اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مجاري العاصمة في إجازة طويلة..بغداد تغرق مع أوّل "زخّة " مطر!!

مجاري العاصمة في إجازة طويلة..بغداد تغرق مع أوّل "زخّة " مطر!!

نشر في: 3 فبراير, 2012: 07:26 م

 بغداد/ إيناس طارقالمطر نعمة السماء للأرض وسبب إدامة الخصب، وفي السابق حين كانت السماء تقحط على الأرض بزخات غيومها، يهرع الناس الى الدعاء وممارسة طقوس معينة كصلاة الاستسقاء مثلا من اجل هطول المطر، لكن اليوم المعادلة اختلفت فالمطر أصبح كابوسا مخيفا للكثير من شرائح المجتمع وخاصة الطبقة المسحوقة.
زخات المطر تصاعدت وتيرتها بعد ظهر يوم الأربعاء لتنشد بغداد مع السياب مطر...مطر.. مطر وترد عليه قائلة..قهر...قهر.....قهر!! حتى تثاقلت قطراتها  وعلت أصوات  الرعد وبعد ساعة من ازدياد نعمة السماء بدأت بوادر الأزمات، حيث انقطع التيار الكهربائي في معظم مناطق العاصمة، وغطت بغداد أجنحة الظلام، بعد أن رفض أصحاب المولدات الأهلية تشغيلها ورغم كل ذلك استبشر البغداديون خيرا، لاسيما بعد أن تأخر سقوط المطر في فصل الشتاء، نام البغداديون على أصوات تساقط القطرات التي اخترقت حاجز الجفاف، وروت أرض المدينة ومزارعها الجافة، وابتلت السطوح والمنازل، واغتسلت الأرصفة والشوارع، وفي صباح يوم الخميس اختفت الشوارع من مدينة بغداد بسبب هطول الأمطار بكميات كبيرة، ما أدى إلى تعثر حركة السير والمرور في الشوارع الرئيسة إضافة إلى طفح المجاري في اغلب مناطق العاصمة،  ومن كان لديه عمل طارئ خرج مضطراً لإكماله، والموظف كان يقف عاجزا وحائرا في كيفية الوصول إلى دائرته، وطلاب الجامعات والمعاهد كانوا مصممين من كلا الجنسين على عبور برك المياه على لوحات خشبية صفت بشكل عشوائي على حجر مختلف الأحجام.كل ذلك يجعل المواطن يتساءل عن عجز الأمانة عن الإيفاء بتعهداتها بمعالجة حالات الخلل في منظومة شبكة التصريف التي سقطت بالقاضية مع أول سقوط لزخات المطر. وتعذر خروج المواطنين من منازلهم لعدم تمكنهم من السير جراء دخول أمطار الشوارع إلى بيوتهم. وعبّر الكثيرون عن سخطهم وامتعاضهم من موجة الفيضانات وحملوا أمانة بغداد وهيئة خدمات بغداد والمجالس المحلية مسؤولية ذلك بدعوى عدم دعمها وإسنادها لأمانة بغداد في حملة الاستعداد لفصل الشتاء.rnأتعلم الأمانةأي حزن يبعث المطر؟!!للمطر صلاة خاصة يؤديها المسلمون إذا ما تأخر موعد هطوله، فضلا عن كونه رمزا للثورة والتغيير في الأدب والشعر تجلى بوضوح في قصيدة السياب الشهيرة " أنشودة المطر"..،وبالفعل ردّد أهالي بغداد مع السياب قوله "أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟"، وللمطر في عيون محبيه مساحات للعشق يملؤها إيقاع حباته المتساقطة من السماء، لتنبت مشاعر يصعب وصفها في تلك الأوقات، إلا انه أيضا لا يسلم من الذم والتذمر من البعض الآخر الذي يراه نقمة تربك مفردات حياتهم اليومية وتعطل أعمالهم نتيجة لسوء الخدمات الحكومية وانعدام بعضها تماما..المواطنون أين الخدمات؟ المواطنون علقوا بتذمر عن سوء الخدمات المقدمة من المجالس البلدية في عدة مناطق ومنها منطقة حي الجهاد التي صحا ساكنوها على غرق بيوتهم وخاصة في محلة "حي تبوك" السكني حيث صحت إحدى العوائل وهي تبحث عن ولديها الصغيرين  اللذين كانا ينامان في غرفة مجاورة، لكنهما لم يناما على سرير إنما افترشا الأرض،الأم لم تسمع صوتي ولديها فهرعت خائفة ومسرعة وفجاة أوقفها فيضان مياه الصرف الصحي لتجد ولديها مغمى عليهما من البرد ويرقدان بهدوء.  بكل صراحة لو كان السكان يستطيعون  نقل معاناتهم لنقلوها مباشرة عبر الإعلام والفضائيات لكن مع الأسف مازال الناس عندنا يتجنبون "الإعلام"، إضافة إلى أن الوضع الأمني غير المستقر يجعلهم يبتعدون عن المطالبة بحقوقهم.نعمة تتحوّل إلى نقمة تقول سناء محمد موظفة " اكو أحلى من المطر" بهذه العبارة بدأت حديثها  وأضافت: يصعب وصف تلك اللحظات التي أقف فيها أمام نافذة غرفتي لمراقبة هطول المطر.. فأصوات زقزقات العصافير وهي تلوذ بأغصان الأشجار في حديقة المنزل احتماءً من المطر، تحيل المنظر برمته إلى صورة كونية مبهرة من الجمال والألفة مع الطبيعة. حيث الأشجار التي تستعيد خضرتها بعد أن يغسلها ماء المطر تشع في النفس بهجة لا مثيل لها، زميلتها مها منصور علّقت: نحن نريد سقوط المطر لكن تردي حال الشبكة الكهربائية يرافقه رفض أصحاب المولدات تشغيلها كل ذلك يحوّل لوحة وجمالية سقوط المطر إلى منغصات ونرفض استقباله ضيفا عزيزاً. مما يجعل والحال هذه نعمة المطر تتحول إلى نقمة علينا بسبب سوء الخدمات الحكومية ونقصها بالتزامن مع هطول المطر.تتعطل الحياة حتى أن اغلب الناس وخصوصا الأطفال يعمدون إلى الخروج للشوارع وقت نزول المطر بفرح ونشوة، حيث تعد مناسبة هطول المطر مناسبة مميزة تستحق الاحتفال والسرور، على عكس هذه الأيام التي تغير فيها كل شيء وأصبحت هذه المناسبة هاجسا للقلق من طفح المجاري ودخولها إلى المنازل على الرغم من وعود أمانة بغداد مع بداية كل موسم حول استعدادها لموسم الأمطار وأخذها جميع الاحتياطات اللازمة لتفادي وقوع المشاكل، إلا أنها – أي الوعود – أول من يغرق بهبة السماء للأرض، مع أول إطلالة لها تغرق البيوت والشوارع وتتعطل الحياة وتفاصيلها الأخرى..rnفي الإعادة إفادةيا مجالس!! المجالس البلدية لم ت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram