TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: حساب عرب

نص ردن: حساب عرب

نشر في: 1 فبراير, 2012: 09:48 م

 علاء حسن حينما تلتبس الأمور على العراقي،  يفضل في هذه الحالة  اللجوء إلى الخيارات المتاحة "لحلحلة" المشكلة وتجاوز الأزمة  بأسلوبه الخاص الموروث من مواقف أجداده السابقين، لأنهم كانوا أصحاب رأي سديد وحكمة،  كما يقول المؤرخون،  فشيدوا حضارة امتدت من السند والهند وحتى بحر الظلمات،
ولكنهم اليوم تراجعوا وبسرعة الضوء إلى الوراء على الرغم من امتلاكهم الثروات الطبيعية، وصاحبنا العراقي  يعتمد "حساب العرب " في اتخاذ المواقف  المناسبة تجاه القضايا  المستعصية،  وبهذه الطريقة المبتكرة المنطلقة من إحساس قومي يعربي أصيل حسم "الطلايب  والمعثرات " مع إخوانه وأبناء عموته، وسخر سنوات عمره  للحفاظ على ولائه للأنظمة  بأداء الخدمة العسكرية، والتصفيق وإطلاق الهتافات في المناسبات الوطنية والقومية ، ولبس السواد وأعلن الحداد، عندما تعرضت الأمة العربية  لنكسات ونكبات.في إطار تحضيرات بغداد  لعقد القمة العربية  أكد نواب ائتلاف دولة القانون  حق العراق في  تضييف القمة ، فاستعانوا بكتب المؤرخين ليتحدثوا عن دور بغداد الحضاري،  وفضلها على "العربان " في تعليمهم السلوك الحضاري   الجديد بارتداء البنطلون، وربطات العنق، والأحذية المستوردة من دول أوروبية،  وركوب السيارات  الحديثة جدا،  وترك البعران في المحميات الطبيعية واستخدامها لأغراض  سياحية، وأولئك النواب نسبت لهم تصريحات قبل عامين أو أكثر انتقدوا فيها مواقف أشقائهم  العرب، وجامعتهم العربية لأنها لم تعلن مواقف  داعمة  للعراق الجديد، وتعرض  أبناء شعبه  لهجمات إرهابية يومية  تحصد  أرواح الأبرياء بعمليات تفجير أحزمة ناسفة، يرتديها انتحاريون من جنسيات عربية، وعلى طريقة "  حساب العرب " حصل متغير كبير في الموقف العراقي الرسمي تجاه الدول العربية وجامعتها، لأن  النواب المقربين من الحكومة  علقوا  آمالهم على القمة العربية في استعادة أمجاد بغداد بوصفها كانت عاصمة الخلافة العباسية،ثم أصبحت بفضل قادتها السابقين واللاحقين،  مركز إشعاع الفكر العربي النهضوي المجدد لانبعاث الأمة  وقيادة البشرية نحو مستقبل أفضل بعد دحر المخططات الامبريالية والصهيونية بالسيطرة على ثروات الشعوب، ومثل هذا الكلام كثيرا ما يرد في "حساب العرب " وخصوصا لدى السياسيين وأصحاب القرار الذين يعلّقون آمالهم  على الموقف العربي لتحقيق رفاهية  شعوبهم.في سنوات  العراق الدامية بعد عام 2003 ، وفي  عمليات القتل اليومي المستمرة بفعل تفجير المفخخات، كان  موقف الأشقاء العرب، لايتعدى التعبير عن القلق والمخاوف من  استنساخ الحالة العراقية في دول الجوار، وطبقا لنظرية "حساب العرب " تحركت  ماكنة وسائل إعلام عربية تابعة  لأنظمة معروفة ، محذرة من إقامة نظام ديقراطي في العراق، لأنها ستقسم البلاد وتجعل طائفة محددة تسيطر على البلاد والعباد، وهذا الموقف تتبناه دول خليجية،  كما أعلن ذلك نواب دولة القانون، وهؤلاء  يريدون  باعتماد "حساب العرب " وتوصيات القمة  من أصحاب  الجلالة والسمو ، مواقف داعمة للحكومة  الحالية،  مازالت تدفع  ما بذمة العراق من ديون جراء سياسة النظام السابق،  للأشقاء العرب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram