بغداد / المدى حوادث المصاعد لها أكثر من سبب... أولها الإهمال... وآخرها عبث الأطفال لغياب المراقبة من قبل الأسرة والنتيجة واحدة... حادث مؤلم... ودائما لا يتحرك احد إلا إذا كان حجم المصيبة كبيرا! في هذه الحادثة... لولا تدخل الدفاع المدني لكانت المصيبة أعظم...
كان الصغير (أحمد) قد حشرت ساقه بين طابقين... تأخرت الإسعاف والشرطة وتأزم الموقف ولكن حضور سيارة الدفاع المدني عالجت الموقف وأنقذت أحمد... وإليكم القصة من البداية... ذات يوم ذهب احمد وأسرته لزيارة خاله المقيم مع جدته في عمارة في شارع حيفا! كان احمد مريضا وعنيدا مثل اي طفل في عمره! ولكن احمد لم يكن يعلم أن شيئا ما كان يختبئ له قبل أن يركب المصعد الذي كان يفرح عندما يستقله! كانوا جميعا سعداء بحضورهم مناسبة ولادة الرسول الأعظم (محمد)... كانت المراجيح تملأ الشوارع بالقرب من جامع صندل... لم يستطع (احمد) أن يقاوم كل هذا وهو ينظر إليها من شباك شقة خاله... وعلى الفور ذهب الطفل إلى والدته يطلب منها النزول الى الشارع لكي يلعب ويلهو قليلا.. رفضت الأم... ولكن احمد استعمل سلاحا لا يقاوم بكى أمامها راجيا بدموعه أن يحصل على الموافقة وأمام بكائه تركته الأم بشرط الا يتأخر كثيرا حتى يعودوا إلى منزلهم قبل قدوم المساء... لم يكن يعلم الصغير ان هذه النزهة ستكون محفوفة بالآلام! عدة ساعات قضاها احمد عاد بعدها الى بيت خاله... أمام المصعد وقف الصغير! دقائق ويصل ليفتح أبوابه... دخل احمد.. جدته تسكن الطابق العاشر.. ضغط على الزر... سيناريو مرعب كان ينتظر الصغير! بين طابقين دارت أحداث مرعبة يصعد المصعد سريعا وأثناء صعوده وضع احمد قدمه على حافة المصعد... وفجأة تنزلق قدمه وتنحشر في الصعود... احمد يصرخ ويستغيث لكي ينقذه احد... لم يسمع احد صوته إلا أن توقف المصعد في الطابق السادس... قدم الصغير لا تزال محصورة بين المصعد والحائط... أحس في هذه اللحظة أن الموت أصبح قريبا منه! سمع صراخه بعض الساكنين في الطابق السادس... خرجوا في محاولة لإنقاذ الصغير من براثن المصعد... الأب يحاول مع الجميع والأم تصرخ بدموعها تطلب الإنقاذ... الحل الوحيد كان أبشع من أن يتصوره احد ولكن كان هم الجميع أن يتثبتوا بالأمل في إنقاذ احمد وقدمه المحشورة بين الحائط والمصعد.. الساعات تمر واحمد يصرخ.. أنا راح أموت... الأم وقعت مغشيا عليها وتماسك الأب محاولا مع غيره إنقاذه من الموت! احضر مطرقة وفأس في محاولة لإخراج ابنه من ذلك المأزق لكن من دون جدوى... صراخ الصغير كان يقطع في القلوب.. اتصل الجيران بالنجدة والسيطرة القريبة.. حضرت النجدة والدفاع المدني وبدأوا بتخليص قدم أحمد من بين المصعد والحائط.. كانت تنزف دماً.. الإسعاف لم تصل.. لم ينتظر رجال الدفاع المدني كثيرا حملوا الطفل إلى مستشفى الكرامة في سيارتهم وهناك قام الأطباء بإجراء عملية جراحية لقدم احمد وبعد ساعات كثيرة قضاها الصغير داخل غرفة العمليات خرج ليحمله الأب عائدا إلى بيته!.. الأب التقينا به وقال: " كان حادثا رهيبا... لن أنساه أبداً... ساعة كاملة قضاها ابني بين الحياة والموت... ساعة كاملة ونحن عاجزون عن إنقاذه.. كان يصرخ ونحن لا نعرف ماذا نفعل له! الحمد لله لولا رجال الدفاع المدني لضاع مني ابني! وقال لنا بعض سكان العمارة... إنها ليست الحادثة الأولى في هذا المصعد... من قبل سقطت أرضية المصعد وكان بداخله رجل مسن ولولا انه تشبث جيدا لكان مصرعه في الحال والحمد لله انه لم يكن هناك أطفال في وقت الحادث.. كل المصاعد لا تجري لها صيانة دورية والجميع يشكون من ذلك... أكيد أن الحادث لن ينسى من قبل سكان العمارة كذلك لا يستطيع الصغير احمد أن ينساها واقسم أمام والده بأنه سوف لا يصعد أي مصعد وحده في المستقبل... عمر جديد كتبه القدر لهذا الصغير!
ساعة كاملة قضاها الطفل بين الحياة والموت..وداخل المصعد!
نشر في: 5 فبراير, 2012: 07:14 م