TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن :الأفضل للمالكي.. علاوي أم بشار؟

العمود الثامن :الأفضل للمالكي.. علاوي أم بشار؟

نشر في: 5 فبراير, 2012: 11:07 م

 علي حسين  هل من مصلحة المالكي أن يستيقظ ذات يوم ليجد أن القائمة العراقية قد اختفت من الوجود وأصابها زلزال مثلما يتمنى بعض المقربين من رئيس الوزراء؟ السؤال قد يبدو ساذجا، لكن الوقائع تقول إن البعض يتمنى لرئيس الوزراء أن يجلس إلى جانب بشار الأسد، أو حتى نتنياهو، المهم ألاّ يكون هذا الشخص إياد علاوي. وسأطرح السؤال بصيغة أخرى: إذا كانت العراقية بقيادة إياد علاوي متهالكة ومتداعية وأحيانا لا تملك قرارها..
فهل من مصلحتنا أن نترك بعض السياسيين ينفذوا كامل مخططاتهم للتخلص من خصومهم، لكي يتفرغوا لنا بعد ذلك؟ والسؤال الأهم هو: إذا كان على المالكي أن يختار بين علاوي وبشار الأسد فمن سيفضل؟ قد يبدو السؤال عبثيا وقد يسارع البعض ليقول إن حكومتنا تسعى لمساعدة الأشقاء السوريين في تجاوز محنتهم وإنها غير معنية ببشار الأسد كما صرح الناطق الحكومي علي الدباغ.. لكن الكلام والبيانات شيء والأفعال والنوايا شيء آخر.مناسبة أسئلتي الساذجة ربما والسطحية بنظر البعض هي أنني اشعر في كثير من اللحظات أن بعض صانعي القرار عندنا يخلطون بين ما هو شخصي وما يهم مصلحة الوطن، فتراهم يجاهرون شركاءهم السياسيين العداء ويتلمسون الأعذار لمن يقتلون شعوبهم.  لا أريد أن أقول إن علاوي ومعه أعضاء العراقية ملائكة، ولست في وارد الدفاع عنهم، كما أنهم ارتكبوا من الأخطاء والخطايا الكثير مما يجعلنا نتهمهم بتسهيل الفوضى السياسية، لكن برغم كل ذلك فهم حركة سياسية، قد يكونوا اخطأوا مرات ومرات، وقد لا يكونون على هوى البعض من الأحزاب السياسية المتنفذة، وبرغم ذلك فخلاف المالكي ودولة القانون معهم ينبغي أن يكون في خانة الخلافات العابرة، فمن غير المعقول ولا المقبول أن يسعى البعض من المقربين للمالكي إلى مد يد العون للنظام السوري، وفي الوقت نفسه يشيحون بوجوههم عن شركاء لهم في ما أسموه هم بحكومة الشراكة الوطنية التي صدعوا رؤوسنا بها. أليس غريبا أن ينسى المقربون من رئيس الوزراء أن وزير خارجية سوريا وليد المعلم ظل لآخر لحظة يرفض زيارة العراق لان المالكي في الحكم، لماذا نسوا أن صاحبهم بشار قال ذات يوم: "إن الدول العربية قد فوضت وأعطت سوريا الملف العراقي".من غير المعقول أن يطلب من العراقيين أن ينسوا أن المالكي قال ذات ليلة "لماذا الإصرار على إيواء المنظمات المسلحة والمطلوبين للقضاء العراقي والإنتربول على الأراضي السورية؟ ولماذا يسمحون للفضائيات التي تعرض كيفية صناعة القنابل والمتفجرات، وهم لا يسمحون بصوت معارض لهم"؟ اليوم نعيش مع ساسة ومسؤولين مؤمنين بان أوراق اللعب جميعها بأيديهم، ولهذا فهم مصرون على ألاّ يتفقوا إلا بشروطهم التي تعني التخلص من الآخرين. إلى متى يمكن أن يستمر هذا الوضع.. خلافات داخلية وتربص إقليمي، واللاعب الذي كنا نتوقع انه الرئيسي وهو الولايات المتحدة فترت حماسته وتراجعت؟ متى يستيقظ المقربون من المالكي ويدركون المستقبل الصعب الذي ينتظر البلاد، في واحدة من أجمل حكمه يعلمنا الفيلسوف الصيني "لاوتسي" انه يتعين على الإنسان استخدام عقله كمرآة، فالمرآة يستفيد منها الإنسان ليرى نفسه أولا في كل مرة يرى فيها الآخر عدوا له تجب كراهيته، ويضيف قائلا: "أتبحث عن القشة التي في عين جارك ولا ترى العارضة التي في عينيك؟". السادة في ائتلاف دولة القانون ابحثوا عن العوارض التي تملأ عيونكم، إن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهم، فاتقوا الله في هذا الشعب المغلوب على أمره ودافعوا عنه مثلما تستميتون اليوم دفاعا عن أنظمة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram