الشعب و"ثقافة الدمقرطة " أدت التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مر بها العراق بعد أحداث 2003 إلى انتشار واسع لوسائل الإعلام بكل أنواعه ،إضافة إلى انتشار استخدام الانترنيت جعل "الثقافة" في متناول غالبية العراقيين وبدأوا يسمعون ويقرأون ويشاهدون السياسيين الذين ينتسبون إلى الرئاسات الثلاث وهم يدلون بتصريحات عن الديمقراطية وضرورة العمل بها من أجل بناء وطن سعيد موحد خال من التفرقة والعنف والإرهاب ،هل هذه الديمقراطية كانت خالية من آليات وميكانزيمات ومعايير تخدم مصالحهم السياسية ،
فهل كانوا يستخدمون صيحات الديمقراطية لتعليب مصالحهم ومن ثم تفريغها من محتواها على الواقع العراقي ليعلم الشعب في ما بعد انه كان ضحية "ثقافة الدمقرطة "يقول ثيودور ادورنو إن الثقافة في القرن العشرين أصبحت صناعة مثلها مثل الصناعات الأخرى تخضع لقوانين العرض والطلب و قوانين السوق ،فالمنتجات الثقافية أصبحت منتجات معلبة تصنع وفق معايير الإنتاج المتسلسل ووفق أنماط معينة تؤدي في النهاية إلى أحادية الأسلوب والمحتوى .فالسياسة اليوم في العراق هي منهج لايختلف عن السوق ،فالمسؤول يخرج ويعرض تصريحاته على شاشات التلفاز لإيصال رسالة إلى الآخرين بدفع ثمن مقابل سكوته وإلا يعلن للشعب عما يعرفة من فساد وقتل وإرهاب للمسؤول أوجهة معينة تستمع وتثمن الحقائق فيكون بالمقابل ثمن الشراء ضحايا أبرياء وملايين من الدولارات وسكوت من ذهب، لقد تدرب سياسيون قبل تقلدهم مسؤوليات محاضرات الصناعات الثقافية وحصلوا على شهادة امتياز بالنصب والاحتيال والنصب على الشعب لكن ثقافتهم هذه لا تعمر لفترة زمنية طويلة لأنهم استخدموا ثقافة الدمقرطة للتعليب والتنميط والتسطيح وأفرغوها عن محتواها الحقيقي .
من المحرر

نشر في: 6 فبراير, 2012: 08:32 م