بغداد / وائل نعمةيوميات الشارع البغدادي. ازدحام، انفجار، اطفال مشرودن، سيطرات امنية. الكل يعلم ان طريق الذهاب الى العمل او الجامعة ملبد بغيوم اصحاب "اللوريات " والسيارات الصفراء التي تعكر صفو الطريق، لذلك لم يكن من المجدي ان يصرخ سائق "الكيا " في مرائب بغداد الجديدة بامرأة عجوز اعترضت على كلامه.
في كل صباح جرت العادة ان نشهد شجارا بين رجل المرور وسائق "السايبا "، بين صاحب السيارة الفارهة و"ابو الستوتة " خوفا ان يخدش سيارته، والاكثر حدوثا هو الصراع الازلي بين سائق "الكيا" وركابه. تبدأ القصة من اعتراض الركاب على سوء حالة السيارة، والتي دوما كراسيها ممزقة ومملوءة بالمسامير، ومختصة بتمزيق ملابس الركاب.يشير ابو كريم في حديثه لـ"المدى" الى ان ما يجبره على صعود الكيا كل يوم من بغداد الجديدة الى عمله في الباب الشرقي هو ان الباصات الموجودة في الشارع لا تصلح للعراقيين "انها صغيرة ومصنوعة للصينيين وهم ذوو اجسام صغيرة، على عكس العراقيين".ويزداد الامر سوءا في الشتاء مع كثافة الملابس الشتوية والتي تجعل الراكب يتضاعف جسده مرتين عن حجمة الاصلي، ويتزاحم الركاب في الداخل ويتضايق بعضهم من بعض.اعترضت المرأة العجوز على كلام السائق، يقول صاحب السيارة الذي يضع "شماغ " يلفه بطريقة كوميدية على رأسه ونظراته طبية مظللة "حدنا الى جسر أبي الطابقين"، الخط الذي ينطلق من مرائب بغداد الجديدة إلى منطقة الجادرية يجب ان ينتهي عند جامعة بغداد، ولكن بسبب قطع الطرق احيانا كما يذكر السائق لـ"المدى" يضطر الى تغيير وجهة الكيا عند تقاطع المسبح ويعود من جديد الى بغداد الجديدة.وكان وجه اعتراض المرأة العجوز بانها تريد الوصول قرب جامعة بغداد، والسائق يصر على ان خط سيره مقطوع. الركاب يقولون: "ان الاجرة واحدة 1000 دينار على الرغم من ان السائق يرفض ايصالنا الى الجامعة". بالمقابل السائق له مبرراته، يؤكد مهدي صاحب سيارة "بريجو" بأن الاجرة لا تغطي نفقات التصليح والوقود. من جانب اخر تتفاقم المشكلة بين السائق وركابه حينما يرفض ايصالهم الى نهاية الخط على الرغم من ان الطريق مفتوح.تقول حنان حسن، موظفة في مصرف الرافدين: بأن بعض سائقي الكيا ينزلون الركاب في منتصف الطريق ويشير الى سيارة ثانية بالتوقف ويحولهم اليها، بدعوى ان الركاب قليلون ولايستحقون الوصل بهم الى النهاية".وتشير الى ان السائق يعود من جديد ويبدأ بحمل الركاب من الجهة الثانية، وقد اصبحت سياسة متبعة لدى الكثيرين من اصحاب الكيات بأن يجاملوا صديقهم السائق بحمل ركابه المحدودين على حسابهم . وعادة ما يطالب الركاب بتغيير سيارات النقل في البلاد، لتكون ملائمة للشارع العراقي وطبيعة الجو، منتقدين اصرار البعض على ارجاع السيارات ذات الطابقين لانها كبيرة ولاتستطيع السير بسهولة في شوارع ضيقة ومحفورة، مفضلين استخدام سيارات متوسطة قريبة من نوع "الكوستر" المعروفة في الشارع بهذا الاسم.
مواطنون: سـائقـو "الكيــا" مراوغون ويرفضون إيصالنا إلى نهاية الخط

نشر في: 1 فبراير, 2012: 09:37 م