اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مع انتهاء الفصل الدراسي الأول..العطلة الربيعية: صورة من داخل حوارات التلاميذ والطلبة

مع انتهاء الفصل الدراسي الأول..العطلة الربيعية: صورة من داخل حوارات التلاميذ والطلبة

نشر في: 7 فبراير, 2012: 08:59 م

بغداد.. عبد الكريم العبيدييهش أحمد على وجهه. ويتابع لسعات الذباب والبق في ظهره وكتفيه، ويبقى منهمكا بقراءة كتاب مدرسي متهرئ، فقد الكثير من صفحاته الأولى والأخيرة. ذلك هو حاله "المعروض" في مشهد يومي، يصنف سينمائيا بلقطة عن قرب. لأن عيون المارة تراه "عن بعد" وهو يجلس قرب بيت مهدم، ضمن بناية حكومية مهجورة وتحيط به الأبقار والأغنام والماعز وبرك المياه الأسنة والنفايات. وهذه اللقطة تكررت طيلة مدة مذاكرته وأدائه للامتحانات النهائية. وما زالت تتكرر لتظهره كئيبا ومنطويا على نفسه وهو يتابع لسعات البق والذباب "ويتسلى" بمشاهدة الأغنام والماعز والنفايات منذ اليوم الأول من عطلته الربيعية.
أحمد، التلميذ في الصف الخامس الابتدائي بدا شاحب الوجه ويرتدي ملابس رثة ويعاني من صعوبة في النطق. وكل ما ذكره أنه سيمتهن بيع أكياس النايلون في السوق طيلة فترة العطلة "لينسى" مصاعب المذاكرة ومنغصات الامتحانات. مبينا أن العام الدراسي كان (مزعجا). في مدرسته التي تعاني من نقص حاد في عدد المعلمين والتجهيزات المختلفة. المعلم.. المدرسأسباب تردي الوضع التعليمي في العراق عموما يعزوها "أبو صلاح" ـ مدرس متقاعد ـ الى عدم الاهتمام بالمعلم أولا. وتدهور الوضع الأمني ثانيا. وانهيار البنية التحتية للتعليم ثالثا. وقال: قبل عقود كان المعلم ينعم بمستوى معيشي متميز. وكان يحسب على الطبقة الاجتماعية الراقية. وكان حلم كل طالب هو امتهان مهنة التعليم في المستقبل. كونها تجلب له الوجاهة. وتضمن له الاقتران بأجمل الفتيات. غير أن الذي حصل هو تحول المعلم الى شخص بائس يلهث خلف الرشى (كارتات الشحن وبراميل النفط والمبالغ النقدية).وأضاف: مازال المعلم يعاني من الفاقة والعوز وقلة الراتب والمخصصات ضمن سلم الرواتب.وتساءل أبو صلاح: كيف يمكن أن يتحسن الوضع التعليمي في العراق والمعلم أو المدرس بات يبيع الأسئلة مقابل (هدية) من ذوي الطلبة!، وغالبا ما يلجأ الى الدروس الخصوصية. حتى بات (فاشلا) اجتماعيا. وفاقدا للروح المعنوية.أبو صلاح أكد ان العملية التعليمية ستواجه المزيد من التدهور اذا لم يتم الاهتمام بالعملية التربوية وصيانة المدارس والجامعات وحمايتها. وتوفير الأجواء المناسبة للطلبة الذين عانوا كثيرا. الورطة الربيعيةيقول مازن ـ تلميذ في الصف الثاني الابتدائي ـ "المدرسة أحسن.. ألعب في الساحة يوميا.. البيت ضوجه،.. ما عدنا مولدة".ويرى سجاد ـ تلميذ في الصف الخامس الابتدائي ـ "أن العطلة "حلوة" في يومها الأول فقط. فلا متنزهات ولا ألعاب ولا زيارات. وأضاف: عائلتي تفضل البقاء في البيت. ولا تفكر في سفرة أو زيارة خلال فترة العطلة.تلميذ آخر قال: بيتنا مظلم بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وعدم تمكن والدي من شراء البنزين من السوق السوداء.ويبدي إحسان ـ تلميذ في الصف الثالث الابتدائي ـ حزنا على فراق معلمته وزملائه، يقول: العطلة مزعجة. لا أرى فيها معلمتي. ولا ألعب مع أصدقائي.غير أن علي ـ تلميذ في الصف السادس الابتدائي ـ قال: ستوفر لي العطلة مزيدا من الوقت لأمارس هوايتي المفضلة لعبة كرة القدم. وأضاف "المخاطر في كل مكان. في البيت والشارع والمدرسة.. "تعودنا" على السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة!.ويقول زميله عبد الباسط إن أقصى ما سيفعله في العطلة الربيعية هو ارتياد مقهى الانترنت القريبة من بيتهم لمطالعة بعض المواقع الالكترونية وممارسة عدد من الألعاب. وأضاف: أتمنى أن أذهب الى حديقة أو متنزه أو سينما ولكن أبي يخشى علي كثيرا ويفضل بقائي في البيت من أجل سلامتي.ووفقا للعديد من الدراسات والتقارير التي حذرت من عواقب ارتفاع أعداد الشباب والأطفال الذين يعانون من الانطواء والاكتئاب الحاد والتي ستؤدي بحسب رأيها الى العديد من الأمراض القلبية والرئوية. وبينت أن هناك الكثير من مؤثرات الضغط النفسي والتوتر الشديد الناتجة عن انعدام أماكن اللهو والتسلية والترفيه في بغداد.وترى بثينة ـ طالبة جامعية ـ أن الدوام في الجامعة أفضل بكثير على الرغم من انتشار المخاطر الكثيرة التي تتعرض لها. وأضافت: "الوضع الأمني سيء ولا يشجع على القيام بسفرة سياحية.وبدا طارق ـ طالب جامعي ـ كئيبا وهو يروي قصة مقتل احد زملائه قبل أشهر على يد مسلحين ملثمين، قال كلنا من الممكن أن نقتل مثله. لا شيء يدعو الى المسرة والطمأنينة في بغداد. وكلنا مصابون بكآبة مزمنة غير قابلة للشفاء على حد قوله."البوري" دائماوغالبا ما يتفق عدد من الطلبة الذين يشكلون مجاميع متعددة في الجامعات والمعاهد والثانويات، ويطلق على كل واحدة منها "الشله"، على تحقيق حلم صغير حال انتهاء الفصل الدراسي الأول. فمنهم من يفكر بممارسة رياضة السباحة في أحد المسابح. ومنهم من يفكر بالذهاب الى قاعة رياضية. غير أن الكثير منهم يصاب بخيبة أمل ويعود مسرعا الى بيته وهو يردد تلك اللازمة الحياتية العراقية "بوري" للدلالة على صدمته.ويرى البعض: أن أي خطوة يفكر الطلبة والشباب القيام بها في هذه الأيام يجب أن يحسب لها ألف حساب، خصوصا اذا كانت المجموعة مؤلفة من شباب وشابات. فلطالما تعرض الطلبة لاعتداءات مختلفة أثناء قيامهم بسفرة جامعية أو مدرسية بذريعة وجود إناث الى جانب الذكور. وكم من مرة تعرض الطلبة الى ما يشبه المساءلة والتقريع بسبب تناولهم الطعام في مطعم أو حديقة. ناس...عجاج.. ناس....دجاج الملاحظ أن شركات سياحية عالمية أدركت "مشكلة العطلة الربيعية والصيفية في العراق" فراحت ت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram