اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > موقف واسم..لافروف.. فيتو الحرب الباردة

موقف واسم..لافروف.. فيتو الحرب الباردة

نشر في: 5 فبراير, 2012: 09:47 م

 كتابة ورسم: عدنان أبو زيد لافروف وزير فيتو قوي ومخضرم، ورمز روسي غير مهادن في (أَوْزارُ الحرب) في زمن افتقد ثنائية القطب، وبات حكرا للسياسيين المرتزقة. فلسفته واضحة : " التغيير" الاستعماريّ يسعى الى حضارة فاوستيّةُ في منابع النفط، وتحويل البلدان الى مستعمرات باسم (الحرية)، لكن وراء الأكمة ما وراءها.
المدمن إلى حد المرض بالدبلوماسية، وصاحب (الخدمة الطويلة )، إطلالة من زمن الحرب الباردة على الحاضر، كان على الدوام، شديد أسْرِ مجايليه من القادة، ليس لخبرته فحسب، بل لحرفيته، وجديته، نائيا بنفسه عن الاصطفافات، محوّلا الوظيفة السياسية، الى كيان مستقل ينتزع التفويض من مصلحة بلده، لا من أهواء الساسة. لافروف بوصف دبلوماسي روسي، كافح بجدية منقطعة النظير استحواذ الغرب لأجندة الإحداث، وسعيه الى النفوذ من جديد إلى المستعمرات القديمة.هذا في الخارج.أما في الداخل، فقد أوقف استلاب الأجندة الخارجية الناجمة عن فوضى ما بعد (السوفييت)، على يد موالين للغرب، وسياسيين منهارين من جوقة جورباتشوف والنخبة الضيقة ممن التفت حول يلتسين، وأذاقته حلاوة التملق للغرب....البعض يرى فيه حنينا و طرَبا شيوعيا، على رغم ما يبديه من عدم اكتراث الى ماض ترعرع بين تفاصيله، ونهل من ثقافته.ومنذ العام 2004 حين عيّنه الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين وزيرا للخارجية خلفا لـ( إيكور إيفانوف)، تماهيا مع متطلبات مرحلة انحسر فيها القطب السوفياتي، مقابل تزايد نفوذ واشنطن والغرب.حرص لافروف طيلة فترة رئاسته للخارجية الروسية، على استقلالية قرار موسكو، متشبثا بسياسة خارجية منذ الزمن السوفياتي : عدم الرضوخ لأجندة الغرب الساعية الى إضعاف (الدب)، والتغلغل بين مناطق النفوذ الروسي الحيوية.  في وصف له مثير قال صحافي روسي: دبلوماسي أولا، وسياسي ثانيا، لكن فيه حنين الى الزمن الماضي وان لم يشعر هو ذاته بذلك.  آخر نزالاته في الملاكمة السياسية، جولة ساخنة في مجلس الامن حول سوريا، مدافعا بقوة أمام قرار بلاده حول ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري باعتباره شأنا داخليا، وعدم تحول مجلس الأمن إلى قوميسار احتلال. هيلاري كلنتون التي تحاوره دائما باعتبارها وزيرة خارجية، غالبا ما تصطدم معه، فالعناد الروسي، لمّا يزل بادي العيان على رغم تغير الظروف، وهو عناد كامن كانت تضلله القوة السوفياتية في الماضي، اما اليوم فهو مكشوف الجناح بقدر ما، لكنه مهيب.سيرة الدبلوماسي المخضرم..مندوب روسيا في الأمم المتحدة لعشر سنوات (1994-2004)، مستفيدا من قدرته على الحوار بألسن عدة بينها الروسية، و الانكليزية والفرنسية. مولود في موسكو لأب أرمني، ونتاج حقبة شيوعية، وحامل لثقافتها حيث تخرج من معهد موسكو للدراسات الدولية العام 1972، متقلدا مناصب دبلوماسية بعد تخرجه. ومنذ بداية الثمانينيات، كسب تجربة في العلاقات الأممية، حتى تقلد منصب سفير روسيا الدائم في الأمم المتحدة، ليترأس مجلس الأمن عدة مرات آخرها العام 2003.لافروف متزوج، وله ابنة اسمها أيكاتيرينا، تقول عنه انه عنيد وطيب.وحين يقلّب المفاوض العنيد، صفحة السياسة، يجد نفسه عازفا للجيتار وشاعرا، وفي كل لحظاته الممزوجة بقلق السياسة، واسترخاء الفن، يحرص على التدخين بشراهة....لافروف المغرم بشيخ الدبلوماسية الروسي غروميكو، يتذكره دائما حين يكتشف صدق ما قاله يوما : "الأطماع الجشعة لدى الآخرين تتيح المجال للمشاغلة الدبلوماسية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram