إياد الصالحيكنت تساءلت مرة هنا : لماذا يحتمي رئيس اتحاد الكرة حسين سعيد بالحجج والمبررات والاسانيد التي يقدمها عنه بالنيابة عضوان في الاتحاد ربما يجتهدان بما يملكانه من ثقافة في طرح الموقف من وجهة نظرهما الخاصة الا انها تحسب رسميا على موقف الاتحاد من دون مشورة سعيد نفسه
الذي اعتاد ان ينزوي بعيداً عن الاثارة ويراقب تقاذف حمم التصريحات طالما ان هناك من يتطوع للهرولة الى الساتر الاول في معركة اتحاد الكرة مع خصومه ومستعداً للتضحية ودفع ثمن مغامرته باحتراق ورقته وسط خنادق الانتخابات المستعرة !بلا شك ان شخصية رياضية نزيهة ومخلصة مثل محمد جواد الصائغ الذي خدم الكرة العراقية لأكثر من اربعين عاما وعمل باجتهاد منذ انضمامه الى مجلس ادارة الاتحاد في حزيران عام 2004 وله حضوره الفاعل في مدينة النجف وقدم خلاصة خبرته لضمان انجح البطولات في المواسم السابقة قبل ان يعلن انسحابه من الاتحاد بعد انتقاداته اللاذعة والصائبة للفوضى العارمة في آلية ادارة شؤون اللعبة ، ولم تخلُ صحيفة ( سبورت تودي) التي توقفت لظروف قاهرة من مقالات وموضوعات وتحليلات كان يكتبها الصائغ بحذلقة عالية نالت اعجاب الإعلاميين انفسهم دلالة على ثبات مبادئه وشجاعته في احقاق مايراه لصالح اللعبة وليس لأشخاص الاتحاد فبيّت له ( اولاد الحلال) النية في ليل داج واقروا اجراء بطولة الدوري قبل موسمين خلافا لما اقترحه باعتباره عضوا في لجنة المسابقات وقدم استقالته على الفور معلنا فتح جبهة عريضة ليس مع سعيد فقط ، بل مع نائبه الاول ناجح حمود ، اما بقية اعضاء الاتحاد فوصفهم بانهم غير مؤثرين ولا يملكون الصلاحية لتغيير سلبيات الاتحاد وهو وصف دقيق ، ونزيد عليه انهم كانوا ومازالوا شهوداً ثقاة لما تعرض له الاتحاد من انقلابات داخلية على مركز اصدار القرار في غياب رئيسه الدائم ومدى الضعف الذي رسمته سياسة الاتحاد محليا وخارجيا قبل ان يعلن امين السر احمد عباس البراءة منه مع زميله باسم الربيعي للتملص من مأزق رميهما في الساتر الاول وسط ألسنة لهب النقد الإعلامي والجماهيري مع ايمانهما بعدم الجدوى من التضحية في قضية خاسرة !لسنا ضد قرار الصائغ باختياره الدفاع عن اتحاده بالطريقة والمنطق والاسلوب اذا كان يؤدي الى اقناع الآخرين الذين لديهم الحق نفسه وبالطريقة ذاتها للرد او تفنيد حججه وطروحاته شرط ان يرى جميع اقلام الصحفيين بلون واحد مهما اختلفت تعابيرهم واشكال خطوطهم فهم اصحاب فكر حر ولا يوجد بينهم من ينضح اناء مهنيته بالسوء ضد احد ، وفي المقابل من يجد نفسه يقف منفرداً ومستبداً بآرائه ويرفض الاذعان للرأي الآخر فيبقى يدور في حلقة مفرغة الى ان يصل الى مرحلة التهميش والتغريد لوحده ولن يجد ناصرا يعضد قوله.نأمل ان يستعيد الخبير الرياضي الصائغ قناعاته السابقة عن الاتحاد والمنشورة في صحف يراها اليوم تصطف ضد الاتحاد ( من وجهة نظره) ولا اعتقد ان شيئا منها قد تغير بعد عدوله عن الاستقالة لاننا نعرفه رجل مبدأ غير متلون ويحرص على ان تكون الكرة العراقية في المقام الاول عربيا وآسيويا ولا تتراجع بشكل مرعب كالذي يحصل اليوم بسبب ارتجالية التخطيط وانتقائية آلية العمل غير المناسبة مع ظروف الاندية ومنتخباتنا . والأهم من كل ذلك ان يدافع الصائغ عن حق انتخابي مكفول لكل من تؤهله امكاناته لقيادة الاتحاد لا ان تكون دفاعاته لرسم مصلحة الاتحاد الحالي ، ويضع البدائل ويدلي بدلو لا يثير الحساسية ، منطلقاً من مصلحة جماعية تضم كل الاطراف بعيدا عن الاقصاء النوعي لمن لا يتوافق مع سياسة الاتحاد او تحدي رئيس لجنة الانتخابات الدكتورعلي الدباغ الذي تسلم ملفها من ناجح حمود وشارك الصائغ نفسه مع اعضاء الاتحاد في اجتماع دعاهم اليه على مأدبة الافطار، واتفق الجميع على نقاط واضحة كشف عنها الدباغ للزميل اكرام زين العابدين الصحفي الوحيد الذي كان حاضراً ونقل تصريحاته بدقة من دون زيادة او نقصان ونستغرب ان يشكك الصائغ في حواره للزميلة (الرياضة والشباب) بما نشرته ( المدى) عن لسان المسؤول !اعتقد ان اعضاء اتحاد الكرة بحاجة الى وقفة متأنية لمراجعة المواقف المختلف عليها من الجوانب كافة ولا يفسدون عمل اللجنة العليا المشرفة على انتخابات اللعبة ويستنجدون بـ(فيفا) الذي لا تهمه مصلحة الكرة العراقية بقدر تثبيت سطوته على الاتحادات الاهلية في العالم ، فتمييع الوقت وعدم التزام الاتحاد بموعد اقامة الانتخابات نهاية الشهر الجاري كما اصرّ ناجح حمود على الإيفاء به في مؤتمر فندق السدير سوف يستنزف حلولا توافقية ممكنة وربما يُلقي بكرتنا في غياهب المجهول وتلك خسارة ما بعدها خسارة! Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: الصائغ في الساتر الاول!
نشر في: 6 أكتوبر, 2009: 04:31 م