TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: ماذا بعد "نصف"عودة العراقية ؟

كتابة على الحيطان: ماذا بعد "نصف"عودة العراقية ؟

نشر في: 1 فبراير, 2012: 10:08 م

 عامر القيسيأخيرا عاد نواب القائمة العراقية الى مقاعد البرلمان ، وسواء كانت العودة بضغوط خارجية ، اميركية تحديدا ، أو بوساطات داخلية أو بضمانات لتحقيق بعض مطالب العراقية ، فان العودة  تحت قبة البرلمان وادارة النزاعات والاختلافات من خلاله موقف جيد ، لأن هذه العودة ستسهل عمل البرلمان وتحديدا في شأن اقرار الموازنة العامة للبلاد التي ينتظرها الجميع أو في اقرار وتشريع قوانين اخرى معطلة .
الهاجس الذي يسيطر على الجو الشعبي العام والنخبوي ايضا ، هو احتمال العودة الى نقطة البداية واستمرار الوضع على ماهو عليه ، أي اتفاقات وتفاهمات وضمانات يتنصل منها ائتلاف دولة القانون المعني الرئيسي بعودة العراقية والمعني الرئيسي ايضا بانسحابها ، وبالتالي نجد انفسنا في نفس الحلقة المفرغة التي ندور بها منذ سنوات والتي عطلت العملية السياسية والاعمار اذا كان ثمة اعمار .هذا الهاجس أو المخاوف ليس من صنع الخيال فلدينا تجربة ضخمة والحمد لله في اننا نتخاصم في كل القضايا المطروحة وننتظر الوساطات والتدخلات لنعود مرّة اخرى للعب دور " الاخوة الأعداء " في مشهد أشبه بالفرجة المسرحية ،لكنها فرجة تخلو من المتعة بل انها تثير الكثير من الاستياء والغضب الشعبيين لانها تؤثر مباشرة في حركة الحياة اليومية للناس بشكل سلبي ، وهي نتائج ملموسة لا تحتاج الى أدلة أو منظّرين ليدلونا على النار التي اكتوينا بها بسبب هذه اللعبة الكريهة التي دعت الآخرين في الخارج الى أن يتحولوا الى أوصياء ليقولوا لنا ماذا علينا ان نفعل وما علينا الا نفعله !!نعرف لماذا خرجت العراقية ولكن لماذا عادت نصف العودة هذه فهي قضية لم يفصح عنها احد، لا من العراقية ولا من دولة القانون ، ربما لاننا غير معنيين بما يجري امام اعيننا من وجهة نظر كلا الائتلافين ! أزمة  الثقة التي عبر عنها رئيس اقليم كردستان انها اكبر المشاكل التي واجهت وتواجه العملية السياسية في البلاد هل تمت معالجتها بعصا سحرية؟ هل سيسير المالكي وعلاوي يدا بيد خارج اطار البروتوكولات والابتسامات امام شاشات الفضائيات ؟ هل سيقتنع المالكي مثلا انه غير قادر ولن يكون قادرا على ادارة دفة البلاد لوحده مع حزبه ومستشاريه ؟ هل سيقتنع علاوي بان طريق الشكوى و " الزعل " المستمرين من التهميش والاقصاء هو طريق مسدود وان الطريق الصحيح هو المساهمة الفاعلة بتحريك الحياة في كل نواحيها من خلال البرلمان والحكومة معا ؟ هل بامكان علاوي أن يعطي الدليل القاطع على صدق توجهاته من خلال انجازات من الممكن تقديمها  للمواطنين عبر الوزارات المنوطة بائتلافه كاشفا الآخرين في سوء الاداء الذي يشكوه المواطن ؟أسئلة كثيرة بانتظار القادم من الايام للإجابة عليها من خلال سلوك الرجلين ،المالكي وعلاوي، ليقولا لنا مرّة واحدة على الأقل ان الصراع  بينهما من أجل مصالح الناس وقضاياهم وليس من أجل المناصب والاستحواذ والاقصاء ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram