ستوكهولم /علي النعيميفي كذا مقال كانت لنا وقفة تقترب من هواجس ومعاناة المدرب المحلي وهو يكابد الشقاء في عمله وظروفه الصعبة ووقفتنا اليوم تتعلق بمكانة المدرب المحلي على الخارطتين العربية والآسيوية وهل بإمكانه مواجهة خصومه تكتيكياً ومن ثم قيادة الفرق العراقية إلى واجهة الصدارة وبلوغ الأدوار الأخرى؟
نتمنى أن لا تفسر رؤيتنا التحليلية هذه على إنها انتقاص موجه لهم كوننا لا نزال نرصد الإحداث ونتابع المباريات وفقاً للظروف المحيطة بالواقع الرياضي وما يعانيه من مشاكل ولكنه في الوقت نفسه نتساءل : هل يشفع لنادٍ جماهيري بحجم أربيل إن يودع كل البطولات بداعي عدم التوفيق والنتائج القدرية والحظ العاثر والى غير ذلك من التبريرات؟قطعاً لا نظن ذلك وحيث أننا نعزو سبب الإخفاقات المتتالية للأندية العراقية إلى المدرب اولا ًومن ثم سوء التخطيط للهيئات الإدارية لأنديتنا جمعاء التي لا توجد في دساتيرعملها غير الفريق الأول والتهافت على تكديس اللاعبين الأكثر شهرة في العراق ويهملون بعين الرضا دور الفئات العمرية عِماد المستقبل!المصلحة التكتيكية عندما نشخّص ونقول إن المشكلة تكمن بالمدرب العراقي فأننا نعي ما نقوله في هذا الموضع وأسوأ ما في الأمر كونها تصطدم مع عقبة أخرى ألا هي الوسط الرياضي الكروي الذي بالرغم من وفائه وإخلاصه لأهل الكرة بحكم ما يملكه من باع طويل في مواكبة الأحداث الرياضية الكروية الرياضي إلا أن الكثير منه لا زال يجهل مفردة تكاد تكون من ركيزة من ركائز علم التدريب بأن هناك نوعين من المدربين، مدرب لديه فكر استراتيجي وقراءة دقيقة لواقع المباريات ولديه خطط بديلة ناجحة ومعالجات فورية تحد من خطورة الخصم وتوازي مجريات اللعب والتغييرات الطارئة في التشكيلة التي يفاجئه بها الخصم مثلا كي يتم تغيير طريقة اللعب من 4-4-2 والتي من شأنها أن تعطي توازناً محسوباً بين خطوط الفريق الثلاثة للإبقاء على حظوظه في تسيد الملعب إلى أسلوب 4-3-3 عند الرغبة في الهجوم لحظة مشاهدتنا المدرب الفريق الكويتي سلفا على سبيل المثل وهو يهم بسحب ظهري الدفاع نحو الداخل في خط الدفاع حيث تعتبرهذه التشكيلة من خطط اللعب الهجومية الفعّالة كونها تعتمد على اللعب السريع ونقل الكرة وصناعة الهجمة في النصف الآخر من مساحة الخصم وتسهم كثيرا على فتح مساحة لعب المساحات لدى الفريق الكويتي بسبب ما توفره من الكثرة العددية بحيث تعطي لشبهي الوسط في التحرك وتبادل المراكز وخلق مساحات كبيرة خصوصا لو أجاد احمد صلاح تبادل المراكز والحركة على قوس الجزاء لسحب الدفاع والانفكاك من رقابة المرزوقي وزميله الآخر ومع تفعيل ونقل اتجاه اللعب عبر الأجنحة او اللعب بأي تشكيل آخر حسب ما تقضية المصلحة التكتيكية الآنية في المباراة.لمسات اوروبية ساحرةإما النوع الآخر فهو مدرب مهني واقعي تطويري يعمل على رفع عطاء اللاعب ويطور مستوياته الذهنية والبدنية والفنية في الملعب ويبحث عن إيجاد البدائل في حالة غياب اللاعبين المهمين وصقل مهاراتهم ولياقاتهم وزرع الثقة في نفوس اللاعبين كما يمتاز بقيادة عالية والقائمة تطول في هذا الأمر وهو مثال شائع ومتوفر في الملاعب العراقية.لذلك نجد أن من يجمع كلا الخصلتين في علم التدريب فأنه بالتأكيد سوف يصبح من جيل العمالقة كأمثال أريكسون وفيرغسون وآرسين فينغر وخوزيه مورينيو داهية التكتيك الستراتيجي والذكاء الميداني في اللعب أو على طراز الايطالي ساكي والنرويجي أولسن واخيراً بيللغريني.ومع ذلك نجد ان هناك الكثير من المدربين قد وضعوا لمساتهم السحرية على الفرق الأوروبية لكنهم استعانوا بمدربي التكتيك والتحليل وتم إضافتهم إلى الملاك التدريبي من دون أن ينظروا إلى عناوينهم أمثال الاسباني بنيتيز وريكارد وغوارديولا الخ. في مباراة أربيل والكويت الكويتي ارتقبنا كثيرا إن تأتينا الحلول والمعالجات الفنية للجهاز التدريبي وخصوصا في خطي الوسط والهجوم اللذين كانا بحاجة إلى عمل زيادة عددية في الثلثين الثاني والثالث من اللعب نتيجة تراجع لاعبي الارتكاز الكويتي إلى الدفاع وبدلا ًمن ذلك شاهدنا أربيل يهاجم باثنين في اغلب لحظات المباراة برغم إهداره لأكثر من فرصة ومن ثم يتحول إلى ثلاثة بالاعتماد على هولكرد ومهدي واحمد صلاح.والغريب في الأمر أن هكذا تشكيل يجب أن يقابله تشكيل إما 4-4-2 مع التركيز على الظهرين بالانطلاقات الهجومية من اجل الزيادة العددية او يتبعه تشكيل 4-3-3 مع جعل مهاجم رأس حربة ودفع هولكرد او مهدي عند الأجنحة ليتيح لخط الوسط عمل الزيادة عددية وكثافة مع التنويع في طرق الأساليب الهجومية وكان أسهل الحالات مثلاً هو لعب حالات الجدار واحد اثنين عند الإطراف نظرا للبطء والضعف في تكنيك اللاعب الكويتي الجناح الأيمن وضعفه في حالات واحد ضد واحد على أسوأ احتمال أو الرجوع إلى طريقة اللعب القديمة 3-5-2 أن كانت رؤى ثائر احمد تتطلب ضرورة اللعب بالعمق ومن ثم التوزيع على الأجنحة أي ترك حرية الانطلاق للأشباه او الظهرين التحرك وخلق المساحة مع غلق مساحة اللعب في وسط الميدان.قطوف من شجرة المآسيإننا عندما نتكلم في هذه النقاط ندرك في حقيقة الأمر كثرة الأسئلة التي نقرأها من على شفاه
رؤية تحليلية عقب خسارة أربيل الموقعة الآسيوية
نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 04:25 م