بغداد/ إياس حسام الساموككشف مصدر عسكري بارز في سلاح الجو، أن الطيران الأميركي فوق السماء العراقية مقتصر على توفير الحماية للسفارة الأميركية في بغداد. يأتي ذلك في وقت اعتبر مستشار بارز في الحكومة الطلعات الأميركية فوق الأجواء العراقية طبيعية،
مشددا على حاجة العراق لها لافتقاره للتقنيات العالية في تأمين سمائه. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد اقر الأسبوع الماضي باستخدام طائرات أمريكية بدون طيار في العراق لكنه هون الأمر بالقول ان البرنامج محدود جدا.وأضاف قائلا "اعتقد انه يوجد هذا الاعتقاد بأننا نوجه باقة من الضربات بشكل تلقائي... من المهم ان يدرك الجميع ان هذا يجري في نطاق محدود جدا."ويقول مصدر عسكري بارز في سلاح الجو "ان ما اشيع عن طلعات جوية اميركية بطائرات تحكم عن بعد مبالغ فيه، فطيرانها دائما ما يكون فوق السفارة الاميركية لتوفير الحماية لها"، نافيا في الوقت نفسه "ان يكون هناك تنسيق بين وزارة الدفاع العراقية والقوات الاميركية بهذا الصدد". وتابع المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع المدى "ان العلاقة بين الدولتين تكون عبر البوابة الدبلوماسية، وليس لدينا ادنى ارتباط بالموضوع، قد يكون هناك تنسيق مسبق بين الحكومة العراقية والسفارة الأميركية على حماية الأخيرة بواسطة الطائرات المسيرة".وعن وجود امتلاك السفارة الأميركية طائرات في العراق أكد المصدر الأمر وقال "هناك مروحيات تمتلكها القنصليات الأميركية في بغداد وتكريت وكركوك وبعض المناطق الأخرى، لكن طابعها مدني تتحرك بتنسيق مع الحكومة".بدورها لم تبلغ الحكومة، لجنة الأمن والدفاع تبرير للخروق الأميركية، كما حذرت اللجنة من تسير دول الجوار لطائرات ذات التحكم من بعد فوق الأجواء العراقية.عضو اللجنة حاكم الزاملي قال في تصريح خص به (المدى) امس "ان الطائرات المسيرة الاميركية مستمرة في اختراق الاجواء العراقية"، مشددا على "وجود نقص في جاهزية الدفاع الجوية خصوصا ما يسمى بالنداء والسيطرة فلا توجد تغطي مستمرة لهذه الخروق، وان الطائرات المسيرة دائما ما يكون حجمها صغير لا يمكن رصدها بالعين المجردة من قبل اشخاص عاديين بل يفترض ان يوجد هناك متخصصون في هذا المجال كما كان في السابق".وتابع الزاملي "هناك جهود كبيرة مع الوزارات الامنية لدعم القوة الجوية من خلال اعطائها موازنة تتلائم مع طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد".لم يرد لجنة الأمن والدفاع جواب من الحكومة حول مبرر اختراق الولايات المتحدة للأجواء العراقية، ويقول عضو اللجنة "ان واشنطن دائما ما تستخدم التجسس بواسطة الطائرات المسيرة فهي تجمع من خلالها المعلومات والتصوير لغرض الافادة منها في وكالة الاستخبارات الاميركية، وبالنفس الطريقة التي تعاملت بها مع ايران التي بدورها اسقطت عددا من هذا النوع من الطائرات، وهو امر ينسحب على باقي دول المنطقة كالخليج وتركيا وسوريا". وينقل الزاملي مخاوف بغداد من خروق جوية اخرى تقوم بها دول الجوار، ويبين "برغم عدم وجود معلومات عن هذا الامر، لكن الأجواء مهيأة في ان تخترق الجوار السماء العراقية بواسطة الطائرات المسيرة". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز -التي كانت أول من كشف عن رحلات تلك الطائرات- أن البرنامج أثار غضب مسؤولين عراقيين كبار.وقالت الصحيفة في وقت سابق ان وزارة الخارجية الأمريكية بدأت تشغيل بعض طائرات بدون طيار في العراق العام الماضي على اساس تجريبي وكثفت استخدامها بعد اكتمال انسحاب القوات الامريكية من العراق كانون الاول الماضي.ونسبت نيويورك تايمز الى مسؤول امريكي كبير قوله ان محادثات تجري حاليا للحصول على اذن للعمليات لحالية لطائرات بدون طيار في العراق.لكن الصحيفة قالت إن ثلاثة مسؤولين عراقيين كبار قالوا في مقابلات إنهم لم يجر التشاور معهم. وعرفت الصحيفة هؤلاء المسؤولين بأنهم مستشار بارز لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومستشار الامن القومي العراقي والقائم بأعمال وزير الداخلية. مستشار في مجلس الوزراء اتفق مع ما ذهب اليه المصدر العسكري، لكنه أضاف حاجة العراق لاستمرار الطلعات الاميركية .وأشار عادل برواري في تصريح لـ(المدى) امس الى وجود "اتفاقية استراتيجية بين العراق والولايات المتحدة بعيدة المدى، تشترط على الاميركان اخذ موافقة الحكومة في مسألة تحليق الطائرات المسيرة فوق الأراضي العراقية".وأكد برواري وجود عدد من المصالح المشتركة بين البلدين تقتضي مثل هكذا طلعات واوضح "ان السفارة الاميركية دائما ما تتعرض الى ضربات من قبل الجماعات المسلحة بواسطة القذائف الصاروخية وبالتالي هي تريد تأمين السفارة بواسطة هذه الطائرات"، متابعا "فضلا ان القوات الجوية العراقية لا تزال قاصرة على القيام بمهامها على اتم وجه بالتالي من مصلحة العراق استمرار الطيران الاميركي لكن يشترط موافقة الحكومة على تجوال هذه الطائرات في اماكن معينة حتى لا يكون هناك تدخل من قبل واشنطن في الشؤون العراقية".وطالب برواري الحكومة العراق
الولايات المتحدة تحمي سفارتها بطائرات مسيّرة

نشر في: 6 فبراير, 2012: 09:46 م









