إياد الصالحيكل يوم تكشف مذبحة بور سعيد في مصر العزيزة التي راح ضحيتها اكثر من 70 قتيلاً واضعاف هذا العدد ما بين جرحى باصابات خفيفة ومؤثرة، اسراراً خطيرة تزيد من دهشة المتلقي سواء أكان مصرياً ام عربياً أم في جميع انحاء الكرة الارضية بعد ان ادمت الفاجعة قلوب الانسانية من دون ان تبالي للجنسية او الدين او العرق، فالجميع لفحتهم نار الغضب على من تجاهل مصير البشر يتنفسون جحيم نار التعصب والحقد خلف بوابات ملعب أُحكمت عن عمد بحسب الشهود، خبأت لهم موعداً قاسياً مع القدر في ليلة الرحيل الى القبر.
أمس الاحد تلقى (المدى الرياضي) تقريراً ساخناً من الزميل احمد جلال مراسل مجلة (حوار سبورت) بشأن ظهور حقاق جديدة تميط اللثام عن كثير من الالغاز التي ظل الاعلام المصري يتناولها بحذر في الايام الماضية تمهيداً للتحقق منها، معلومات تهز نياط القلب في سرد مهني مقتدر اجاد به زميلنا جلال وهو يعيش محنة أهله بوجدان صادق حرصاً على كشف المستور الذي يراد له ان يبقى في قبو الصراعات اليومية بين المنتفعين من بقاء التوتر سائداً في الشوط الثاني ما بعد اطلاق الحرية صفارة عهد جديد للفراعنة في 25 كانون الثاني 2011.قد ينظر كل منا الى الكارثة برؤية مختلفة عمّا يراها أهل مصر انفسهم لكننا نتساءل بعفوية: ألم تكن الكرة المصرية نفسها تشهد المنافسة التكتيكية "المروعة" داخل المستطيل الاخضر بين قطبيها الاهلي والزمالك تحت انظار اكثر من 100 الف مشجع من انصار الفريقين اللدودين ايام العهد السابق من دون ان نرى قطرة دم واحدة تسيل على ارض الكنانة بوحشية كالتي استهوت المشاغبين في بورسعيد بالرغم من ان رجال امن الملاعب انفسهم يواصلون خدمة بلدهم في العهدين، أليس من الغريب حدّ الذهول ان تبقى الكتل (اللحمية) من أولئك الرجال وهم متسمرون في اماكنهم وكأنهم غير معنيين بما يجري من ذبح وجرح وخنق وحرق لإخوانهم وراء ظهورهم ؟!نعم هناك ملابسات كارثية اشار لها جلال في تقريره عن تصفية حسابات تصل الى تهمة التواطؤ لابد ان تكون واضحة الشخوص والمواقف والداعمين لما اقترف من ذنب بحق ثلة من الشباب الطامحين الى رقيّ انديتهم واعتلاء كرة مصر المستوى الاول تنظيمياً وفنياً وادارياً وتحكيمياً بين الدول العربية والافريقية تحدياً لظروف ما بعد ثورة ربيعهم العاصف التي يبدو ان البعض يريد ان ينتقم منهم واحداً واحداً ويقبرهم احياءً تنفيساً لخلجاته او انصياعاً لأوامر اسياده!هناك عشرات من امثال رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر يجدون في بقائهم على سدة الحكم الكروي كمن عثر على مفتاح التمليك في صندوق الانتخاب ويرفض اخلاء الاتحاد لغيره حتى لو على جثث ابناء وطنه، فالعبرة التي فطن اليها زاهر بعد تعنته برفض الاستقالة أول الأمر، إن كل شيء يهون ويقبل التضحية من اجل التضامن الشعوري كإنسان وليس مسؤولاً مع دموع الامهات التي لن تغمض جفونها حتى تظهر التحقيقات ادوات ورموز الجريمة وعزاؤنا ان ما زال في مصر حكماء ينهلون الصبر من (ابو الهول)، ويغرفون الحنكة من اعماق النيل، ويضربون بقوة ملايين (الحرافيش) الذين يتطلعون لاكتمال بزوغ شمس الحرية في عيون شباب القاهرة والاسكندرية ودمياط وغيرها مهما طال الزمن.
مصارحة حرة : محنة (الحرافيش)!
نشر في: 5 فبراير, 2012: 07:12 م