TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة: درس بور سعيد

نبض الصراحة: درس بور سعيد

نشر في: 5 فبراير, 2012: 06:54 م

 يوسف فعلقتلى أبرياء..وطعن بالسكاكين ..وتصرفات عدوانية شهدها ملعب بورسعيد في مباراة الكارثة بين ناديي الأهلي والمصري ضمن الدوري المصري عكست حالة الانفلات الأمني والأخلاقي في صفوف المدرجات حولت الإخوة إلى أعداء وروح المحبة إلى الانتقام والعشب الأخضر إلى اللون الأحمر للدماء الغزيرة التي سالت عليه من لاعبي وجمهور الأهلي ، وجمالية الأداء المهاري إلى نزالات بالملاكمة والرمي بالجمهور من أعلى قمة في الملعب في مناظر بشعة اقشعرّت لها الأبدان وهزت الضمائر وأدت إلى تداعيات خطيرة في المجتمع المصري مازالت إرهاصاتها مستمرة.
وتتصاعد التظاهرات في جميع المحافظات المصرية لتكشف بمطالباتها العديد من الخيوط السرية التي حاكت مؤامرة ذبح الأبرياء الذين جاءوا للتمتع بمجريات كرة القدم الذين تحولوا في برهة إلى جثث هامدة وصل عددها إلى أكثر من 75 شهيداً، كانت كفيلة بإقالة اتحاد الكرة المصري ليكون كبش الفداء لإنقاذ ماء وجه الجهات الأمنية التي خذلت الجميع لإيقاف ثورة الجمهور الغاضب العدواني الذي كان كالثور الجامح لقتل كل من يرتدي اللون الأحمر من النادي الأهلي ، ومازالت القضية مستمرة وفيها من الإسرار مازال مكبوتا في دهاليز الأمن المصري .إن درس كارثة بور سعيد لا يمكن أن يمر مرور الكرام ولابد استخلاص الدروس والعبر منه لتجاوز تلك الحالات المعيبة والمسيئة لمنظر الرياضة السمحاء الرافضة لتواجد المشاغبين ومحبي إثارة المشاكل في أروقتها، لأجل تنظيف ملاعبها من الخارجين على القانون برغم أن جمهورنا كان مميزا في الأعوام السابقة التي شهدت انفلاتا امنيا ، ولكنه بقي متماسكا قبض على جذوة نار الاختلافات بيده ، وقلبه ينبض بحب فرقه لأنه جمهور  واع ومحب لكرة القدم وجماليات الأداء الفني، ويمتلك خلفية تاريخية وأخلاقا وتقاليد عاليتين لا يمكن تخطيهما بسهولة أو تسمح له نفسه العبث بأرواح إخوانه من الفرق المتنافسة الأخرى ، ومع ذلك يجب على اتحاد الكرة عدم ترك الأمور على الغارب وذلك من خلال مخاطبة الأندية وروابط المشجعين بضرورة التشجيع النظيف والابتعاد عن التعصب الأعمى وعدم الانقياد إلى الأصوات النشاز التي تصدر من هنا وهناك لإثارة المشاكل والرقص فوق الأزمات لغايات في نفس يعقوب ، مع ضرورة إصدار العقوبات الرادعة بحق كل من تسوّل نفسه السعي لإحداث الشغب في المباريات مادام الأمر مسيطراً عليه الآن وليس هناك ما يدعو للقلق ، لكن الحذر واجب والوقاية خير من العلاج وناقوس الخطر لابد  من أن يصدح في أذهان الجميع للعمل بتكاتف ونكرن ذات لتخطي مرحلة مهمة من منافسات الدوري ، لكي يستمتع الجمهور بمباريات جميلة بعيدا عن هواجس القلق والخوف من دخول الملاعب بعد كارثة بور سعيد التي أخطأ الاتحاد المصري في التعامل مع أحداثها بطريقة احترافية تتناسب مع أهمية الوضع الداخلي لمصر.ووفق تلك المعطيات لابد من إدارات الأندية واللاعبين والمدربين   والجمهور التهدئة أثناء المباريات وعدم القيام بالحركات المبالغة لإثارة عواطف الجمهور وتأجيج الروح الانتقامية لديهم على الحكام للتهرب من تحمل مسؤولية الهزائم لأنه إذا تفجرت أزمة الشغب من الصعب السيطرة على انهيار سدودها وإيقاف جريان الغضب إلى أزمات أخرى ،فكرة القدم هي رسالة محبة وتآخ وسلام في بلادنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram