إكرام زين العابدينتستعد وزارة الشباب والرياضة لعقد مؤتمراتها الانتخابية لـ( 330) نادياً من اندية بغداد والمحافظات منتصف آذار المقبل .الرياضة في انديتنا توسعت بشكل غير مدروس وظهرت اندية المحلات والدكاكين التي يتم ادارتها من خلال بناء صغير علماً ان اصحاب هذه الاندية يحصلون على منح مالية مستمرة بينما ظهرت على بعض الاندية الرياضية العريقة علامات الفقر والعوز المادي وهي تعيش واقعاً مؤلماً في ظل قلة الموارد المالية والخطط الحقيقية للادارات وكذلك ضعف المنح المالية التي تقدمها وزارة الشباب والرياضة ومثالنا نادي الكوت الرياضي الذي صرخ بأعلى صوته مطالباً انصافه لأنه نادٍ عريق ومهم في محافظة واسط .
ان الهيئات الادارية التي استلمت مقاليد الامور في الاندية الرياضية من خلال الانتخابات والديمقراطية وصناديق الاقتراع التي صُوّت لها لم تنجح في ادارة عملها وفق معايير النجاح الحقيقية لان بعض هذه الادارات تعد الاندية ملكيات خاصة وما زالت جاثمة على صدور الهيئات العامة العاجزة عن ايجاد بديل مناسب او اسلوب ادارة جديد ومتطور لعمل الاندية كي يجعلها تعيش واقعاً افضل ، خاصة وان التكتلات او اتخاذ اي من القرارات الجريئة بتصحيح الاوضاع يُقابل برفض كبير ويجعل البعض يدفع الثمن غالياً من خلال ابعاده عن الهيئة العامة للنادي بشكل دائمي .ان العالم يعيش عصر الاحترافية في الرياضة وان وزارة الشباب والرياضة سبق وان اطلعت على اسلوب ادارة الاندية العالمية التي تعتمد مبدأ الاحترافية والاستثمار لتطوير عملها من خلال الزيارات المستمرة الى بلدان العالم المتطورة وآخرها نادي برشلونة الإسباني .كنت أتمنى ان يصدر قرار جريء وشجاع من وزارة الشباب والرياضة بتقليص عدد الاندية الرياضية الى النصف من خلال خصخصتها وتحويلها الى القطاع الخاص ببيعها على شكل اسهم في البورصة لان نجاح بعض الاندية في ظل وجود ادارات أُمية لا تميز بين الاحترافية بالعمل الرياضي والاستثمار وفشلت في ادارة انديتها وهمها الوحيد الحصول على الجاه والمال من جهات مختلفة في الدولة وتتحدث عن المنشآت الرياضية الفقيرة وعدم وجود جهات راعية لها من موارد الدولة .ان وزارة الشباب والرياضة يجب ان تدرس موضوع فك ارتباط الاندية الرياضية بها بشكل جدي من خلال تحويل الاندية الرياضية في المحافظات الى لجنة الشباب والرياضة في مجالس المحافظات والاقضية والنواحي التي تملك المال الوفير ولا نعرف اين تُصرف هذه الاموال خاصة وان رياضة المحافظات والاقضية تئن من الفقر وقلة المال والمنشآت الرياضية ؟بين الحين والآخر يخرج علينا عدد من رؤساء الاندية واغلبهم نجوم سابقون يعرضون علينا حال انديتهم البائس وملاعبهم الصحراوية متناسين انهم عندما ترشحوا لرئاسة هذه الاندية وعدوا جمهورهم الكبير وهيئاتهم العامة بتحسين وضع النادي ولكنهم فشلوا في ذلك ولم نشاهد اي رئيس نادٍ يمتلك الشجاعة اللازمة من اجل رفض هذا الوقع المؤلم ويقدم استقالته بكل صراحة ليفسح المجال للآخرين عسى ان يجدوا طريقة افضل للادارة .تجربة مصر رائدة في مجال الاندية الرياضية وأتمنى ان يطلع عليها من يحاول ان ينجح في عمله بوزارة الشباب والرياضة او اللجان الرياضية في مجالس المحافظات والاقضية والنواحي والمعنيين بالاندية الرياضية.
في المرمى: معاناة الأندية مستمرة
نشر في: 1 فبراير, 2012: 09:11 م