TOP

جريدة المدى > سياسية > الإحصاءات الأمنية تنافـي الاتجاه إلى حرب أهلية

الإحصاءات الأمنية تنافـي الاتجاه إلى حرب أهلية

نشر في: 7 فبراير, 2012: 11:01 م

 عن: أفكار عن العراق تم نشر إحصائيات الوفيات والهجمات التي وقعت في العراق خلال شهر كانون الثاني 2012. وبرغم الأنباء المتعلقة بحرب طائفية جديدة فان الإحصاءات أشارت إلى أن هناك زيادة في عدد الضحايا خلال الشهر  المذكور، لكن من جانب آخر فان هذا العدد يقارب الأرقام التي شهدناها في عام 2011.
من الواضح أن المسلحين كانوا يحاولون إرسال رسالة بعد رحيل القوات الأميركية، إلا أن زيارة الأربعينية شهدت أيضا عددا كبيرا من الأهداف. في السنوات الماضية، تمكن المسلحون من الحفاظ على هذا المستوى من النشاط لمدة شهر أو شهرين فقط، ثم بعد ذلك كان عليهم إعادة التجمع والتسليح. هذا يشير إلى أن شهر كانون الثاني يعتبر استمرارا للتوجهات السابقة في الوضع الأمني ولا يشير إلى أن العراق يتجه إلى حرب أهلية جديدة. المنظمات المسؤولة عن إحصاء الوفيات ذكرت زيادة خلال شهر كانون الثاني 2012، حيث كانت إحصاءات "تعداد ضحايا العراق" 458 قتلى –أي بزيادة 371 عن كانون الأول 2011– بينما ذكرت "الأمم المتحدة" 500 حالة وفاة –أي اقل من عدد كانون الأول البالغ 155- ، و ذكرت  "بغداد" اقل عدد للضحايا على مدى الأشهر القليلة الماضية. مع استمرار إشراف رئيس الوزراء نوري المالكي على وزارتي الداخلية والدفاع منذ كانون الأول 2011، فان هناك دليلا واضحا على عدم ذكر الأعداد الفعلية للضحايا لأسباب سياسية، وإلا فكيف نفسر انخفاض عدد الوفيات بينما وقعت تفجيرات في شهر كانون الثاني أكثر مما وقعت في كانون الأول؟ شهد كانون الثاني زيادة في عدد الضحايا بسبب ثلاثة أيام دامية، الأول في 5 كانون الثاني تفجير انتحاري استهدف الزوار في مدينة البطحاء في محافظة ذي قار راح ضحيته 45 شهيدا كانوا متوجهين إلى مدينة كربلاء في ذكرى زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام. في ذلك اليوم نفسه، أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل 15 شخصا في مدينة الكاظمية، وأوقع انفجار دراجة 13 شخصا من العمال في مدينة الصدر ببغداد، ثم في 14 كانون الثاني ادى تفجير انتحاري الى وقوع 64 من الضحايا في مدينة الزبير في البصرة و هم في طريقهم الى جامع الخطوة. أخيرا، وفي 27 كانون الثاني وقعت 28 ضحية في تفجير سيارة قرب احدى المستشفيات في الزعفرانية ببغداد. هذه التفجيرات الجماعية هي التي زادت من أعداد الوفيات حتى تجاوزت المعدل. بالإجمال كان مجمل عدد الخسائر في كانون الثاني مرتفعا، إلا انه لا يختلف عن الأعداد التي شهدناها خلال عام 2011، وكان معدل الخسائر للمنظمات الثلاثة التي تتابع أعداد الوفيات في العراق هو 369 لشهر كانون الثاني، أي بمعدل 11،9 في اليوم الواحد، بالإضافة إلى وقوع 330 هجوما حسب الأمم المتحدة. معدل الوفيات اليومي كان قريبا من 364 و هو عدد القتلى في آب 2011 و 360 في حزيران و هما الشهران الأعلى عددا لعام 2011. لم يكن المسلحون أكثر كفاءة في شهر كانون الثاني 2012 فحسب، وإنما استهدفوا أيضا عددا أكثر إذا حسبنا ضحايا الأربعينية، مما يجعل عدد الضحايا أكثر برغم انخفاض عدد الهجمات عن الأشهر السابقة. وكانت الهجمات لشهر كانون الثاني تتفاوت ما بين: 202 هجوم بأجهزة تفجير مطورة، 92 هجوما بأسلحة خفيفة، 22 سيارة مفخخة، 9 قنابل هاون/ صواريخ، 5 رمانات يدوية. من خلال الإحصاءات يتبين بان شهر كانون الثاني كان يضم اكبر عدد من الوفيات لكنه لا يختلف كثيرا عن اعلى عدد لسنة 2011. وهذا يناقض ما تناقلته الصحافة التي ادعت بان العراق على حافة حرب أهلية طائفية جديدة، إذ أن وسائل الإعلام كالمعتاد، عند ارتفاع عدد الهجمات في العراق، تبدأ بقرع جرس الإنذار من دون القيام بتحليل عميق. ان انسحاب القوات الأميركية في 2011 والنزاعات السياسية المستمرة بين الأطراف العراقية، تزيد من الإحساس بالكآبة والتشاؤم في اغلب التقارير الصحفية. ترجمة المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

بتدخل واشنطن: ثاني تراجع للفصائل بعد «قانون الحشد»
سياسية

بتدخل واشنطن: ثاني تراجع للفصائل بعد «قانون الحشد»

بغداد/ تميم الحسن في تحوّل لافت هو الثاني من نوعه خلال أشهر، أبدت فصائل مسلّحة مرونة إزاء مطالب أميركية، بعد أن تراجعت سابقاً عن تمرير قانون «الحشد الشعبي». وخلال الأيام الماضية، صدرت عن عدد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram