محمود النمر المتتبع لشعر حسب الشيخ جعفر يكتشف أن هذا الشاعر مولع بشكل لا يوصف بعالم الشعر واللغة والمرأة، تكاد لا تخلو قصيدة إلا وكانت بطلتها امرأة، يحاورها من خلال القصيدة المدورة التي وصل بها إلى الذروة، فيمنح القصيدة شكلا جديدا يعتمد على الحوار وزج الميثولوجيا والتاريخ والحلم واللغة والسرد،
القصيدة يسند دعائمها بالاستعارات والتشبيهات والجناس والطباق ،حتى وصل به الأمر أن يمنحها تاجا، ويعلو بها على جميع الأجناس الشعرية الأخرى ويجلس ملكا على القمة ، متخذا منها ميزة على جميع الذين سبقوه في هذا الشكل الشعري الدائري أو نقدر أن نقول إنه (ملك القصيدة المدورة) أضف الى ذلك الترجمات للشعر الروسي ، ولكنه هذه المرة كتب الرواية ودخلها بنفس نثري وسردي حالم، وقد أطلق عليها " ربما هي رقصة لا غير " حاولنا ان نقترب من صاحب العزلة الطيبة لنكتشف من هي صاحبة تلك الرقصة... ! * ما الذي يشغلك بعد هذا السفر الإبداعي؟- حاليا لا يشغلني شيء عدا القراءة ، وأنا بانتظار كتابة أي شيء أراه مهماً أو ضروريا ، كما أني الان فرح بصدور مجموعتين شعريتين لي وهما "أنا اقرأ البرق احتطابا" و "تواطؤاً مع الزرقة" وصدور رواية لي هي "ربما هي رقصة ٌ لا غير" والمجموعتان والرواية صدرت مؤخرا عن مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون ، كما أن المؤسسة نفسها قد وعدتني بإصدار كتب أخرى او إعادة طبع كتب لي ، كما أن لي مجموعة قصص بعنوان " لمن تتجمع الاغربة ؟ " وأظن أنها ستصدر خلال هذا العام عن دار المدى أيضا ، وما زلت أعيش أجواء المجموعتين الأخيرتين مع نفسي ،وبعد أن ينتهي انشغالي الذهني، سوف أفكر بمشروع شعري جديد آخر ،مع أن انشغالي بالمجموعتين الأخيرتين ،وبمجموعتين أيضا سابقتين هما "الفراشة والعكاز" و"رباعيات العزلة الطيبة" وقد صدرت الأولى عن دار الصباح ،وصدرت الثانية عن دار " نخيل " التي يديرها الشاعر مجاهد أبو الهيل ، ويبدو أن هناك في ذهني مشروعين احدهما شعري والآخر نثري ، أما متى أنجز هذين المشروعين النثري والشعري ، فأنا شخصيا لا ادري متى يتم هذا الانجاز ، أرجو ان يتم قريبا او خلال هذا العام على الأقل.* مشروعك الشعري أهي قصائد مطولة أم قصائد عدة في دواوينك الأولى؟- يبدو أن المجموعة الشعرية التي تدور في ذهني الآن هي عبارة عن قصائد قصيرة ، وليست مطولة ، أما المشروع النثري فهو رواية أخرى ، ولا ادري أين ستدور أحداثها ،ربما في القرية العراقية أو في مدينة ما، لا ادري حتى الآن .* ما هي ثيمة وأحداث روايتك الجديدة "ربما هي رقصة لا غير"؟ - هي مشروعي الأول ،لان " رماد الدرويش " كانت عبارة عن مذكرات طالب عراقي في موسكو ، وهو يعيش أيام الشباب ، اما السيرة التي نشرتها أيضا مؤسسة المدى بعنوان " الريح تمحو والرياح تتذكر "، فهي ليست رواية بالمعنى الكامل وإنما هي بين الرواية والسيرة الذاتية ، وهي تتضمن سيرتين في الوقت نفسه ، سيرة الطالب الذي سافر الى موسكو ،بعد سنين من انقضاء الدراسة ، وضمن هذه المذكرات أو السيرة هناك سيرة داخلية هي سيرته القروية ، او سيرته النضالية ، أما ما يخص الرواية التي صدرت أخيرا عن مؤسسة المدى وهي " ربما هي رقصة لا غير " فهي عبارة عن كتابة أو كتابات بين الواقع والخيال ،ولا أقصد الخيال العلمي بل الخيال كما هو الواضح في " ألف ليلة وليلة " قد تكون قصص ألف ليلة وليلة هي المصدر لكتابة هذه الرواية الأخيرة ،وأعني الخيال الجامح والعجائبي في ألف ليلة وليلة ، هو المصدر الرئيس في هذه الرواية ، فالأحداث هنا تدور في مدينة أوربية ،طبعا هي موسكو بالتحديد ولكني لم اذكر اسم المدينة ،تركت هذا للقارئ أن يتصور أين تقع هذه المدينة مع أني قد أشرت في مقدمة الرواية أن هذه المدينة تقع في شمال أوروبا ،والمقصود بها مدينة موسكو ، ولكن ليس هناك أي اسم للمدينة داخل الرواية ، أما الجانب الآخر من الرواية خاصة في الفصول الأخيرة ، هو ليس إلا خيالا جامحا ، حيث هناك صراع غير مباشر بين امرأة أرضية وبين امرأة فضائية ، المرأة الأرضية لا تدري أي شيء عن هذا الصراع ، ولكن امرأة الفضاء هي التي تدبر الخيوط وتحوك النسيج في أحداث الرواية ، وأترك للقارئ أن يتمتع بالصور والخيالات والمؤامرات الدائرة في ثيمة هذه الرواية . * لماذا الخروج من عالم الشعر إلى عالم الرواية في هذه المرة؟- الرواية تتسع أكثر مما يتسع الشعر أمام الشاعر باحتواء العديد من الحقائق أو المشاهد أو الأحداث، فالشعر كما تعلم ليس إلا ّ جهاز تقطير أي كما كنا في القرية نضع تحت الجرة الكبيرة أناء صغيرا وتتقطر المياه من الجرة الكبرى صافية عذبة ، وهذا الصفاء والعذوبة هو الشعر، كما تتقطر من مخيلة الشاعر القصيدة، أما الرواية فهي السباحة والصيد، وكان من الممكن أن أقول إنها السباحة ضد المجرى
حسب الشيخ جعفر: ثلاثياتي هي الأولى بعد الهايكو الياباني.. وأعد لرواية جديدة
نشر في: 6 فبراير, 2012: 07:03 م