اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تأخر الإنجاب يدق ساعة الطلاق.. والتقاليد أول الأسباب

تأخر الإنجاب يدق ساعة الطلاق.. والتقاليد أول الأسباب

نشر في: 14 أكتوبر, 2012: 05:27 م

 بغداد/ فرات إبراهيم.. عدسة/ محمود رؤوف
تأخر الإنجاب عند المتزوجين الجدد بات من بين ابرز المشكلات التي تعاني منها الأسر العراقية وكما يبدو أن الطلاق الذي يعقب الصراع الأسري بسبب هذه المشكلة بات احدى علامات هذه الآفة الجديدة، التي أخذت بالتزايد في مجتمع ذكوري وقبلي يربط فحولة الرجل بقدرته على الإنجاب وضعف المرأة وعدم أهليتها للاستمرار في زواجها بسبب عدم إنجابها الأطفال وخاصة الذكور، مع غياب العلاج الناجع لحالات العقم وخاصة في المستشفيات الحكومية، على الرغم من وجود تلابيب من الأمل بنجاح عدد قليل من عمليات الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في المستشفيات الأهلية وبأجور مرتفعة جدا.
في كل الحالات المرأة هي السبب
يعزو الكثير من الأطباء الاختصاص في مجال العقم عدم نجاح الإنجاب لدى عدد كبير من المتزوجين الجدد إلى حالات عدة أهمها المرض العضوي من دون استثناء حالات الجانب النفسي في العلاقة الزوجية او الجانب الاجتماعي المحيط بالزوجين والذي يلعب دورا كبيرا في تهيئة الجو المناسب لعلاقة زوجية خالية من التدخلات الأسرية، حيث التقاليد السائدة والموروثة عند اغلب العوائل العراقية، فعملية التأخر في الإنجاب لسنة او أكثر تضع العيب او المسؤولية على عاتق المرأة التي تجد نفسها مسلوبة الإدارة، وبالتالي عليها ان تنجب بأي صورة حتى تمكن نفسها من الابتعاد عن شبح الطلاق أو الزوجة الثانية..
وفي كل الأحوال فان هذا المجتمع قاس مع المرأة بشكل لا يعطي الحق لها حتى وان كانت بصحة جيدة وعدم إلقاء اللوم على الرجل وان كان هو السبب في عدم قدرته على الإنجاب لان مثل هذا الأمر يعد انتهاكا صارخا وانتقاصا من كرامته.
الأسباب تعود للزوجين معاً
 "إن سبب العقم يعود إما إلى أسباب تتعلق بالرجال أو بالنساء أو بكليهما أو إلى أسباب غير مشخصة" هذا ما قاله الدكتور محمد إبراهيم أخصائي في العقم وأطفال الأنابيب، وأضاف ان الاسباب المشخصة للعقم تصل نسبتها الى 10%، وان من بين ما تم الكشف عنه خلال دراسة طبية أجريت مؤخرا ان هناك ارتفاعا في نسبة العقم المشترك بين الرجل والمرأة ، وتابع قائلا شملت الدراسة 500 زوج ممن تأخر لديهم الإنجاب لفترة تتراوح ما بين سنة إلى ست عشرة سنة وقد أظهرت حصول زيادة في نسبة العقم لدى الذكور والإناث بنسبة تفوق المعدلات العالمية المتعارف عليها.
وأضاف قائلا: ان اسباب الضعف لدى الرجال والنساء عائدة بالأساس الى اسباب بيئية وان هذه الأسباب ظهرت في النساء على شكل اضطرابات هرمونية والتهابات، وفي الرجال بصورة ضعف في نسبة الحيوانات المنوية، وتابع: ان هناك ضعفا في القدرات العلاجية المتاحة وان طرق العلاج المتبعة حاليا قديمة إلى جانب افتقار اغلب مستشفيات  العراق الى طرق الإخصاب المساعد المتمثل بإجراء عمليات أطفال الأنابيب او الإخصاب الداخلي، وأكد ان مشكلة تأخر الإنجاب زالت لدى معظم المتزوجين بعد تمكنهم من إنجاب الطفل الأول.
"من ظهر أبوه"
قلل الدكتور هراير أخصائي أمراض الكلى والمجاري البولية من التقارير التي تحدثت عن حالات العقم بسبب الأسلحة واليورانيوم المنضب بالقول: لم يصدر تقرير علمي عن جهة رصينة يؤكد هذا القول وان حالات العقم موجودة في أرقى دول العالم في أميركا وبريطانيا واليابان  إلا أن ازدياد حالات العقم لدينا جعل البعض يعزوه إلى تلك الاسباب وهو في الحقيقة يتبع النظام الغذائي الخاطئ وطريقة المعيشة المرتبكة والاستخدام السيئ للأدوية التي صارت تأتي من كل المناشئ من دون فحص أو رقابة، وهذا كله يؤثر في نسبة الحيامن وقوتها لدى الرجل كذلك في المبايض لدى المرأة، وأكد الدكتور هراير بانه يصيب حتى الناس الذين نقول عنهم إنهم بعيدون عن الغازات والعوادم والبيئة غير النظيفة، ويقول كثيرا ما يراجعني فلاحون وبأعمار الشباب غير قادرين على الإنجاب ويقرأ تحليله (صفر) في نسبة الحيامن وهذا يعود إلى المواد الكيمياوية المستخدمة في السماد، كما قلت لا توجد دراسة تثبت واقعيا لدينا حول تلك المواد،  ولكن علميا المواد المشعة تسبب العقم.  حينما حصلت "الحواسم" جاءني شاب يعرف بالمواد المشعة يقول  ان الناس سرقت  براميل فيها مصادر الإشعاع وانه بدا يلم تلك الأشياء وقد حصل له سرطان الغدد اللمفاوية، والناس عن جهل اخذوا البراميل ووضعوها في غرفهم، والبعض يتصور ان الحيامن تأتي من الظهر وهذا فهم خاطئ وبالتالي يأتيني المريض ليقول لي دكتور "ليش ما تسحبله من ظهره حيامن"، المشكلة ليست في الناس ولكنها تكمن في ما يتلقونه من الإعلام، هذا علي الشيباني الروحاني أو عالم العلماء يقول بان الخصية ليست لها علاقة إنما هي عبارة عن وعاء أما الحيامن فإنها تأتي من الظهر، كلام غير علمي والمشكلة انه يؤثر في الناس البسطاء ولكن نحن كأطباء اختصاص نسمع هذا الكلام ونسخر منه. وينصح الدكتور هراير مرضى العقم بالابتعاد عن كل ما من شانه المساهمة في تأخر الإنجاب مثل طريقة عمله أو تناوله لأدوية دون استشارة طبيب، التدخين يجب تركه والدوالي لا بد من معالجتها، بعدها نلجأ الى المقويات والأدوية التي تساعد الجسم على التخلص من المواد الضارة ومنها المؤكسدة التي تأتي من الأغذية والعمليات الايضية في الجسم، طبعا توجد فيتامينات كحبوب ولكنها لا تغني عن المواد الطازجة أنا دائما انصح مرضاي بتناول الخضار والفاكهة الطازجة لأنها غير مؤذية.
المحاكم تعج بحالات الطلاق
النسب الكبيرة التي خرجت بها بعض المنظمات الأهلية منها والحكومية تشير بشكل مرعب إلى تنامي حالة الطلاق في المجتمع العراقي وخاصة في السنوات الأخيرة ويعزو الكثير من الباحثين وعلماء الاجتماع الاسباب الى تدخل العائلة بشؤون أولادهم وعدم ترك مساحة من الحرية لهم لتقرير حياتهم والكيفية التي يبنون بها وضعا خاليا من المشاكل. اما الاسباب الاخرى التي تشكل الآفة الحقيقية لحالات الطلاق فهي تاخر الانجاب لأسباب عدة قد تشير الى الرجل او المراة فاذا كانت المراة هي السبب فلن تشفع لها أخلاقها وحسن معاملتها لزوجها او حتى تربيتها الدينية أن تكون جدارا مانعا للسيل الجارف من الاتهامات والتقصير فتصبح حياتها كابوسا لا يطاق قد تطلب على أثره هي الطلاق مرغمة وصاغرة لكل ما تسمعه يوميا من أنها السبب في أن لا يكون ابنهم أبا، تشهد المحاكم العراقية حالات كثيرة وتحدث في أروقتها الكثير من المشادات والمعارك بين الطرفين، يقول المحامي حسين نايف في محكمة الأحوال الشخصية لمدينة الصدر بان حالات الطلاق صارت قضية عادية لأي محامٍ ولا يمر يوم دون أن نشاهد عشرات حالات الطلاق والكثير منها يثير الدهشة لدي، فقد جاءني زوجان ليطلبا تفريقهما او طلاقهما وحينما ذكرت لهما مساوئ الطلاق وانه ابغض الحلال كمحاولة مني لان لا يقع هذا الطلاق وان يعودوا عن قرارهم، وجدت الزوجان يجهشان بالبكاء وقالا لي إن خلاف عائليتهما هو السبب واشترطوا التطليق على الرغم من انسجامنا ومودة كل واحد منا للآخر، ويضيف المحامي حسين نايف بان قاعات المحكمة تتحول في أحيان كثيرة إلى ساحات للتقاتل بين النساء وبطريقة مهينة جدا. واختتم حديثه معللا الأسباب بان اغلبها يعود الى التقاليد الموروثة من قبل الأهل والدليل أن هذا الأمر تقل نسبته في المناطق التي لا يكون انحدار أبنائها من مناطق زراعية أو ريفية.
شباب يحترق
غالبية من التقيتهم وأجريت حواراتي معهم تواقون للزواج إلا أن الظروف اللعينة تمنعهم منها؛ السكن وغلاء المعيشة والأجور الباهظة لكل مفردات الزواج التي تحد من تقدمهم نحو هذا الهدف السامي، لماذا لا تسعى الدولة الى تسليف من يريد الزواج وبشروط مسبقة، لماذا لا تتخذ الدولة بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية قرارات تصب في مصلحة الشعب بعيدا عن جيوبهم وما يحققه هذا القرار أو ذاك من مردود مالي لهذه اللجنة أو ذاك النائب أو حتى الوزراء. أسئلة كثيرة يسألها الشباب المقبلون على الزواج وقلوبهم تحترق من اجل أن لا يضيع العمر بهم وهم في بحث عن مورد لرزقهم.
سالم الذي بلغ من العمر الأربعين عاما ولم يتزوج، طأطأ رأسه خجلا حينما أجابني قائلا: نحن أربعة إخوة نسكن في نصف قطعة لا تتجاوز مساحتها الـ 70 مترا إضافة الى أمّنا العجوز، ليست لدينا القدرة على شراء دار أخرى توجد ثلاث غرف فقط ومن يتزوج عليه ان يحتل غرفة وعلى أخيه الآخر ان يشارك احد إخوته غرفته الأخرى اضافة الى الوضع الصعب من ناحية التواليت والحمام وكل شيء. يقول سالم إن أفضل الحلول هو عدم الزواج لان الزواج يعني لعائلتي ان أربكهم.
محمد ضياء الدين هو الآخر يعيش مع اخوته في بيت واحد إلا ان قضيته تختلف حيث يقول: ما أشاهده يوميا من شجار بين زوجة أخي وعائلتي حول أمور تافهة وغبية يجعلني أصر على رفض فكرة الزواج لأني اشعر بأني لا أعيش في بيت فالكل يصرخ بوجه الآخر، وأنا إذا لم استقل في بيت لوحدي فلن يحدث الزواج (عيش ياح......).
منظمات بالاسم فقط
يبدو ان عمل منظمات المجتمع المدني لدينا لا يتجاوز عقد المؤتمرات وإقامة الندوات وقطع الكيك وتوزيع (البيبسي كولا) لم نشاهد او نسمع عن مبادرة قامت بها مؤسسة تعنى بالعائلة العراقية من تقديم مشروع او قانون او حتى تعديل يساهم في تماسك العائلة العراقية من خلال إذابة الأسباب التي تساهم في فك هذه الأسر وانحلال تماسكها العائلي، وتشير الإحصائيات إلى أن ظاهرة الطلاق في العراق تزداد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعتبر تهديدا لبنيان هذا المجتمع، إذ بلغت نسبة هذه الظاهرة العام الماضي 65%، بواقع 820 ألف و453 حالة. وما يشير إليه أيضاً رقم مؤسف جداً وهو أن نسبة العنوسة في العراق بلغت 87% في السنوات الثلاثين الحالية، ويمثل العراق بهذا الرقم تصنيفا متقدما في دول العالم، تقول النائبة أزهار الشيخلي عضو مجلس النواب العراقي بتصريح خصت به (المدى) إن البرلمانية العراقية حاولت جاهدة تشريع قوانين تساهم في إنصاف المرأة  الا ان البعض يستكثر على المرأة تلك الحقوق ويتعامل معها وكأنها جارية، لهذا السبب ولعدة أسباب يتعلق البعض منها بالدين وبالتشريعات لم نستطع إقرار بعض القوانين التي تحد من الظلم الذي يقع على المرأة.
طلاق له أسباب
يقول (ا.ك) انه تزوج من إحدى قريباته منذ 15 سنة رغما عنه حيث اجبره والده على هذا الزواج وذلك لأطماعه ومصالحه الشخصية فعاش في أجواء مليئة بالمشاجرات والنزاعات لدرجة أنها أصبحت جزءاً من حياته اليومية حتى أصبحت الحياة مستحيلة مع الزوجة. اخبر والده في آخر شجار معها بانه سيطلقها لكن والده رفض بسبب خوفه على اسمه وطلب من ابنه أن يتحمل الأمر مهما كان، فما كان من الزوج الا ان اخترع مشكلة مع زوجته عبر الهاتف وطلقها وذهب في اليوم الثاني إلى المحكمة ليصدق الطلاق غيابيا.قصة أخرى مع سيده تبلغ من العمر 50 عاما تقول: لقد زوجوني من ابن عمي المستهتر والسكير من دون أن يكون لي حق القبول أو الرفض او الاعتراض على سلوكه لان من تقاليد اسرنا ان تتحمل الفتاة في وقتها ابن عمها بسيئاته وحسناته واستمر الحال معه دون أية مشاعر حب او رغبة بالاستمرار معه وكنت أتعرض للضرب المبرح منه في اغلب الأوقات ولكني كنت أتحمل الألم حفاظا على أولادي، وما أن تزوجوا جميعا حتى وقفت بوجهه طالبة الطلاق وإنهاء مرحلة مرة من العذاب والاهانة.
حينما تتوفر الحلول
مرة فعلها الشيخ زايد رحمه الله رئيس دولة الإمارات العربية حينما منح من يتزوج من امرأة تتجاوز الثلاثين من عمرها مبلغا مهما يعينه على الزواج، ومن يتزوج من بلغت الأربعين والخمسين مبلغا مضاعفا ويسري هذا الأمر على المطلقات وخلال أيام ازدحمت فيها محاكم الإمارات بالعرسان لينعم الله على الجميع بهذه النعمة فمتى يقرر برلمانيو الشعب قرارا يستذكرهم الناس فيه بالرحمة أمام كل قراراتهم التي كانت للاستعمال الشخصي فقط والله من وراء القصد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. طفلك

    ترقبى قريبا منتدى خاص بتأخر الحمل به تجمع لكل من يعانون من هذه المشكله للفضفضه وتبادل الخبرات والمسانده والدعاءtflek.com

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram