بغداد ـ أحمد حسينعلى الرغم من المبالغ المهولة التي استنزفتها وزارة الكهرباء منذ العام 2003 ولغاية الآن، سواء كميزانيات تشغيلية أو استثمارية، إلا أن واقع الحال لا يبشر بخير في المستقبل القريب، ولا حتى البعيد على ما يبدو لتحسن مستوى التجهيز بالطاقة الكهربائية.
وفيما تضطر بعض المحافظات إلى القيام بأعمال قد تبدو غير منضبطة لتأمين الطاقة الكهربائية لمواطنيها، تتجه محافظات أخرى إلى التلويح باتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة الأزمة التي تعاني منها، وفي المقابل تأتي تصريحات المسؤولين في وزارة الكهرباء مستفزة لمشاعر المواطنين والمسؤولين المحليين على حد سواء.في هذه الصفحة، مواد متباينة عدة من ثلاث محافظات، إلا أنها تتشابه من حيث الموضوع الأساس وهو تدنى مستوى التجهيز بالطاقة الكهربائية، طبعا يستثنى من ذلك تصريحات وزارة الكهرباء الواردة على لسان المتحدث الرسمي باسمها، فهي كعادة المسؤولين في الوزارة طالما تأتي لتطمئن المواطنين بأن الطاقة الكهربائية في تحسن خلال الصيف المقبل او السنة المقبلة، في حين أن هذه التصريحات تكون استفزازية أكثر منها مهدئة.وتشير تصريحات عدد من أعضاء مجلس النواب ومسؤولين في الحكومة المركزية والحكومات المحلية إلى أن واقع الحال لا يبشر بخير وقد تستمر معاناة المواطنين في مختلف مناطق العراق باستثناء محافظات إقليم كردستان من أزمة الكهرباء الخانقة، فضلا عن تلميحات بوجود ملفات كبيرة عن فساد مالي وإداري وتصفيات سياسية تقف وراء عدم تحسن واقع الكهرباء، وفي المقابل ثمة تصريحات لمسؤولين في وزارة الكهرباء والحكومات المركزية والمحلية تتحدث عن مستقبل مشرق يبدد الظلام الذي يلف البلاد منذ سنوات، وان الصيف المقبل سيأتي بنعمة يلمسه المواطن بوضوح، ولربما سنسمع تصريحات تتحدث عن أن المواطن في الصيف المقبل سيهنئ بقيلولة باردة منعشة بعيدا عن القيض وينعم بنوم وأحلام سعيدة في الليل تحت سقف المنزل وليس على سطحها بحثا عن نسمة هواء ترطب جفاف صيفنا اللاهب.تدني ساعات تجهيز الكهرباء إلى أقل من ثلاث ساعات يوميا خلال هذه الأيام في بعض المناطق من بغداد يجعلنا نتخوف من الصيف المقبل، لكن التصريحات الحالمة تدعونا إلى أن نكون أكثر تفاؤلاً، وليس للمواطن من الأمر شيء سوى الانتظار، وقد اعتدنا الانتظار.