 بغداد / وائل نعمة "شبيه صدام... شبيه صدام".. بضاعة كاسدة في ظل ازمات وأسرار أكثر رواجا.. الأقراص الليزرية التي كانت تتحدث عن صولات وجولات صدام وحفلات عدي الصاخبة، تراجعت مبيعاتها حد النسيان ـ بحسب ما يقول بائعو الأقراص. فبعيد دخول القوات الاجنبية الى البلاد،
 فتحت ابواب المؤسسات الامنية والقصور الرئاسية امام الجمهور وانتشرت وبشكل واسع "سيديات" تصور بشاعة المنظومة الامنية في العراق وطرق التعذيب والاعدامات العشوائية بالرصاص والمتفجرات، وتبارى البائعون في الباب الشرقي حينها برفع اصواتهم للاعلان عن فضيحة جديدة تم اكتشفاها مؤخرا عن صدام ونجليه. وتطورت المشاهد الى المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في ارجاء مختلفة من البلاد، واظهار رفات معصوبي الاعين ومعهم اطفال، ومشاهد جماجم وملابس نسائية، حتى انتهت بمقتل عدي وقصي واعدام الاب، حينها دخلت مبيعات الاقراص الليزرية في منحى اخر بعيدا عن صدام. اليوم في الباب الشرقي تتصدر مسلسلات كارتونية تنتقد الوضع السياسي الجديد بصورة كوميدية والمسلسلات التركية سوق المبيعات. يقول محمد "بائع اقراص": العتاك، وهو مسلسل كارتوني اشتهر مؤخرا بعد عرضه على شاشة إحدى القنوات الفضائية العراقية، وهو يصور التناقضات السياسية والاجتماعية ويسلط الضوء على بعض الظواهر التي سادت المشهد العراقي، وأبرزها البطالة والامية والفقر، وهي المفردات التي لا تسقط من فم اي عراقي طوال اليوم في الشارع او في العمل. ووفقا لما يقوله البائع فان المسلسلات التركية وخصوصا سلسلة (مراد علم دار) هي الاكثر مبيعا، وهي تتحدث عن عصابات مافيا تركية واشتراكها ببيع وتهريب الاسلحة الى دول اخرى تعاني صراعا واقتتالا داخليا.بالمقابل تراجعت الاقراص التي كانت تتصدر قائمة المبيعات قبل سنوات، وهي جرائم صدام الى مؤخرة الطاولة الخشبية التي يعرض عليها الشاب الاقراص، وتراكم فوقها التراب. يعتقد الجمهور في العراق ان الازمات السياسية الحالية غطت على جرائم لم يرد ان يستعيد ذكراها في يوم من الايام، لكن واقع الحال اجبرهم على التعايش مع ظواهر وسلبيات لا تقل خطورة مما كان يروج لها "القائد الضرورة ".الجدير بالذكر ان العراق يضم سوقا ضخما لبيع الاقراص الليزرية "غير القانونية " وهي نسخ مأخوذة من اقراص اصلية تباع بـ50 دولار في دول مجاورة، في حين لا يزيد سعر النسخة منها في العراق على 1000 دينار.