بغداد/ المدى بعد أقل من شهرين على الانسحاب الأمريكي من العراق، تتزاحم الفصائل المسلحة على تنظيم مهرجانات ومؤتمرات للاحتفال بخروج الأميركيين، وتتنازع الفضل في دفعهم خارج البلاد. يؤكد كل فصيل أنه يمثل المقاومة الحقيقية في العراق التي دحرت الأميركيين دون أن تتلطخ أيديها في دماء العراقيين.
إلا أنه في الوقت ذاته تكشف هذه المهرجانات عن وجه جديد لتلك الفصائل. ففي الفنادق الكبرى أو في الساحات العامة تغيب صور المسلحين الملثمين وبدل كلام الوعيد، يفيض الكلام السياسي وإن كان بصبغة دينية.وحسب (بي بي سي العربية) فأن معظم الفصائل تحاول البحث عن دور جديد لها في العراق ومعظمها يتحدث عن الانتقال إلى المقاومة السلمية عبر الانخراط في العملية السياسية.أول من أعلن تحوّله إلى العملية السياسية هو عصائب أهل الحق التي كانت تعتبر وكتائب حزب الله من أبرز الفصائل المسلحة في جنوب البلاد التي ألحقت أضرارا بالأميركيين وظلت تترصدهم حتى خروجهم النهائي من البلاد. منذ أسابيع أعلنت العصائب، أنها مع خروج الأميركيين ولن ترفع السلاح مجددا وأنها تسعى للمشاركة في العملية السياسية، وهو ما رحّب به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.أما كتائب حزب الله العراقي فنظّمت يوم السبت أول مهرجان شعبي لها، مستوحى إلى حدّ بعيد من مهرجانات حزب الله اللبناني. إلا أن التنظيم العالي للمهرجان لم يخف التلبّك السياسي للكتائب التي قدّمت المتحدث الرسمي عنها كأرفع مسؤول فيها.إلا أن ما استشفي من أحاديث جانبية مع مسؤولين رفضوا التعريف عن أنفسهم رسميا على انهم قياديون في الكتائب، ان الكتائب مستعدة لدعم العملية السياسية للحكومة. وماذا عن السلاح؟ "لكل حادث حديث"، يردّ الشيخ جاسم الساعدي من الكتائب مضيفا: "أي حديث عن السلاح يكون حتى إشعار آخر. فنحن لدينا مرجعيات نعود إليها وإذا ما فكّر الأميركيون بالعودة إلى العراق بأي شكل من الأشكال، فسنحمل سلاحنا من جديد".يبقى الفصيل الأبرز وهو لواء اليوم الموعود، الجناح العسكري للتيار الصدري الذي يؤتمر بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. حاليا يجمّد اللواء نشاطاته المسلحة. إلا أن الصدر حذّر الأميركيين مؤخرا وعلى خلفية استخدامهم طائرات مراقبة دون طيار لمواكبة مسؤوليهم في العراق، انه لن يسكت عن أي تكرار لما اعتبره "انتهاكا للسيادة العراقية"، داعيا الفصائل كافة للتأهب في حال استوجب الرد.لا يختلف المشهد على الجانب الآخر كثيرا. فعدد كبير من المجموعات المسلحة اجتمع في إطار مؤتمر فصائل المقاومة بقيادة رئيس دار إفتاء السنة والجماعة مهدي الصميدعي، الذي كان يوما من أهم قياديي الفصائل المسلحة.تحت رعاية رئيس الوزراء، أطلق المجتمعون شعارا جديدا هو من "الدفاع إلى البناء" لخّصوا فيه مشروعهم المستقبلي القائم على التحوّل إلى مقاومة سلمية تسعى "لبناء ما هدّمه الأميركيون وتخليص المجتمع من مخلّفات الفيروسات التي تركها الأمريكيون في العراق"، حسب وصف الصميدعي.أما بالنسبة لمصير الذخيرة التي بحوزة هؤلاء، فيشير مشاركون في المؤتمر إلى أنها باتت الآن تحت ظل العلم العراقي دون توضيح أكبر في هذا الشأن.
الفصائل المسلحة تبحث عن دور بعد الانسحاب
نشر في: 5 فبراير, 2012: 10:58 م