صوفيا/ محمد خلفأثار قيام إسرائيل بتنظيم احتفال كبير لمناسبة الذكرى السنوية العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين التساؤلات عن الهدف الحقيقي الذي يدفع رئيس الحكومة نتنياهو إلى إبداء هذا القدر غير المسبوق من الاهتمام في هذا الوقت بالتحديد وإذا ما كان هذا يرتبط بالملف النووي الإيراني الذي سيكون احد المسائل التي سيبحثها في زيارة لم يعلن عن موعدها سيقوم بها إلى بكين بدعوة رسمية.
ما قاله نتنياهو في كلمته بهذه المناسبة لا يمكن إلا أن يثير الانتباه لاسيما اعتباره النهضة الصينية الحديثة وإقامة إسرائيل وتحولها إلى واحدة من الدول المتطورة علامتين من علامات هذه العصر المميزة . الملفت أيضا إشارته إلى أن 250 طالبا صينيا يتعلمون كل سنة في معاهد التكنولوجيا و الصناعة و الزراعة الإسرائيلية.وتعود الاتصالات بين الصين و إسرائيل الى السنوات الأولى لقيام الدولة العبرية، وكان أول رئيس حكومة لإسرائيل وهو ديفيد بن غوريون تنبأ بأن كلا من الدولتين ستصبحان أهم دولتين في العالم، إلا أن هذه العلاقات التي بدأت سرية بين الجانبين تجمدت بسبب وقوف إسرائيل إلى جانب كوريا الجنوبية ضد الصين. وكانت لقاءات اسرائيلية صينية سرية جرت في الفترة ما بين انتهاء الحرب الكورية واجتماعات باندونغ لتشكيل حركة عدم الانحياز ،الا انها لم تؤد جميعها إلى بلورة علاقة علنية بين الطرفين الى العام 1993 الذي شهد اقامة علاقات دبلوماسية رسمية أسفرت في مرحلة لاحقة عن تعاون واسع في المجال العسكري والتعاون الاستخباراتي ارتقى بإبرامهما صفقة كبرى تقوم إسرائيل بمقتضاها بتحديث طائرات من الصناعات الروسية القديمة ولكنها لم تنفذ بسبب معارضة الولايات المتحدة التي أرغمت تل أبيب على التخلي عنها وهو قرار كلف تل أبيب 350 مليون دولار دفعتها كغرامة وتعويض عن إلغاء الصفقة، وهو أمر تكرر في العام 2005 حينما تدخلت واشنطن لإلغاء صفقة إسرائيلية مع الصين لتزويدها برادارات حديثة لطائرات من دون طيار.مرت العلاقات الصينية – الإسرائيلية بمرحلة حرجة مع قيام بكين بفتح أبواب البلاد أمام قادة منظمة التحرير الفلسطينية ،وتجهيزها الفصائل الفلسطينية بالأسلحة، وهي كانت أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية و تنشئ ممثلية لها في بكين.إلا أن تحسن العلاقات الصينية – الأميركية في السنوات الأخيرة وامتناع بكين عن وضع الفيتو على قرار لمجلس بفرض عقوبات على طهران لعبا دورا ملموسا في تحسن العلاقات العسكرية بين تل ابيب و بكين التي أرسلت الكثير من ضباطها الى إسرائيل للاستفادة من خبراتها في مجال مكافحة الإرهاب. وفي هذا السياق قال الملحق العسكري في السفارة الصينية في تل ابيب تشين مو في حديث لنشرة يصدرها الجيش الإسرائيلي "نحن نتعلم منكم كثيرا في مجال مكافحة الارهاب".وتبذل حكومة نتنياهو جهودا كبيرة لإقناع القيادة الصينية بأن تتولى شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بناء مصنع كبير للطائرات في الصين .وذكرت جريدة "هآرتس" أن اتفاقيات مهمة وقعت خلال العامين الأخيرين بين البلدين في مجالات العلوم و التطوير الصناعي و تحلية المياه والصناعات الدوائية " مشيرة إلى " قيام شركات من الصين بإنشاء مشروع نفق الكرمل في الجليل الأعلى وشراء شركات تعدين إسرائيلية وافتتاح العديد من مراكز البحوث ، وفازت الصين في الأشهر المنصرمة بعقد إنشاء خط القطار السريع بين حيفا وتل ابيب و بين تل ابيب وايلات في أقصى الجنوب.
نتنياهو يغازل بكين وعينه على ملف إيران النووي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 1 فبراير, 2012: 09:33 م