اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > فـي سوريا نحتاج إلى صفقة مع الشيطان

فـي سوريا نحتاج إلى صفقة مع الشيطان

نشر في: 7 فبراير, 2012: 10:54 م

كتب/ نيكولاس نوي النيويورك تايمز  بعد عام تقريبا من اندلاع تظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة السورية، فإن كارثة معنوية وإستراتيجية موشكة على الحصول، ومن المحتمل حدوث حرب اهلية وايضا حرب تقليدية وايضا نشوب حرب غير تقليدية اثر تصاعد الاحداث في الشرق.
وعلى الرغم من ذلك فان الكثيرين في الغرب وفي بعض الحكومات العربية وحتى في المعارضة السورية يفكرون في امكانية حكومة الأسد في السيطرة على الأوضاع ومنع الانهيار التام. إن الضغط المتزايد من كل اتجاه، سيؤدي في مرحلة ما لي انهيار الحكومة وتكون النتيجة الموت والدمار وانتكاسة إقليمية. ومن المؤسف، وجود ثلاثة مشاكل تجعل من الانهيار المسيطر عليه غير محتمل. الأولى: هي حكومة الأسد والتي ستتمتع بدعم أساس من الجيش والنخبة وعناصر أخرى من السكان وهذه العوامل سنؤخر سقوطه الدموي- مضافا إلى ذلك الدعم الخارجي، وخاصة أن روسيا تجد في سوريا، المعين الاستراتيجي، وقد اشتركت مع الصين مؤخرا لمنع قرار الأمم المتحدة بشأنها ولإيران أيضا مصالح حيوية أيضا في سوريا- ونظام الأسد، ودعم الاثنين لحزب الله في لبنان. الثانية: أن العنف سيزداد مع إطالة مرحلة الصراع، وسيتجاوز الحدود الإستراتيجية والمقبولة في الغرب والدولة الحليفة له، وفي اجواء ملائمة لحرب التوتر في لبنان، وتتهيأ أجواء ملائمة لحرب طائفية، خاصة ان العراق بدأ يشهد ايضا تصاعدا في اعمال العنف مؤخرا.ثالثا: ان حركة اللاجئين ستضيف عنصرا الى حالة عدم الاستقرار، بالتناسب مع عدم استقرار الوضع البشري جراء تفاقم الأزمة. وسوريا حاليا، تضيف ملايين من العراقيين والفلسطينيين، والذين سيتعرضون الى ازمة جديدة. ومن المحتمل إزاء ما ورد سابقا، أن يتشكل جيش "محور المقاومة" من الأسد وإيران وحزب الله، ومن اجل انقاذ الحكومة السورية. وهذا المحور في حالة تشكيله قد يؤدي الى حرب مع اسرائيل، بمجرد انفجار ما في جنوب لبنان باتجاهها. ومن اجل مواجهة مسؤولية تلك الأوضاع الخطرة، على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التخطيط وتنفيذ ضربة عسكرية، وفي افضل (سيناريو) سيعني ذلك السيطرة على مساحات كبيرة من لبنان وسوريا بقوات أرضية، ولكن هذه الخطوة ستؤدي الى حرب شاملة في الشرق الاوسط. وبدلا من ذلك على واشنطن تبني خطة عملية وإستراتيجية تبحث عن نزع فتيل الأزمة بدلا من مراقبتها وهي تنفجر في وجه الجميع، ويعني ذلك التعامل مع الأسد. أن الأسد قائد قاس قمعي خطر، وهو المسؤول عن نسبة كبيرة من حالات القتل والدمار الذي عم سوريا مؤخرا، ولكن نتيجة دفع ايران وسوريا وحزب الله الى ما وراء خطوطهم الحمراء ستكون نتيجته أسوأ كثيرا. ان السبب الاساسي للاتفاق مع الاسد- في هذا الوقت، لان عملية يقودها الغرب ستضعف من مقدرته ورغبته لاستخدام العنف وستؤدي الى استقرار الحالة المتردية في البلاد، والى انفتاح تدريجي للنظام السياسي السوري. إن أميركا وحلفاءها، اكثر قوة من سوريا، أي انها تمتلك الادوات اللازمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية. ان على هذا التحالف العريض المواجهة للأسد، وضع أسس صفقة في الحال، يعتمد على التراجع من الموقف السابق منه- المطالبة بتنحيه عن الحكم. وفي المقابل، يقوم فريق قوي فعال من المراقبين العرب ومن الامم المتحدة بالانتشار في الحال عبر البلاد لتأمين: انسحاب الجيش والاسلحة الثقيلة وإطلاق سراح السجناء السياسيين. وسيبقى ذلك الفريق في سوريا بشكل دائم، ليسجل شكاوى المواطنين عن احداث عنف حصلت في أي مكان. كما سيتم وفق تلك المبادرة عقد مؤتمر للمصالحة خارج سوريا برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة، وهذا الأمر سيمهد الطريق لكتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية جديدة، وستجري بعدئذ في عام 2013 انتخابات الرئاسة، وعلى مؤتمر المصالحة التحقيق في جرائم العنف التي ارتكبت في سوريا في العام الماضي. إن هذه النقاط تبدو صعبة للأسد رفضها لثلاثة أسباب: أولا، ان على أميركا وحلفائها دعوة جيش سوريا للحرب والكتائب الأخرى للاشتراك في العملية، وبتطلب الأمر إيجاد مناطق آمنة على الحدود التركية والأردنية، يتم الإشراف عليها دوليا لإيواء المقاتلين وأسرهم وآخرين. ثانيا:- إن أميركا ودول الوحدة الأوربية ستبدأ بتقليص مقاطعتها لسوريا، وستعقد مؤتمرا كبيرا لجمع التبرعات ودعم الشعب السوري، وأخيرا، ان أي اتفاق يشمل قضية تتوسط فيها اميريكا وهو/ عدم رجوع مرتفعات الجولان الى سوريا، والتي احتلتها إسرائيل عام 1967. وعلى الرغم من وجود إرادة ضعيفة سياسية لمثل هذا العرض في إسرائيل، حاليا- لان الحكومة لا تجد حاجة في تقديم تنازلات لحكومة الاسد الضعيفة الممزقة، لكن الوصول الى اتفاق إسرائيلي/ سوري/ سيؤدي الى عزلة محور ايران -  حزب الله، في هذه المرحلة الحرجة. اما بالنسبة لسوريا، فقد تجد حكومتها في هذا العرض، فرصة للخروج من الازمة وهي على حافة الهاوية.ان التفاوض الآن – بدلا من حرب تالية- سيؤدي الى نتائج افضل لكافة الاطراف. ترجمة/ المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram