طه كمر تعرضت الكرة العراقية الى انتكاسة جديدة بعد أن كنا نُمني النفس ونعد العدة من أجل العودة بنقاط مباراة منتخبنا الاولمبي أمام نظيره المنتخب الاماراتي في الوقت الذي كانت فيه كل الانظار والتوقعات تشير الى رجحان كفة العراق لكن للأسف أتت الرياح بما لا تشتهي سفننا هذه المرة ليجهض ليوث الرافدين كل آمالنا وطموحاتنا ويضربون عرض الحائط تلك الأماني ويحبطون عزيمتنا من خلال الخسارة التي تعرضوا لها أمام المارد الاماراتي الذي سعى من أول لحظة الى فعل شيء
أزاء ذلك الترهل الواضح في أداء لاعبينا وعدم الرغبة بتسجيل أي هدف في ذلك اللقاء من خلال اللعب بمهاجم واحد ظهر بشهية مقفلة أمام المرمى الاماراتي من خلال الفرص الشحيحة التي أضاعها والتي كادت تعيدنا الى أجواء المباراة .الاولمبي العراقي ظهر أول أمس الاحد بصورة مغايرة لما معروف عنه فقد شاهدنا وتيرة أدائه تصاعدت من مباراة الى أخرى فبعد أن خسر مباراته الاولى أمام منتخب اوزبكستان عاد وتعادل أمام استراليا وقدم مستوى رائعاً جدا لتصبح النتيجة التي حققها أمام منتخب الامارات في مباراة الذهاب متوقعة جداً عندما زار شباك اصحاب الارض مرتين ، لكن على ما يبدو ان الضيوف أصروا هذه المرة أن يردوا الدَّين لنا من خلال وقفتهم الصحيحة وانتهاجهم اسلوبا جديدا للعب كنت أول المتوقعين لهم بتحقيق الفوز من خلال الاسلوب الذي اتبعوه وهو الضغط على اللاعب الحائز على الكرة ومن ثم المطاولة بنقلات الكرة في جميع أرجاء الملعب ما أتاح لهم هذا الاسلوب امكانية التحكم بالكرة فضلاً عن الاستحواذ التام للكرة وهذا يأتي من تمتعهم بلياقة بدنية عالية لكل وقت المباراة ، لذلك ظهرت شهيتهم مفتوحة لتحقيق الفوز الذي كانوا يطمحون له .فريقنا فقد الأمل من الدقيقة الثانية للمباراة بعد دخول هدف الامارات الوحيد وكأن المباراة انتهت وهذا الاسلوب مرفوض جملة وتفصيل فللأسف لم نرَ هناك اجراء تكتيكي من مدرب الفريق أو اللاعبين أنفسهم وهذا غير موجود في كل أرجاء العالم فالفريق الذي يُسجل في مرماه يجب أن يناور بكل خطوطه لا أن ينكمش على نفسه ويمنح خصمه الفرصة لتعزيز هدف التقدم وهذا ماحصل فعلاً وحتى الهدف الذي جعلنا في وادٍ وفرصة التأهل في وادٍ آخر يتحمله خط دفاعنا فضلا عن الحارس جلال حسن الذي كان يرى بوضوح الصورة من دون عتمة كون اللاعب الذي سدد الكرة كان يقف بمكان بعيد جداً .ان لاعبينا دائما ما نراهم بعد دخول أي هدف ينتهجون اسلوب التخبط من دون اللجوء الى الحلول البسيطة التي تُسهم بالعودة الى أجواء المباراة وهذا ماحصل أول أمس ومنح الأفضلية لخصمنا في الوقت الذي أصر لاعبونا على شراء البطاقات الصفر التي ينتج عنها تأخير اللعب كثيراً الذي يصب لصالح الفريق الاماراتي حتى أصبح لاعبونا يمنون أنفسهم بمنحهم بضع دقائق عسى أن تعيدهم الى المباراة التي خرجت من أيديهم منذ الدقيقة الثانية من زمن المباراة.نذكر انه قد يكون هناك بصيص أمل يمنحنا بطاقة التأهل من خلال المنافسة على المركز الثاني لكن لا نريد أن تعاد الكرة مع اسود الرافدين الذين تسود مرحلة اعدادهم وواقع حالهم ضبابية مغلفة بلون رمادي جراء خوضهم المباراة الودية الأخيرة أمام منتخب لبنان التي جعلتنا نضع أكثر من علامة استفهام عن مصيره الغامض !
بصمة الحقيقة :مصير الأولمبي.. غامض!
نشر في: 6 فبراير, 2012: 07:11 م