد يوم مضنٍ وعذاب طويل وفكرت بسالفة (بعيج) حين دجّنا صقوراً ولم نشترِ طيوراً من سوق الغزل ، وهذا فعل الجوارح تنشب مخالبها ولا تفرق بين عدو وصديق ، وهي التي تجلب الأفاعي والمآسي لتلقي بها على أهلها ، وصقور (بعيج) كثيرون الآن...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

وفد عسكري برئاسة يارالله يزور واشنطن قريبا.. وانسحاب الأمريكان قد يحتاج من 3 إلى 5 سنوات
سياسية

وفد عسكري برئاسة يارالله يزور واشنطن قريبا.. وانسحاب الأمريكان قد يحتاج من 3 إلى 5 سنوات

بغداد/ تميم الحسنلم تعلق بغداد حتى الان على محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فيما وصف مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، ما جرى بانه "مقطع من فيلم".وتخوض بغداد والولايات المتحدة منذ مطلع العام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram