 بغداد/ المدىاعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن واشنطن لم تنسحب فعليا مع العراق، رغم سحب قواتها العسكرية بالكامل من هناك، وإنما استبدلت وجودها العسكري بدور سياسي لا تزال تمارسه.  وقالت الصحيفة إن أفضل ما يمكن أن يوصف به موقف أمريكا من العراق وسط أجواء الفوضى المتصاعدة حاليا في نهاية العام الحالي 2011 هو أن الولايات المتحدة تحولت من محتل عسكري إلى وسيط بين الفصائل السياسية العراقية المتناحرة،
 وهو وإن كان دورا أقل تكلفة إلا أنه مازال يشكل مغامرة مخيبة للآمال.   ورأت الصحيفة أن عودة الجنرال رايموند أوديرنو القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق إلى بغداد مؤخرا واجتماعه برئيس الوزراء نورى المالكي وخصومه، بادرة على هذا التحول من الوجود العسكري المباشر إلى دور المفاوض وأيضا إشارة لاستمرار الدور السياسي لواشنطن في العراق.   واختتمت واشنطن بوست تقريرها بنقل تعليق أوديرنو على مهمته في العراق الذي قال فيه إنه نصح جميع الأطراف التي التقى بها في بغداد بضرورة التهدئة، وقوله: لقد تعلمت ألا أبالغ في تقدير ما يجرى في العراق على المسرح السياسي، فهم يبدون أنهم قادرون على معالجة مشاكلهم، وعلينا أن نراقب الموقف عن كثب وأن يتسم رد فعلنا بالحرص الشديد طالما كان الأمر يتعلق بالعراق. وفي السياق ذاته ذكر مسؤول في السفارة اليابانية ببغداد، السبت، أن اليابان تلعب دورا مهما وعاجلا في مختلف القضايا التي تخص العراق ومنها تشجيع الحوار بين الكتل السياسية العراقية، فضلا عن حث الشركات الاستثمارية اليابانية على العمل في البلد، مبينا أن اليابان تلعب دورا مهما أيضا في إقليم كردستان وبالأخص فيما يتعلق ببرامج التنمية.وقال السكرتير الاول في السفارة جونشي سومي لوكالة كردستان للأنباء إن "الحكومة اليابانية تهتم بمسألة المصالحة السياسية في العراق وتدعمها"، مضيفا أن "شباط المقبل سيشهد ندوة لمساندة خطوات الحكومة العراقية في تحقيق ذلك". وتصاعدت حدة الأزمة بين ائتلافي العراقية ودولة القانون على خلفية إصدار القضاء مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتهمة دعمه "الإرهاب"، فيما اعتبر الهاشمي الاتهامات باطلة والاعترافات التي ادلى بها عناصر من حمايته "مفبركة".واضاف سومي ان "طوكيو نفذت خلال السنوات الماضية برنامجا لتدريب كوادر عراقية في مجالات متنوعة في اليابان وخارجها مما يسهم في تعزيز التعاون بين البلدين".وأشاد بنتائج زيارة المالكي الأخيرة إلى اليابان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وما أسفر عنها من اتفاقات عن توجه بلاده لتقديم المزيد من الدعم الاقتصادي للعراق".